بقلم: علي أبو حبلة – الدستور الأردنية
الشرق اليوم- شعبوية الخطاب للرئيس الأمريكي ترامب التي حذر منها العديد من الأمريكيين أوقع أمريكا بالمحظور، الذي كان يتخوف منها غالبية الأمريكيين، غرقت أمريكا بالفوضى فيما بات يعرف بالأربعاء الأسود حيث اقتحم مناصري ترامب الكونغرس الأمريكي وأدى ذلك لمقتل أربعة أمريكيين، في هذه الأثناء، أفادت شبكة ” سي أن أن” بأنّ المحقّقين الفدراليين أوقفوا شاحنة محمّلة بالأسلحة والمتفجّرات في محيط مبنى الكونغرس (الكابيتول) قبيل اقتحام أنصار ترامب المبنى.
كذلك، أكد المحقّقون توقيف رجل آخر في واشنطن كان يحمل بندقية ومئات طلقات الذخيرة الحية، وكان قد أخبر معارفه بأنه يريد إطلاق النار على رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، نانسي بيلوسي، أو دهسها. هذه الأحداث، تركت انعكاسها على الأوروبيون ودول العالم أجمع وباتت الديموقراطيه الأمريكيه على المحك.
وصل المشهد الأخير من رئاسة دونالد ترامب، حالياً، إلى سؤال مفصلي: في ظلّ أيّ ظروف سيترك منصبه؟ النهاية ستحلّ بعد أيام مدفوعة بعدد من التوقعات والاحتمالات التي لم يكن ترامب يتخيّلها قبل أعمال الشغب التي قام بها أنصاره الشعوبيون الغوغائيون، يوم الأربعاء في الكابيتول. دعوات تدعو إلى استقالته من أصوات محافظة، من بينها صحيفة “وول ستريت جورنال” التي يملكها أحد حلفائه، روبرت مردوخ. وفي إدارته، تخلى أعضاء حكومته وموظفو البيت الأبيض عنه، وقدّم الديمقراطيون في مجلس النواب، لائحة لمحاكمته برلمانياً، سعياً لعزله، في حين أفادت تقارير بأنّ نائبه مايك بنس قد يفعّل إحدى مواد الدستور لتنحيته. وقد نقلت شبكة ” سي إن إن” عن مصدر مقرّب من بنس، أنّه لا يستبعد التوجّه نحو تفعيل التعديل 25 من الدستور، وأنّه قد يلجأ إليه في حال ازداد الرئيس تهوّراً.
تتعدّد الخيارات التي لا تأتي لصالح الرئيس الذي تشارف ولايته على الانتهاء، ورغم ذلك هو يصرّ على عدم نيّته الاستقالة، على ما أفادت به صحيفة “ذا نيويورك تايمز”، التي أشارت أيضاً إلى أنه أعرب، في محادثات له، عن ندمه على الكلمة المسجّلة التي وجّهها عبر الفيديو الخميس الماضي، وتحدّث فيها عن انتقال سلمي للسلطة، بعد يوم من اقتحام أنصاره مبنى الكونغرس. بل أكثر من ذلك، كشفت صحيفة “ذا واشنطن بوست” أنّ ترامب غضب من بنس لأنّه لم يعرقل تصديق الكونغرس على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.
يأتي ذلك بينما ترتفع حظوظ الديموقراطيين الهادفة إلى عزله عبر المحاكمة البرلمانية، في ظلّ انضمام عدد من الجمهوريين إليهم. فقد أفادت وسائل إعلام أمريكية بأنّ مشرّعين جمهوريين كانوا حلفاء لترامب، أكدوا أنّهم سيؤيّدون مساعي الديموقراطيين لعزله في حال كانت اللائحة الخاصة بالمحاكمة البرلمانية المحتملة معقولة. وقد صرّح السيناتور الجمهوري بات تومي، في مقابلة مع قناة ” فوكس نيوز”، بأنّه يعتقد أنّ الرئيس ارتكب جرماً يستوجب محاكمته في الكونغرس. وبهذا، ينضم تومي إلى عدد آخر من النواب الجمهوريين، على غرار السيناتورة ليزا موركوفسكي، والنائب آدم كينزينجر، وغيرهما ممّن دعوا إلى استقالة ترامب، أو إلى استخدام التعديل 25 في الدستور الأمريكي.
وفي سياق متّصل، وزّع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، على الجمهوريين في المجلس، مذكّرة توضح كيف ستجري المحاكمة المحتملة لترامب إذا وجّه مجلس النواب الاتهام إليه. ووفقاً لما نقلته صحيفة “ذا واشنطن بوست”، فإنّ ماكونيل أخبر الجمهوريين بأنّ مجلس الشيوخ لن يجتمع قبل 19 كانون الثاني / يناير، لكونه عملياً في فترة استراحة. ويعني ذلك أنّ إجراءات المحاكمة في مجلس الشيوخ قد لا تبدأ إلّا بعد انتهاء ولاية ترامب في 20 يناير / كانون الثاني، نظراً إلى أنّ المجلس يأخذ يوماً على الأقل لإطلاق العملية بعد تلقّيه لائحة الاتهام من مجلس النواب.