الشرق اليوم- أبرز الإعلام الإسرائيلي، الخميس، القلق الذي يساور الأروقة السياسية بالدولة، حول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة بما يخص المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي.
وأجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن الإدارة الأمريكية الجديدة، ستختلف عن سابقتها، خاصة بما يتعلق بالملفين الإيراني والفلسطيني- الإسرائيلي.
وأدى جو بايدن اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة في حفل تنصيب رسمي أقيم، الأربعاء، في مبنى الكونغرس، بحضور شخصيات سياسية ورؤساء سابقين.
وفي وقت تختلف فيه إسرائيل مع إدارة بايدن، بشأن موقفها المؤيد لحل الدولتين والاستيطان، فإنها تُبدي ارتياحا من إعلانها إبقاء السفارة الأمريكية بالقدس، وعدم تراجعها عن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، الخميس: “يعاني كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية وقادتهم حاليًا من أعراض مدمني المخدرات في عملية إعادة التأهيل، بعد تدليلهم لمدة أربع سنوات مع دونالد ترامب”.
وأضاف: “قلق نتنياهو مفهوم وليس مفاجئا، تبذل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، جهدًا لتهدئة هذه المخاوف قليلاً، ولكن ليس من المؤكد أن تنجح في ذلك”.
وأشار إلى أنه “في جلسة الاستماع في الكونغرس، حاول وزير الخارجية المكلف توني بلينكن، إرسال رسائل مطمئنة بشأن الملف الإيراني، ليس فقط للجمهوريين، ولكن أيضًا لإسرائيل ودول الخليج الذين قالوا في الأسابيع الأخيرة لأي شخص كان على استعداد للسماع، أن بايدن يجب ألا يعود إلى اتفاق مع إيران، وأن عليه التشاور معهم مسبقًا”.
وقال الموقع: “قدّم بلينكن ردًا على هذين الطلبين، النقطة الأولى هي أنه لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه حتى عودة الاتفاق النووي؛ النقطة الثانية هي أنه قبل اتخاذ أي قرار، ستتشاور إدارة بايدن مع حلفائها في الشرق الأوسط”.
واستدرك “ليس من المؤكد أن كلام بلينكن يطمئن نتنياهو وفريقه، فالمرشح الرئيسي ليصبح المبعوث الأمريكي إلى إيران هو روب مالي، الذي كان مستشار أوباما للشرق الأوسط خلال الاتفاق النووي مع إيران، إذا ما تم تعيينه، فسيكون الشخص الذي يدير المفاوضات نيابة عن الولايات المتحدة، ويتمتع مالي بعلاقات جيدة مع الإيرانيين وعلاقة باردة مع نتنياهو”.
وأضاف الموقع الإخباري الإسرائيلي: “يشعر الوفد المرافق لنتنياهو بالقلق بشأن مزيج من روب مالي، ونائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان، اللذان كانا مهندسي الاتفاق النووي، أضف إلى ذلك رئيس وكالة المخابرات المركزية الجديد بيل بيرنز ومستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان الذي أجرى المحادثات السرية مع إيران ويمكنك أن تفهم لماذا لن يكون الحوار بين إسرائيل والولايات المتحدة سهلاً”.
وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة، الاتفاق الذي توصلت له إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والدول الكبرى، مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.
وخاضت إسرائيل، حملة إعلامية دولية كبيرة ضد الاتفاق، وصلت ذروتها بخطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأميركي، في مارس/آذار عام 2015.
ورحبّت إسرائيل بانسحاب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، من الاتفاق، عام 2018.
وفي وقت تختلف فيه إسرائيل مع إدارة بايدن، بشأن موقفها المؤيد لحل الدولتين والاستيطان، فإنها تُبدي ارتياحا من إعلانها ابقاء السفارة الأمريكية بالقدس، وعدم تراجعها عن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ورحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، في تصريح لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الخميس، بإعلان بلينكن تأييد الإدارة الأمريكية لقيام دولة فلسطينية، وعدم تراجعها عن المواقف السابقة بشأن القدس.
وقال أولمرت: “هذا يشير إلى أنه صديق لإسرائيل، فقط أولئك الذين ليسوا أصدقاء لإسرائيل يمكنهم أن يؤيدوا ترك الوضع السياسي كما هو، وهو ما يتعارض مع المصلحة الإسرائيلية”.
وأضاف أولمرت: إن “حل الدولتين، هو السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله الوصول إلى نهاية للصراع التاريخي بيننا وبين الفلسطينيين”.
وترفض أحزاب اليمين في إسرائيل، والتي تهيمن على الساحة السياسية، حل الدولتين، وتدعو إلى ضم نحو ثلث الضفة الغربية.
ويتهم الفلسطينيون الإدارة الأمريكية السابقة، برئاسة ترامب بالانحياز التام إلى إسرائيل، فخلال فترة رئاسته مثلا تضاعف الاستيطان 4 مرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن ناحيتها، فإن صحيفة “جروزاليم بوست” استعرضت، الخميس، أسماء 9 من كبار المسؤولين اليهود الأمريكيين في إدارة بايدن.
ومن الأسماء وزيرة الخزانة المعينة جانيت يلين، ونائبة وزير الخارجية المعينة ويندي شيرمان، ووزير الأمن الداخلي المعين إليخاندرو مايوركاس، والمدعي العام المعين ميريك جارلاند، وكبير موظفي البيت الأبيض رونالد كلين.
وتشمل القائمة أيضا، مديرة الاستخبارات الوطنية إفريل هاينز، ونائبة وزيرة الصحة راشيل ليفين، ومديرة أمن السايبر في وكالة الأمن الوطني آن نيوبرغر، ومدير السياسات في وزارة العلوم والتكنولوجيا إريك لاندر.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال في رسالة تهنئة، الأربعاء، للرئيس الأمريكي ونائبته، نشرها عبر حسابه في تويتر “أتطلع إلى العمل معكم على تعزيز التحالف الإسرائيلي الأمريكي، وعلى الاستمرار في توسيع دائرة السلام بين إسرائيل والعالم العربي، وعلى التعامل مع التحديات المشتركة وفي مقدمتها التهديد الإيراني”.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، فقال في رسالة تهنئة نشرها عبر حسابه في تويتر “إنني على يقين من أن تحالفنا الذي لا يتزعزع سيستمر في خدمة الأهداف الأكبر لشرق أوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا ، وعالم أكثر سلامًا”.
المصدر: الأناضول