الرئيسية / مقالات رأي / WP: على بايدن اتباع أسلوب “ثوري تماما” في تصديه لغلاة المتمردين

WP: على بايدن اتباع أسلوب “ثوري تماما” في تصديه لغلاة المتمردين

بقلم: ديفيد إغناشيوس – Washington Post

الشرق اليوم- إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، تولى الحكم مع وعد بإصلاح بلد ممزق، والشروع في مداواة خلافاتها وانشقاقاتها بعد ما سماها حربا أهلية أيديولوجية شنها “سلفه المعزول مرتين” دونالد ترامب، الذي سيغيب عن حفل التنصيب “بطريقة فجة”.

التحدي الجوهري الذي سيواجه بايدن يتمثل في اجتثاث جذور التمرد في البلاد، تزامنا مع إصداره أوامر تنفيذية عقب تنصيبه تتعلق بالهجرة، والتغير المناخي، والتصدي لجائحة فيروس كورونا، وجملة من المشاكل الداخلية الأخرى.

وينصح الرئيسَ بأن يعطي أولوية لمسألة التمرد لمعرفة مدى تغلغله داخل المؤسسة العسكرية وأجهزة إنفاذ القانون. ويضيف أن مسؤولين عسكريين كبارا أخبروه أنهم تعرّفوا بالفعل على 30 من أفراد الخدمة العسكرية العاملة وقوات الحرس الوطني وقدامى المحاربين يُعتقد أنهم شاركوا باقتحام “الكابيتول هيل” يوم 6 يناير/كانون الثاني الجاري.

الكشف والتوعية

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، قد بدأ التشاور مع قادة الجيش بشأن برامج جديدة للتحقق من السير الذاتية للمجندين وتدويناتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوعيتهم بشكل أفضل بالمهام الموكلة لهم، وكشف من يؤمن منهم بأفكار تحرض على العصيان من أجل إبعادهم.

ووفقا للمقال، فإن الجيوش تقدِّر عاليا قيم الولاء والانضباط لكنها في الوقت نفسه تعتبر تجسيدا للمجتمع الأكبر المنبثقة عنه. وعندما تكون السياسة “مجزأة” ومقطعة الأوصال تنتشر أحيانا الأفكار المتمردة في صفوف العسكر كالسرطان.

وتم ملاحظة ذلك في جيوش مصر ولبنان وسوريا والعراق وباكستان، و6 دول في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.

والجماعات المتطرفة طوائف ومِلل فهي تجنِّد أفرادا يعانون من أزمات على الصعيد الشخصي فيتحولون بعدها إلى متطرفين.

الحمقى والمغفلون

ولتكوين فكرة عن مشاعر التمرد المتفشية، التمس الكاتب الإجابة من أحد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية شبه العسكريين الموالين لترامب. وفي رده على سؤال الكاتب، قال ذلك الضابط إن مثيري الشغب الذين اقتحموا الكابيتول “أغلبهم حمقى مغفلون يعيشون في عالم خيالي مع حساباتهم في موقع فيسبوك”.

وعلى إدارة بايدن في ظل المناخ السياسي السائد أن تنظر في اتباع أسلوب “ثوري تماما” في تصديها لغلاة المتمردين، وذلك بأن تصغي إلى الطرف الآخر، على حد تعبير مقال واشنطن بوست.

قال بالمؤرخ اليوناني القديم ثوكيديدس: إن الحروب لا تندلع بسبب الخوف والمصلحة الذاتية وحدهما، بل هي نتاج مشاعر غامضة أيضا والتي نصفها نحن بالكبرياء والكرامة.

إن أي محاولة لتجاهل مثل هذه المشاعر التي تساور نصف الأمريكيين تقريبا ستفضي إلى نهاية تعيسة حسب وصفه.

واعتبارا من اليوم، ستدخل الولايات المتحدة حقبة جديدة مع بايدن الذي سيواجه تحديا يتمثل في الجمع بين “الصرامة والسماحة”.

ترجمة: الجزيرة

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …