الشرق اليوم- تزخر أعماق البحار بعوالم مختلفة كلية وجديدة مثل نجم البحر الذي يشبه الإخطبوط، والأسماك التي تلتهم سمكة القرش. ورغم ما تحمله أعماق البحار من كائنات غريبة، يظل الإسفنج البحري آكل اللحوم من أشدها غرابة.
إسفنج بحري لاحم
وحديثا، كشفت دراسة حديثة نشرت بدورية “زوتاكسا” (Zootaxa) الستار عن 3 أنواع جديدة من الإسفنج البحري آكل اللحوم موجودة قبالة سواحل أستراليا.
وبحسب البيان الصحفي -الذي نشره موقع “سايمكس” (Scimex) بتاريخ 15 يناير/كانون الثاني الجاري- يوضح ميريك إكينز قائد الدراسة ومدير وحدة اللافقاريات البحرية الأرضية بمتحف كوينزلاند (Queensland Museum) أن هذه الدراسة تظهر “مدى التنوع الذي تحمله أعماق المحيطات والذي لم يُستكشف معظمه إلى الآن”.
تَعَرَّف الباحثون في هذه الدراسة على 3 أنواع جديدة من الإسفنج آكل اللحوم والتي أطلقوا عليها اسم “نولاربورا هيبتاكسيا” (Nullarbora heptaxia) و”لايكوبودينا هايستريكس” (Lycopodina hystrix) و”أبيسوكلاديا أوكسياسترس” (Abyssocladia oxyasters). وُجِدت -إضافة إلى نوع إسفنجي آخر غير لاحم من نوع “جويتارّا دافيدكونري” (Guitarra davidconryi)- على عمق يمتد من 163 إلى أكثر من 3 آلاف متر تحت سطح البحر.
ويضيف إكينز: “هذا النوع من الإسفنج يعتبر فريدا في نوعه. إذ إنه لا يوجد سوى في الخليج الأسترالي العظيم، وهي نفس المنطقة التي اتخذت منها عمليات التنقيب النفطية مكانا للبحث عن النفط الموجود في أعماق البحر”.
ورغم أن منطقة الخليج الأسترالي العظيم بجنوب أستراليا تم استكشافها مسبقا بواسطة آلة سميث ماكنتاير التي تجرف الرواسب العميقة وكذلك من خلال مركبة رصد الكائنات البحرية عن بعد، إلا أنهم لم يتعرفوا على أي من هذه الأنواع الأربعة.
مفترسات بسيطة
تعتبر الإسفنجيات كائنات بسيطة جدا وجدت بشكل أو بآخر منذ 500 مليون عام. ولا تمتلك الإسفنجيات جهازا عصبيا أو هضميا أو دوريا. وتتغذى عبر مرشحات التغذية متعددة الخلايا. إذ تسمح هذه المرشحات بمرور الماء من خلالها، والذي تستخلص منه الإسفنجيات هو الأكسجين والغذاء.
غير أن نظام التغذية الخاص بالإسفنج آكل اللحوم يختلف قليلا عن الإسفنجيات الأخرى. فبينما بعض الإسفنجيات اللاحمة حافظت في اعتمادها على تدفق المياه لاستخلاص مغذياتها، فَقَدَ البعض الآخر، مثل الأنواع الثلاثة المكتشفة حديثا، هذه القدرة تماما. إذ تلتقط هذه الإسفنجيات الجديدة القشريات الصغيرة والفرائس الأخرى عبر خيوط وخطافات خاصة بها.
أنواع متعددة وجميلة
النوع الجديد من الإسفنج المكتشف على درجة عالية من الجمال، إذ إنه يشبه الزهور وله نتوءات شوكية. وبهذه الأنواع الإسفنجية اللاحمة الجديدة، يصل عدد أنواع الإسفنج المسجل في جميع أنحاء أستراليا إلى 25 نوعا.
يُذكز أنه كان قد تم اكتشاف أول نوع لإسفنج لاحم عام 1995. ومنذ ذلك الحين تمكن العلماء من التعرف على المزيد منه حول العالم. وهو ما أكده الفريق ذاته في دراسة بحثية سابقة نشرت في 12 من مايو/أيار 2020 قائلين “معرفتنا بأنواع الإسفنج آكل اللحوم قد تضاعفت خلال العقدين الماضيين”.
واستطاع فريق الدراسة التعرف على 17 نوعا جديدا من الإسفنج آكل اللحوم أثناء بعثة استكشافية عام 2017، أدارتها منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (Commonwealth Scientific and Industrial Research Organisation (CSIRO)) التابعة لهيئة البحوث الأسترالية.
تزايدت أعداد الإسفنجيات آكلة اللحوم المكتشفة منذ عام 1995(ويكيبيديا-روب دبليو إم سويست وآخرون)وينسب العلماء الفضل في التعرف على هذا العدد الكبير من الإسفنجيات آكلة اللحوم إلى “التطور الهائل في التكنولوجيا التي ترصد أعماق البحار، بما في ذلك مركبات الرصد عن بعد، والغواصات القادرة على تصوير وجمع الإسفنج اللاحم بشكل سليم”.
كما أشار فريق الدراسة إلى الجهد الدؤوب لعدد من العلماء المعاصرين ممن أعادوا تصنيف العديد من الأنواع التي تم التعرف عليها في القرنين التاسع عشر والعشرين.
المصدر: الجزيرة