By: Ruth Marcus
الشرق اليوم – إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأ رئاسته بمحاولة عرقلة العدالة وينهيها بمحاولة عرقلة الديمقراطية، مستعينا بكادر كبير لدرجة “تثير القلق من المتآمرين”، حيث يتم تنفيذ بعض محاولات العرقلة هذه، كما يحدث غالبا مع ترامب، على مرأى من الجميع. فسلوكه المناهض للديمقراطية صارخ ومتكرر، لدرجة أننا اعتدنا على مدى كونه غير طبيعي وغير مقبول.
هكذا ادعى التزوير الجماعي دون دليل، وأطلق العنان لوابل من الدعاوى القضائية التي تفتقر إلى الحقائق والقانون لدعمه، وأثار مؤيديه للاشتراك في الوهم الجماعي بأن الانتخابات سُرقت منه.
إن الأمور أسوأ خلف الكواليس، حيث يدفع مستشارو ترامب الأكثر جنونا الرئيس إلى السعي وراء احتمالات لا يمكن تصورها مثل إعلان الأحكام العرفية أو التذرع بقانون التمرد لإطلاق العنان للجيش لقمع العنف الذي سعى هو نفسه لإثارته.
ومن هنا فشعور وزراء الدفاع العشرة “الأحياء” بأنهم مضطرون للاجتماع معا في مقال رأي، يدين أي استخدام للجيش في محاولة لمنع الانتقال السلمي للسلطة يبرز الخطر الحالي. وهؤلاء ليسوا مجرد معينين من الديمقراطيين، بل إنهم محافظون مثل ديك تشيني ودونالد رامسفيلد، والوزيران اللذان عزلهما ترامب لعدم امتثالهما بشكل كاف، وهما جيمس ماتيس ومارك إسبر.
وبفضل آمي غاردنر، من صحيفة “واشنطن بوست” لدينا لمحة تقشعر لها الأبدان عن أسلوب لي الأذرع الذي انتهجه ترامب أثناء جنونه للتشبث بالسلطة. فقد حصلت غاردنر على تسجيل لمكالمة هاتفية أجراها ترامب يوم السبت مع سكرتير ولاية جورجيا براد رافنسبيرجر، وهو جمهوري، يحث رافنسبيرجر ويهدده في النهاية لإعادة النظر في استنتاجه المتكرر بأن جو بايدن فاز بالولاية.
وقال ترامب لرافنسبيرجر: “لقد فزنا في الانتخابات، وليس من العدل أن تسلب منا بهذا الشكل.. وأعتقد أنه عليك أن تقول إنك ستعيد التدقيق، ويمكنك إعادة التدقيق، ولكن أعد التدقيق مع الأشخاص الذين يرغبون في العثور على إجابات، وليس الأشخاص الذين لا يريدون العثور على إجابات”. وهو ما يعني إجابات ترضي ترامب.
ولاية جورجيا قامت بفرز أصواتها ثلاث مرات، مرة منها يدويا، لكن ترامب قال لرافنسبيرجر: “لا حرج في القول، كما تعلمون، إنك قد أعدت الحساب”. وحذر من أن رافنسبيرجر وكبير محاميه يواجهان مخاطرة كبيرة بالمسؤولية الجنائية من خلال عدم العثور على تزوير الانتخابات.
ترامب هو نفسه الرجل الذي قاد لتحقيق المحقق الخاص وحث مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) على “التعامل بلطف” مع مستشاره للأمن القومي السابق. كما أنه هو الرجل الذي أثار إجراءات توجيه الكونغرس تهما له من خلال الطلب من زعيم أجنبي لمساعدته في تشويه سمعة بايدن وهذا الرجل لن يتعلم أبدا.
يمكننا القول إن “المتآمرين هم نائب الرئيس بنس، الملتزم دستوريا برئاسة الجلسة المشتركة للكونغرس للتصديق على فوز بايدن بالهيئة الانتخابية. وأصدر مارك شورت، كبير موظفي بنس، بيانا مساء السبت قال فيه إن بنس “يرحب” بجهود الكونغرس “لرفع الاعتراضات وتقديم الأدلة” في الجلسة. لكن من المفترض أن ينظر الكونغرس في شرعية الناخبين، وليس التحقيق في قضايا الاحتيال، والتي لم يتم تقديمها على أي حال.
كما أن هناك “العشرات أو أكثر من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، الحاليين والقادمين، الذين يحولون ما ينبغي أن يكون حدثا شكليا إلى سيرك دستوري. ومنهم السناتور جوش هاولي من ميسوري”.
وكذلك السناتور تيد كروز من تكساس، الذي يقوم مع عشرة من زملائه، بتشكيل لجنة تجري تدقيقا طارئا خلال عشرة أيام في نتائج الانتخابات، مرة أخرى، دون أي دليل يبرر مثل هذه الخطوة في اللحظة الأخيرة”.
وبدلا من ذلك، يستخدم كروز، مثل هاولي، مخاوف الناخبين ذاتها التي رعاها ترامب بعناية وأثارها حلفاؤه لتبرير الحاجة إلى تدخل استثنائي. وفي حديثه إلى ماريا بارتيرومو من قناة فوكس نيوز، أشار كروز إلى مزاعم غير مسبوقة بتزوير الأصوات وهي مزاعم صادرة عن ترامب وحلفائه قال إنها أنتجت شكوكا عميقة جدا في عمليتنا الديمقراطية في جميع أنحاء البلاد.
وقال كروز محاضرا: “أعتقد أننا في الكونغرس لدينا التزام للقيام بشيء حيال ذلك.. لدينا التزام بحماية سلامة النظام الديمقراطي”.
ترجمة: عربي 21