By: Manoj Joshi
الشرق اليوم- العام 2021 هو علامة مرجعية مهمة للحزب الشيوعي الصيني، كونه الذكرى المئوية لتأسيسه. وقد تزامن ذلك مع عام الانتهاء من الخطة الخمسية الثالثة عشرة، والتي كان من بين أهدافها الرئيسية القضاء على الفقر المدقع في الصين وإنشاء «مجتمع رغيد لحياة أكثر اعتدالاً». ففي عام 2019، تجاوز دخل الفرد في الصين 10000 دولار أمريكي، ما جعلها متقدمة على ماليزيا وروسيا والمكسيك وصربيا.
الذكرى المئوية التالية لتأسيس الجمهورية الشعبية هي عام 2049، وأهدافها ما زالت أكثر طموحاً، وهي تحويل الصين إلى «دولة اشتراكية قوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وحديثة». ومع ذلك، هناك تحديات، إذ لم يتحرك اقتصاد السوق بالسرعة المتوقعة، ولا يزال إصلاح الشركات المملوكة للدولة يمثل مشكلة. لكنها حققت أهم أهدافها المتمثلة في إخراج الصين من الفقر المدقع وأنفقت بكين قدراً كبيراً من المال لتحقيق هذا الهدف. فالنظام الصيني يتفاخر «بميزة مؤسسية للعمل وهي العمل في إطار وطني مع جهود مركزة وموارد مجمعة لمشاريع الكبرى». ولقد تأثرت نزعة الانتصار هذه بقدرة الصين على مكافحة الفيروس وإعادة اقتصادها إلى المسار الصحيح بحلول منتصف عام 2020.
علاوة على ذلك، وعلى الرغم من الرياح المعاكسة القوية من الولايات المتحدة، أبرمت بكين صفقة تجارية واستثمارية مع أكبر اقتصاد في العالم، وهو الاتحاد الأوروبي، في نهاية العام الماضي. ويأتي هذا الأمر صعباً في أعقاب توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة التجارية في نوفمبر 2019.
ومن خلال الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، التزمت الصين «بمستوى غير مسبوق من الوصول إلى الأسواق لمستثمري الاتحاد الأوروبي» ووافقت على توفير مساحة عادلة يمكن التنبؤ بها. ولا تزال الصفقة بحاجة إلى مصادقة البرلمان الأوروبي، حيث إنه من المرجح أن تعارضها قطاعات مهمة، لكن مع دعم ألمانيا وفرنسا، هناك فرصة ضئيلة لخروجها عن مسارها. وإن حقيقة إبرام الصفقة هي، بلا شك، انقلاب استراتيجي لبكين.
ويكشف ذلك عن انقسام بين تفكير الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الصين، حيث لا يزال الأوروبيون يعتقدون أنه – مع الصين – يمكن فصل المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
وستؤثر الحيوية الاقتصادية في علاقات بكين مع الإدارة القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن في واشنطن، والتي ستركز على تطبيع الاقتصاد الأمريكي في أقرب وقت ممكن. وكجزء من إصلاح القطاع المالي، عززت الصين نطاق البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية للعمل في الصين في عام 2020.
وبينما سيستمر كوفيد -19 في مطاردة العالم والصين، تعتزم بكين المضي قدماً في تحقيق أهداف أخرى في عام 2021. كإنشاء محكمة للملكية الفكرية ومحكمة مالية متخصصة ومناطق تجارة حرة جديدة في هاينان وشنتشن لجذب المستثمرين الأجانب. وفي مجال الفضاء، تخطط البلاد لأكثر من 40 مهمة مع إعطاء الأولوية القصوى لمحطة الفضاء الصينية. كما سيستمر طرح الخطط الصناعية العسكرية. ومن بين المشاريع التي تلوح في الأفق للصين، وضع عارضة لحاملة الطائرات الرابعة التي سيتم تزويدها بقاذفات المنجنيق الكهرومغناطيسي، مع إطلاق نوع جديد من الفرقاطات ذات الدفع الكهربائي إلى جانب التقارير التي تتحدث عن جيل جديد من الطائرات المقاتلة..
سيكون عام 2021 هو العام الذي تبدأ فيه الخطة الخمسية الرابعة عشرة، وهناك سلسلة متتالية من الأهداف الرئيسية التي تأمل الصين في تحقيقها. وبحلول عام 2025، العام النهائي للخطة الخمسية، وكذلك خطة صنع في الصين 2025، تأمل بكين في وضع اقتصادها على طريق التنمية عالية الجودة التي تتميز بالابتكار والاختراقات العلمية. ولذلك ليس من المستغرب أنه في عام 2022، عندما ينعقد المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي الصيني، سيضمن الرئيس شي حصوله على فترة ولاية أخرى كزعيم للبلاد والحزب.
وسواء نجحت الصين أو فشلت، ستكون هناك عواقب جيوسياسية يصعب تجاهلها. فحتى مع التأكيد على نفوذها في السياسة الخارجية، تأمل الصين، «بأن تعود الإدارة الأمريكية القادمة إلى نهج معقول، وتستأنف الحوار مع الصين، وتستعيد العلاقات الثنائية إلى طبيعتها، وتستأنف التعاون». والطريقة التي تدير بها الولايات المتحدة والصين علاقتهما ستؤثر بالطبع في العالم.
نقلاً عن صحيفة الخليج