الشرق اليوم- ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أنه بدأ العمل في العاصمة الإيرانية، طهران، لإنتاج وقود من اليورانيوم المعدني لمفاعل طهران للأبحاث، في أحدث انتهاك للاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى الست، في وقت تضغط فيه البلاد من أجل رفع العقوبات الأميركية.
ويفرض الاتفاق على وجه التحديد حظرا لمدة 15 عاما على إنتاج إيران أو حيازتها لليورانيوم المعدني، وهو مادة حساسة يمكن استخدامها في صنع قنبلة نووية.
وينص الاتفاق أيضا على أن ذلك لا يمكن حدوثه إلا بدفعات صغيرة وبالتشاور مع أطراف الاتفاق بعد 10 سنوات.
وفي بيان، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: “أبلغ المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) رافائيل ماريانو غروسي اليوم الدول الأعضاء في الوكالة بالتطورات الأخيرة المتعلقة بخطط إيران لإجراء أنشطة البحث والتطوير بخصوص إنتاج يورانيوم معدني، في إطار هدفها المعلن لتصميم نوع مُحسّن من الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران”.
وأفاد تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية للدول الأعضاء بها، نشرت كل من صحيفة وول ستريت جورنال ووكالة رويترز مقتطفات منه، أن إيران أشارت إلى أنها تعتزم إنتاج يورانيوم معدني من اليورانيوم الطبيعي، ثم تنتج يورانيوم معدني مخصب بمعدل نقاء 20 في المئة من أجل الوقود اللازم لمفاعل طهران للأبحاث.
وأضاف تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران أبلغتها، الأربعاء، أنه “ليس هناك حدود لأنشطة البحث والتطوير (الخاصة بها) وأن “تعديل وتركيب المعدات ذات الصلة بأنشطة البحث والتطوير المذكورة” بدأ بالفعل في مصنع إنتاج ألواح الوقود في أصفهان”.
وتصدر الوكالة تقارير مخصصة للدول الأعضاء عندما ترتكب إيران خرقا جديدا للاتفاق، رغم أنها تحجم عن وصف ما تقوم به بانتهاكات، تاركة ذلك الوصف لأطراف اتفاق 2015.
وتزيد هذه الخطوة الضغوط على الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن الذي يتولى السلطة الأسبوع المقبل والذي كان قد تعهد بإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي إذا استأنفت إيران التزامها الكامل ببنوده أولا. بينما تريد إيران من واشنطن رفع العقوبات أولا.
وسرّعت إيران وتيرة انتهاكاتها للاتفاق خلال الشهرين الماضيين، ردا على مقتل كبير علمائها النوويين في نوفمبر، والذي حملت طهران المسؤولية عنه لإسرائيل، خصمها اللدود.
وكانت طهران بدأت انتهاكاتها للاتفاق عام 2019 ردا على انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 2018 منه، وإعادته فرض العقوبات الأميركية التي رُفعت بموجب الاتفاق مقابل فرض قيود على الأنشطة النووية لإيران.
وعلى صعيد منفصل تعتزم إيران أيضا تخصيب اليورانيوم بمعدل نقاء 20 في المئة، وهو مستوى كانت قد وصلت له آخر مرة قبل اتفاق 2015، في موقع فوردو تحت الأرض، وقد بدأت تلك العملية الأسبوع الماضي.
ووصلت حتى الآن إلى معدل نقاء 4.5 في المئة فقط أعلى من الحد الأقصى البالغ 3.67 في المئة الذي يفرضه الاتفاق، لكن ذلك ما زال أقل بكثير من معدل النقاء 90 في المئة اللازم لإنتاج أسلحة نووية.
وتعتقد أجهزة المخابرات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لديها برنامج أسلحة نووية سري ومنسق، أوقفته في 2003.
المصدر: الحرة