By: Kabir Taniga – Eurasia Review
الشرق اليوم- حذر رئيس القوات الجوية الهندية المارشال بهادوريا من استخدام الطائرات بدون طيار، من قبل كل من الجهات المسلحة غير الحكومية والدول الصغيرة. ويمكن القول إن تسليط الضوء على هذا الأمر يأتي بسبب نزاع ناغورنو كاراباخ الأخير بين أذربيجان وأرمينيا؛ حيث لعبت الطائرات بدون طيار دوراً حاسماً؛ إذ وجد الأرمن المسلحون أنفسهم بمعدات قديمة من الحقبة السوفييتية يقاتلون عدواً غير مرئي. ويرى بهادوريا أن دمج الجهات المسلحة غير الحكومية للتكنولوجيا بدأ في إحداث هزات في أسس طريقة النظر إلى الحرب ومقاربتها.
ويأتي تحذير رئيس القوات الجوية من التهديد المتزايد بالحرب غير المتكافئة على خلفية عدد كبير من التطورات العالمية والمحلية في هذا المجال. وقد تكون الزيادة الملحوظة في الطائرات الصغيرة بدون طيار داخل وحول خط السيطرة في كشمير قد أجبرت المؤسسة الأمنية الهندية أخيراً على تفعيل سياسات لمواجهة التبني المستمر لاستراتيجيات الحرب غير المتكافئة، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى مكافحة الإرهاب، بما في ذلك عمليات الشراء الجاهزة لتقنيات مكافحة الطائرات بدون طيار من دول مثل إسرائيل. في الواقع، فإن استخدام مثل هذه التكتيكات غير المتكافئة ليس مرئياً فقط في كشمير، ولكن أيضاً في مناطق الوسط؛ حيث يسيطر التمرد الماوي-الناكسالي.
ومع ذلك، ومن منظور مكافحة الإرهاب ومكافحة التمرد، فإن التكنولوجيا مثل الطائرات بدون طيار المسلحة، والتي غالباً ما يتم شراؤها على هيئة مروحيات رباعية الأطراف، من أي متجر ألعاب محلي أو بائع تجزئة عبر الإنترنت، يتم تجهيزها محلياً لحمل القنابل البدائية والمخدرات والأسلحة وما إلى ذلك، ويتم تشغيلها في مسارح حربية مثل العراق وسوريا، بعد أن طورتها الجماعات الإرهابية مثل «داعش».
وفي الواقع، يقال إن «داعش» كان لديه أسطول صغير خاص به من الطائرات بدون طيار مزودة بأسلحة بدائية الصنع، مثل العبوات الناسفة محلية الصنع، وكان لدى الجماعة أيضاً نظام يسمح للمشغلين بالتواصل فيما بينهم في عملياتهم، مثل الجيش الرسمي. ويصل مقياس الابتكار إلى ما هو أبعد من مروحيات رباعية الأطراف؛ حيث يتم بناء الطائرات بدون طيار بشكل كامل من مخلفات السكراب، وهي تعمل بمحركات تعمل بالطاقة وطائرات شراعية على حد سواء، مما يُظهر القدرة ليس فقط على التعديل، ولكن على بناء طائرات بدون طيار بدائية من الصفر.
ووفقاً لدراسة أجرتها «نيو أمريكا»، وهي مؤسسة فكرية مقرها الولايات المتحدة، فإن الجهات المسلحة غير الحكومية التي تتراوح بين «بوكو حرام» في نيجيريا، وكارتل «دي خاليسكو نويفا جينيراسيون» (CJNG) في المكسيك، إلى حركة طالبان في أفغانستان، وحماس في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، استخدمت الطائرات بدون طيار بطريقة أو بأخرى منذ عام 2016.
إن الاعتراف بأن التقنيات لم تعد مقصورة على الحروب هو الفكر الرادع الذي يجب على قادة الأمن القومي في الهند استيعابه. ويجب أن يتقدم التفكير الأمني لنيودلهي للأمام، مع وضع هذه العبارات الجديدة في الاعتبار أثناء تصميم استراتيجيات مكافحة الإرهاب، ومكافحة التمرد للعقد القادم.
نقلاً عن صحيفة الخليج