الرئيسية / دراسات وتقارير / “الحقيبة النووية الأمريكية”.. ترعب العالم!

“الحقيبة النووية الأمريكية”.. ترعب العالم!

الشرق اليوم- يبدو أن الحديث عن “الزر النووي” أو “الحقيبة النووية” التي توجد بحوزة أي رئيس أمريكي كأنه وصف لمشهد سينمائي، فهل يمكن أن يصدر رئيس كدونالد ترامب أمراً طائشاً بإحداث هجوم نووي؟

قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي: إنها تحدثت مع رئيس الأركان المشتركة فيما يتعلق بإجراءات احترازية لمنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من اقتراف أعمال عدائية أو إصدار أمر بشن ضربة نووية.

الأمر لا يقتصر على مخاوف الساسة الأمريكيين بل تجاوز ليصل للمستوى العالمي، حيث حذر “حسن نصر الله” زعيم حزب الله اللبناني من إمكانية إقدام ترامب على قرارات متهورة، وداعياً الله أن يحمي العالم لحين تسليم ترامب السلطة في 20 يناير وهو موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن.

وأضاف نصر الله في خطاب بثه التلفزيون: “حقيبة الزر النووي الأمريكي بيد مجنون”، مشيراً إلى أنه يدعو الله ليحمي العالم مما قد يفعله.

يذكر أن الرئيس الأمريكي يمتلك وحده ما يسمي بـ “كرة القدم النووية” أو “الحقيبة السوداء”، والتي تعد أخطر حقيبة حول العالم من خلالها يمكنه إصدار أمر بشن هجوم نووي، خلال دقائق، وضغطة زر واحدة يمكنها إحداث دمار شامل.

“كرة القدم”

كرة القدم حسب ما يحب الأمريكيون تسميتها هي حقيبة معدنية محمولة في “سترة” جلدية سوداء، تزن الحقيبة حوالي 20 كغم.

تعود تاريخ تلك الحقيبة لحقبة الرئيس الأمريكي جون كينيدي بعد أزمة “صواريخ كوبا” عام 1962، حيث نقل الاتحاد السوفيتي رؤوس نووية إلى كوبا، دولة في البحر الكاريبي قريبة من الولايات المتحدة، لردع واشنطن عن غزو النظام الكوبي بزعامة “فيدل كاسترو”،

وظل تخوف الولايات المتحدة من إمكانية مهاجمة النظام الكوبي للولايات المتحدة مباشرة دون الرجوع لموسكو، مما تطلب وضع إجراءات لسرعة الرد.

آلية عملها

قبل إطلاق الهجوم النووي، الرئيس يصدر الأمر إلى القيادة العسكرية، لكن قبل ذلك يجب التحقق من شخصية الرئيس أنه هو من يصدر الأمر، وذلك عن طريق كود على بطاقة بلاستيكية، يصدر من خلالها الرئيس الأمر، وبعد تحقق القيادة المركزية العسكرية يبدأ الهجوم، ويعين الرئيس معاونيين عسكريين مهمتهم جعل تلك الحقيبة قريبة من الرئيس دائماً.

لكن ذلك لا يمنع أن تحدث نوادر أن تبتعد الحقيبة شيء ما عن الرئيس في بعض الظروف الاستثنائية.

عادة تكون الحقيبة دائماً قريبة من الرئيس، لكن لا يمنع أحياناً أن تبتعد الحقيبة عن الرئيس لمدة دقائق، في حالات طوارئ.

تم فصل البطاقة المشفرة عن “ريغان” مباشرة بعد محاولة اغتياله عام 1981، عندما تم قطع ملابسه من قبل فريق الطوارئ، مما دفع ريغان إلى أن يحمل تلك الشفرة في جوربه، بينما كانت الحقيبة نفسها مع ضابط، لكنه تُركها وراءه بينما كان الموكب يندفع بعيداً مع الرئيس المصاب.

وفي عام 1999، غادر الرئيس الأمريكي، بيل كلينتون، اجتماع قمة الناتو في عجلة من أمره لدرجة أنه ترك وراءه- “كرة القدم النووية”.

وفي عام 2004، بينما كان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، والبابا يوحنا بولس الثاني يتحدثان عن السلام في الفاتيكان، تحدثا وحدهما في مكتب البابا الخاص، مما أبعد بوش عن الحقيبة النووية.

بما أن كرة القدم يجب أن تكون قريبة من الرئيس في جميع الأوقات، فعادة ما يظهر المساعدون الذين يحملونها في الصور الصحفية، في فبراير 2017، التقط صورة لترامب في منتجع الرئيس ترامب Mar-a-Lago مع المساعد العسكري وهو يحمل الحقيبة.

كما ظهرت تلك الحقيبة مع مساعد الرئيس، حين كان يستضيف رئيس الوزراء الياباني، السابق شينزو آبي، في نفس الوقت تقريباً الذي اندلعت فيه أنباء عن إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً ذا قدرة نووية من طراز Pukkuksong-2 فوق بحر اليابان.

في 8 نوفمبر 2017، قام الرئيس ترامب بزيارة رسمية إلى الصين، ورصد الصحفيون أن مساعدين العسكريين للرئيس الذين يحملوا الحقيبة تشاجروا مع مسؤولي الأمن الصينيين، بعد أن حاول المسئولين منعهم من الوصول إلى القاعة الكبرى، قاعة الشعب.

في المراحل الانتقالية الرئاسية، لا يتلقى الرئيس المنتخب بطاقة الرمز النووية إلا بعد تنصيبه بشكل رسمي، يتم تنشيط بطاقة الرمز إلكترونياً بعد الرئيس المنتخب أداء اليمين.

المصدر: صحيفة الجريدة

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …