الشرق اليوم- بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي لصالح محاسبة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، ينص الدستور الأمريكي، على أن استكمال العملية يتطلب عددا من الخطوات على صعيد مجلس الشيوخ.
بمجرد انتهاء التصويت في مجلس النواب على قرار العزل، يمكن لرئيسة المجلس نانسي بيلوسي إحالة اللائحة إلى مجلس الشيوخ على الفور أو يمكنها الانتظار لفترة. وقيام بيلوسي بتعيين تسعة مديرين لعملية العزل لمرافعة القضية ضد ترامب في محاكمة مجلس الشيوخ، يوحي بأنها لن تتأخر في إحالة الوثائق إلى الشيوخ.
بمجرد إتمام هذه الخطوة التي تجري عادة من خلال المسيرة الرسمية من مجلس النواب إلى مجلس الشيوخ، يتعين على زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ أن يبدأ عملية المحاكمة، حيث يقوم المجلس بمراجعة ملف الاتهامات النيابية والاستماع إلى الحجج القانونية، ليواجه الشخص المعني بالعزل المحاكمة والعقوبة المحتملة.
ووفقا للدستور الأمريكي، فإن “لمجلس الشيوخ وحده سلطة في إجراء المحاكمة في جميع لائحة الاتهام النيابي. وعندما يجتمع مجلس الشيوخ لذلك الغرض، يقسم جميع أعضائه باليمين أو بالإقرار. وعندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة، يرأس رئيس المحكمة العليا الجلسات”.
وينص الدستور على أنه “لا يجوز إدانة أي شخص دون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين، ولا تتعدى الأحكام في حالات الاتهام النيابي حد العزل من المنصب، ومنع تولي وشغل منصب شرفي أو يقتضي ثقة أو يدر ربحا في الولايات المتحدة، ولكن الشخص المدان يبقى مع ذلك مسؤولا وخاضعا للاتهام والمحاكمة والحكم عليه ومعاقبته وفقا للقانون”.
وهناك فترات زمنية محددة للمرافعات والردود عليها، وجميع أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ التي تعرض على مجلس النواب ومحامي ترامب، يجب أن تقدم كتابة وتتلى من قبل رئيس القضاة.
ومن غير المعروف، حتى الآن، متى يمكن أن تبدأ المحاكمة بعدما أوضح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أنه لن يعيد أعضاء مجلس الشيوخ حتى اليوم الأخير من ولاية ترامب وهو 19 من يناير، على أحسن تقدير.
ومن المؤكد أن المحاكمة لا يمكن أن تنجز في يوم، بل ربما تمتد لأسابيع، لذلك من الناحية العملية فإن لا يمكن بدء المحاكمة إلا بعد تنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن، في العشرين من يناير.
ما جدوى محاكمة رئيس سابق؟
رغم أن الهدف من إجراءات العزل قد تقوم على إزاحة الرئيس الأمريكي من منصبه في حال إدانته من قبل مجلس الشيوخ، إلا أنه بإمكان المجلس عقد تصويت آخر للمطالبة بعدم ترشح الرئيس الأمريكي مجددا.
وكان ترامب قد أعلن نيته الترشح مجددا للرئاسة في انتخابات عام 2024.
ومن الممكن أن تحول إدانة ترامب دون حصوله على بعض مخصصات ما بعد الرئاسة، مثل المعاش التقاعدي، وفقا لـ”سي إن إن”.
ما الذي يختلف هذه المرة عن المحاكمة السابقة؟
جاءت المحاكمة الأولى لترامب والتي كانت متعلقة بتعاملات ترامب مع رئيس أوكرانيا، بعد تحقيق مطول والاستماع إلى شهادات عدد من المسؤولين الحكوميين. وبينما انتقد الديمقراطيون بالإجماع تصرفات ترامب واتهموه بإساءة استخدام السلطة، فإن الاتهامات تطلبت تحقيقا في شبكة معقدة من الأدلة.
هذه المرة، يرى الديمقراطيون أنه ليست هناك حاجة كبيرة لإجراء تحقيق، حيث أنه تم اقتحام مبنى الكابيتول على الهواء مباشرة، وكان معظم أعضاء الكونغرس في المبنى أثناء الواقعة.
والمحاكمة السابقة أيدها سيناتور جمهوري واحد فقط، هو ميت رومني، لكن هذه المرة العدد تنامى، ودعا بعض الجمهوريين، بينهم السناتور عن بنسلفانيا بات تومي والسناتورة عن ألاسكا ليزا موركوفسكي، ترامب للاستقالة.
شي آخر يجب وضعه في الاعتبار وهو أن السيناتور تشاك تشومر سيصبح زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، بمجرد المصادقة على فوز عضوي مجلس الشيوخ الديمقراطيين عن جورجيا جون أوسوف ورافايل ووارنوك، في الانتخابات النصفية بالولاية.
لكن مع ذلك، من السابق لأوانه تأكيد تصويت الجمهوريين في المجلس لصالح إقالة ترامب، إذ يحتاج مجلس الشيوخ إلى أصوات الثلثين لإدانة ترامب، أي 67 صوتا من إجمالي الـ 100 صوت بالمجلس.
وشهد تاريخ أمريكا ثلاث محاكمات رئاسية، كانت ضد الرئيس، أندرو جونسون، ونجا منها بفارق صوت واحد، وبيل كلينتون، الذي تمت تبرئته، إلى ترامب في محاكمته الأولى.
المصدر: روسيا اليوم