بقلم: خوان كول – الخليج
الشرق اليوم- هناك الكثير من الضجيج في واشنطن معظمه ولد فيها، حول الأعمال الحربية المحتملة بين إيران وإدارة ترامب في آخر أيام حكمه.
بعض هذه الضجة كان يدور حول الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020، الذكرى السنوية لاغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، بصاروخ قرب مطار بغداد الدولي. كان سليماني قائداً للواء القدس في الحرس الثوري الإيراني.
دأب بعض المتشددين الإيرانيين على التلويح بالسيوف بشأن الانتقام، مهددين ترامب شخصياً. وهناك احتمال أن تقوم الميليشيات سيئة الانضباط بإطلاق الصواريخ على السفارة الأمريكية، وكالعادة يصدر ترامب تهديداته على “تويتر”.
تم نشر الأخبار عندما أعلن البنتاغون أن بعض قاذفات B-52 تم إرسالها إلى منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من إعلان ترامب، وهو يذوق نشوة النصر بعد تلك العملية، قال وزيره مايك بومبيو: إن سليماني كان قادماً إلى العراق لقتل الأمريكيين.
وهناك قول مأثور قديم في عالم الجيش مفاده أن الجميع يريد تطبيق الاستراتيجية، لكن أفضل العقول العسكرية تريد القيام بالخدمات اللوجستية؛ لأن استراتيجية الحرب براقة.
ونظراً لأن الخدمات اللوجستية مهمة جداً، فإن مراقبة مثل هذه التحركات هي إحدى الطرق لمعرفة ما إذا كان يتم التخطيط لهجوم عسكري.
وبصرف النظر عن العدد القليل من طائرات B-52 التي يتم نقلها إلى المنطقة، فإن الولايات المتحدة ليست في وضعية لتوجيه ضربة. فهي تمتلك قواعد عسكرية في المنطقة. سيغادر ترامب منصبه في غضون ما يزيد قليلاً على 400 ساعة، لكن يتعين على دول المنطقة أن تعيش مع إيران خلال القرون القادمة.
كان “النبأ” الكبير هو أن حاملة الطائرات الحربية “يو إس إس نيميتز” أمرت بالعودة إلى الوطن من قبل القائم بأعمال وزير الدفاع، كريستوفر ميللر، ثم أمرت بالتريث والبقاء في الشرق الأوسط للردع.. وكانت مهمتها الأخيرة على أي حال بعيدة عن إيران، في الصومال.
أما بالنسبة للإيرانيين، فسيكون من الجنون أن يفعلوا شيئاً صريحاً ضد الأمريكيين في هذه المرحلة.
لقد كان أمام إيران عام للرد، وكل ما فعلته كان في الأغلب مجموعة من الضربات الصاروخية على قاعدة عراقية كان فيها جنود أمريكيون الربيع الماضي. وتسببت الضربة في إصابة نحو 100 منهم بارتجاج في المخ، وهي إصابة خطِرة سخر منها ترامب. لكن هذه كانت آخر مرة سمعنا فيها عن عمل إيراني ضد الجيش الأمريكي. فلماذا الانتظار حتى رحيل ترامب تقريباً، وإفساد الأمور مع إدارة بايدن القادمة، وهي ربما الأكثر منطقية بكثير؟ لقد حل أوباما قضية إيران، وربما يستطيع بايدن فعل ذلك مرة أخرى.