الشرق اليوم- حدود الصبر وصلت لأبعد مدى، بعدما أعلنت طهران زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى عشرين بالمئة.
أفادت وكالة “دويتش فيله”، اليوم الخميس، بأنه إذا كان هناك شيء واحد تجيده القيادة الإيرانية حقا، فهو فن الاستفزاز، فكل مرة يختبر الملالي حدود الألم التي قد يستحملها الغرب، ويعول كل مرة على رفع سقف الامتيازات المحتملة.
ونقلت الوكالة عن صحيفة “تاغسشبيغل” الصادرة في برلين، أنه “ما الذي يمكن أن تتحمله كل من برلين وباريس وواشنطن قبل رفع البطاقة الحمراء في وجه إيران بشأن برنامجها النووي، وتحذيرها من أي خطوة أخرى إلى الأمام؟”.
وأكدت أن إيران بدأت العام الماضي خرق القيود التي ينص عليها اتفاق عام 2015 خطوة خطوة، ردا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق، وبأن خطوة طهران أدت إلى تقليل الفترة اللازمة لإنتاج المواد الكافية لصنع سلاح نووي، غير أنها واصلت التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
فيما نقلت الوكالة الألمانية عن موقع “شفيبيشه. دي.إي” الألماني، أن “الخطوة الإيرانية قد تقرب طهران من إنتاج القنبلة النووية”، وذلك على خلفية إعلان إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في منشأة فوردو النووية. وهو مستوى أقل من الحد المسموح به لليورانيوم المستخدم في صنع السلاح النووي، لكنه تجاوز للحد المسموح به في الاتفاق النووي، والذي يزيد قليلاً عن ثلاثة بالمائة”.
وتتباين التقديرات الخاصة بالفترة التي تحتاجها إيران لامتلاك المواد اللازمة لصنع السلاح النووي. فهناك من يرى أن طهران تحتاج لعام وهناك من يرى أنها تحتاج لفترة أطول بكثير.
في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قدر ديفيد أولبرايت مفتش الأسلحة السابق في فرق الأمم المتحدة والذي يميل للتشدد فيما يتعلق بإيران أن الفترة اللازمة قد تكون قصيرة ربما تصل إلى ثلاثة شهور ونصف الشهر. ويعتبر تخزين كمية كافية من المواد الانشطارية على نطاق واسع أكبر عقبة في إنتاج السلاح النووي.
ولفتت إلى أن وكالات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية يعتقدان أن إيران امتلكت في فترة من الفترات برنامجا للسلاح النووي وأنها أوقفته، وثمة أدلة تشير إلى أن إيران حصلت على تصميم لقنبلة نووية ونفذت أعمالا مختلفة تتصل بتصنيعها. ويؤكد الخبراء أن قرار استئناف تخصيب اليورانيوم الأخير الذي أعلنته طهران يمكن العودة عنه بسهولة، وأن مستوى 20 في المئة بعيد عن أن يكون كافيا لتطوير سلاح نووي.
وهناك من يرى في الخطوة الإيرانية محاولة لإعادة تركيز الاهتمام على البرنامج النووي لخوفها من اشتراط الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضم التفاوض على ملفات أخرى إلى الاتفاق النووي، كبرنامج الصواريخ البالستية. أو دور إيران في الشرق الأوسط.
وكان المندوب الرسمي للحكومة الإيرانية، علي ربيعة، أعلن في وقت سابق إطلاق عملية تخصيب اليورانيوم بمستوى 20% في منشأة “فوردو” النووية. وصادقت إيران على قانون “إجراء استراتيجي لرفع العقوبات”، بمبادرة من البرلمان، والذي ينص على إنتاج يورانيوم بنسبة تخصيب تبلغ 20% وما فوق.
وأبلغ رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في وقت سابق، مجلس محافظي الوكالة ومجلس الأمن الدولي بشأن خطط إيرانية لزيادة تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20%، تزامنا مع تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.