BY: Ali Babekir Hamza – Middle East Eye
الشرق اليوم- يقول البريطاني جوناثان كوك: إن إسرائيل بدأت تخسر معركتها في إخفاء طابعها العنصري، وأصبح من الصعب تشويه سمعة منتقديها بأنهم معادون للسامية، وإن شرعية إسرائيل دون مساواة الفلسطينيين بالإسرائيليين أصبحت على المحك.
إن عددا قليلا من السياسيين الإسرائيليين والدبلوماسيين الأميركيين، الذين ارتبطوا بما يمكن تسميته “عملية صناعة السلام”، حذروا لأكثر من عقد من الزمان من أنه بدون حل الدولتين فإن إسرائيل ستكون في خطر أن تصبح “دولة فصل عنصري”.
وهؤلاء السياسيين كان همهم الرئيسي، على ما يبدو، إيجاد نوع من الدولة الفلسطينية -مهما كانت مقيدة وضعيفة- لأن ذلك تعتمد عليه شرعية إسرائيل باعتبارها “دولة يهودية وديمقراطية” والتي باتت الآن تخضع للتدقيق بشكل متزايد.
إن التقرير الجديد الصادر عن “منظمة بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية -“الأكثر بروزا واحتراما” في إسرائيل- فكك في وقت متأخر جدا هذا الأسبوع كل الادعاءات الإسرائيلية والغربية حول ديمقراطية إسرائيل.
كما يرفض تقرير “بتسيلم” السفسطة والحجج التي يسوقها أنصار إسرائيل في الخارج بأنها لا يمكن أن تكون دولة فصل عنصري لأنه لا توجد لافتات “للبيض فقط” على مقاعد المتنزهات على غرار جنوب أفريقيا.
تحليل جريء
ووصف كاتب المقال تحليل “بتسيلم ” بالجريء، والأكثر جرأة هو الاعتراف بأن الفصل العنصري لا يوجد فقط في الأراضي المحتلة، كما لوحظ من قبل، إذ يصف التقرير كل المنطقة من البحر إلى النهر بنظام فصل عنصري، وبذلك تتفكك مزاعم إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية حتى داخل حدودها المعترف بها دوليا.
وقال إن ما فعلته بتسيلم هو تكرار الحجج التي طرحها الأكاديميون والمجتمع المدني الفلسطيني منذ فترة طويلة، بما في ذلك حركة المقاطعة الدولية وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات “بي دي إس” بأن إسرائيل مجتمع استيطاني استعماري.
كسر المحرمات
ومن خلال وصف إسرائيل بدولة “فصل عنصري، نظام سيادة يهودية” كذبت بتسيلم ادعاء اللوبي الإسرائيلي في أمريكا -المدعوم بتعريف جديد يروّج له التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست- بأنه من اللاسامية القول إن إسرائيل دولة “فصل عنصري”.
فبتسيلم -كما يقول كوك- منظمة يهودية إسرائيلية مخضرمة تتمتع بخبرة عميقة في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، وقد أعلنت الآن صراحة أن إسرائيل دولة عنصرية، وأن المدافعين عنها سيواجهون الآن مهمة أصعب بكثير تتمثل في إظهار أن بتسيلم معادية للسامية، إلى جانب نشطاء التضامن الفلسطينيين الذين يستشهدون بعملها.
ويهدف تقرير بتسيلم أيضا إلى الوصول للشباب اليهود الأمريكيين الذين هم أكثر استعدادا من آبائهم للتعبير عن سوء معاملة الفلسطينيين، والتخلي عن الفكرة الصهيونية بأن إسرائيل موطنهم أوقات الشدة.
ويُضاف إلى تقرير بتسيلم مقالان رائدان نُشرا الصيف الماضي من قبل الصحفي اليهودي الأميركي بيتر بينارت. وفيهما تم كسر أحد المحرمات في التيار اليهودي السائد في الولايات المتحدة بإعلان موت حل الدولتين والدعوة إلى دولة ديمقراطية واحدة للإسرائيليين والفلسطينيين.
ويصف الكاتب المقالين بجرس الإنذار لجماعات إسرائيلية مثل بتسيلم، مشيرا إلى أن الحديث عن إسرائيل يمضي في الولايات المتحدة ويصبح أكثر استقطابا، داعيا جماعات حقوق الإنسان الإسرائيلية إلى الانخراط في هذا النقاش، وليس الابتعاد عنه.
من أجل المساواة
لا يمكن أن تحدث العدالة للفلسطينيين أو الاعتراف بإنسانيتهم المشتركة في إطار حل الدولتين، فلماذا لا نقول ذلك صراحة؟ إن أفضل سيناريوهات الدولتين المطروحة على الطاولة: دولة فلسطينية صغيرة ومنقسمة ومنزوعة السلاح، وشبه فلسطينية لا سيطرة لها على حدودها أو مجالها الجوي أو تردداتها الكهرومغناطيسية.
ورغم الترحيب بالتقرير الجديد، فقد حان الوقت لبتسيلم، وكذلك نشطاء التضامن الفلسطينيين الذين يتطلعون إلى المنظمة، أن يرفضوا صراحة أي عودة إلى “عملية السلام” القائمة على إنهاء الاحتلال. فـ “يجب اتباع منطق تحليل الفصل العنصري حتى النهاية. وهذا يتطلب بشكل لا لبس فيه تبني دولة واحدة ديمقراطية تضمن المساواة والكرامة للجميع”.
ترجمة: الجزيرة