BY: Patti Waldmeir
الشرق اليوم – أصبحت الولايات المتحدة أكثر انقسامًا من أي وقت مضى، وذلك بعدما باتت تتم عملية شيطنة الجمهوريين بشكل علني، فهل دفع الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، دونالد ترامب، أنصاره بعيدًا عنه؟
نظرت إلى ولايتي ميشيجان وويسكونسن، اللتين تأرجحتا ضد رئيس الولايات المتحدة في انتخابات 2020، وتحدثت إلى نفس مؤيدي ترامب الذين أجريت مقابلات معهم منذ سنوات، ففي أعقاب الغزو العنيف لمبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير الحالي، والتجمع الذي أقامه الرئيس قبله، أردت أن أسأل: هل دفعتك هذه الأحداث إلى حافة الهاوية؟ لكنني سأقوم بصياغة السؤال على النحو التالي: هل غيرت هذه الأحداث شعورك تجاه كونك جمهوريًا أو مؤيدًا لترامب أو حتى محافظًا؟ وحاولت، بتواضع وفضول حقيقيين، أن أستمع إلى ما سيقولونه لي.
وفي حين أنه يبدو أن عملية شيطنة 74 مليون أمريكي ممن صوتوا لترامب في انتخابات 2020 قد باتت هي الرياضة الأكثر شعبية في أمريكا الآن، لكنني وعدت نفسي بأن أتجنب ذلك تمامًا مثلما أتجنب فيروس كورونا، وللسبب نفسه: لأنها تهدد مستقبل الحياة الأمريكية كما عرفتها.
وكانت أول من طرحت عليها سؤالي هي بام ترافيس، وهي شخصية محافظة من وسط ولاية ويسكونسن، حيث التقيت بها لأول مرة قبل 4 سنوات عندما كانت في طريقها إلى تنصيب ترامب، وردًا على سؤالي قالت: “أنا فتاة من النوع الذي يتبع القواعد، لقد كان غزو الكابيتول مقززًا وخاطئًا والناس الذين فعلوه كانوا على خطأ، لكني لا أحب أن أجمعهم جميعًا معًا، فهي تشبه أعمال الشغب (المناهضة للعنصرية) الصيف الماضي، لا يمكننا القول إن كل المشاركين كانوا على خطأ”.
وبسؤالها عما إذا كان أي مما حدث قد أبعدها عن ترامب، قالت: “لن أصوت لترامب أبدًا إذا اختار الترشح مرة أخرى”، لكن شيطنة الجمهوريين في أعقاب هجوم الكابيتول جعلها تفكر مليًا في أمر واحد: “لقد فكرت في إزالة ملصق تأييد ترامب من سيارتي”، بعد تعرض سيارة شقيقتها، وهي مسؤولة في الحزب الجمهوري في جنوب ولاية ويسكونسن، لأضرار ربما لأسباب سياسية.
وبسؤال كريس فيتالي، وعضو مجلس المدينة في إحدى ضواحي الطبقة العاملة خارج ديترويت، أعرب عن رفضه فكرة وجود تمرد يميني، وقال: “صحيح أن ارتداء مثيري الشغب الأزياء المجنونة والتقاطهم الصور من داخل الكونجرس هو سلوك لا يجب التغاضي عنه، فقد سرقوا المنصة وأفسدوا بعض الأوراق، ولم يفكروا في أنهم سيمنعون الرئيس القادم من تولى منصبه”، وبسؤاله عما إذا كان سيصوت لترامب مرة أخرى، توقف قليلًا ثم قال: “نعم، وذلك ما لم يأت شخص آخر يتبنى نفس الرسالة ولكن يكون أكثر وضوحًا”.
ورأى فيتالي أن ما يحدث يمثل نقطة تحول كبيرة للحزب الجمهوري، ولكن ليس للأسباب المعتادة، موضحًا: “أعتقد أن الديمقراطيين سينتزعون الهزيمة من فكي النصر، وذلك من خلال الضغط من أجل محاكمة الرئيس في مجلس الشيوخ، فكلما بالغوا في استخدام سلطاتهم زاد الغضب في عام 2022 في انتخابات التجديد النصفي”.
وكان ثالث شخص ألتقيه هو نيلسون ويستريك، وهو عامل يبلغ من العمر ٤٥ عامًا خارج ديترويت، وقد كان ويستريك ديمقراطيًا ولكنه تحول إلى جمهوري وساعد ترامب على الفوز في 2016، كما يضع ملصقًا في حديقته الأمامية يحمل جملة: “أوقفوا سرقة الانتخابات”، حيث يعتقد أن التزوير الهائل قد شوه انتخابات 2020.
ويبدو أن رأي ويستريك ليس مجرد رأي هامشى، فوفقًا لاستطلاع رأي، أُجري الأسبوع الماضي، فإن ما يقرب من 70% من الجمهوريين لا يعتبرون الرئيس المنتخب جو بايدن، هو الفائز الشرعي في الانتخابات.
وبسؤاله عما إذا كان قد فكر في الانضمام إلى احتجاجات واشنطن في 6 يناير، قال ويستريك: “لا، وذلك لأن لدي عملًا وعائلة”، ولكن عندما سألته عما إذا كان ما حدث في الكابيتول قد أبعده عن الرئيس أو حزبه، أجاب: “ما حدث في الكابيتول؟ لقد دُمرت بلدنا على مدى 6 أشهر من قبل احتجاجات (حياة السود تهم)، كما تم تدمير الشركات الصغيرة، لكن ركض 6 رجال على سلالم مبنى الكابيتول يعد تمردًا؟”. صحيح أنني لا أتفق معه، لكنني لا أعتقد أيضًا أنه يجب شيطنته بسبب أفكاره، حيث يقول ويستريك إنه قد بات الآن يسمع رسالة واضحة من الجانب الآخر، وهي أنه “إنسان مروع وعنصري ويحاول قتل الناس، وإنه يجب أن تنتهي طريقة حياته الآن”.
ويبدو الآن أن بايدن، الذي سيؤدي اليمين الدستورية اليوم، يعد بتوحيد أمة قد بات مواطنوها يكرهون جيرانهم، أتمنى له حظًا جيدًا في ذلك.
ترجمة: المصري اليوم