الرئيسية / الرئيسية / Foreign policy: العالم ما بعد “كورونا”

Foreign policy: العالم ما بعد “كورونا”

الشرق اليوم – نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريرا، سلطت فيه الضوء على تصورات الخبراء في مختلف المجالات، لعالم ما بعد انجلاء فيروس “كورونا” المستجد.

رئيس معهد بروكينغز، جون ألين، قال: إن قلة قليلة من العالم ستخرج فائزة من هذه الأزمة الصحية العالمية، لأن المرض كان خارج السيطرة، وفشلت معظم البلدان في ممارسة الانضباط الذاتي والمجتمعي حتى يتم التوصل إلى لقاحات.

وأضاف ألين، أن الوباء أصبح سريعا أحد الضغوطات على النظام الدولي الهش بالفعل، وكشف نقاط ضعفه، مثل سوء تجهيز أنظمة الصحة العالمية.

وتابع رئيس معهد “بروكينغز” بأنه بدلا من بناء تحالف عالمي متجدد لمكافحة هذا المرض المروع، فقد اعتمدت العديد من البلدان على سياسات انعزالية.  

وقال: “في حين أن العلم سينقذنا في النهاية، فليس هناك أمل في اتخاذ إجراءات منسقة ضد المرض، وسيكون التعافي النهائي من دون قيادة”.

من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة “نيو أميركا”، ماري سلوتر، إن الوباء أظهر بشكل قاطع أن حكومة الولايات المتحدة ليست لاعبا لا غنى عنه في الشؤون العالمية، بعد انسحابها من منظمة الصحة العالمية، ورفضت الانضمام إلى تحالف “كوفاكس” لتوزيع اللقاحات. 

وأضاف: لكن في المقابل إن المنظمات والشركات والجامعات الأمريكية الخيرية والمدنية أثبتت أنه لا غنى عنها في النظام العالمي، فقد ساعدت مؤسسة بيل وميليندا غيتس في تحالف توزيع اللقاحات، كما تعتبر شركات الأدوية الأمريكية بالغة الأهمية في تطوير اللقاح وتصنيعه وتوزيعه، حتى في الوقت الذي تحرز فيه الشركات الأوروبية أيضا تقدما سريعا.

وأشار إلى أن أكبر مفاجأة للوباء هو الفصل الدراماتيكي بين اقتصاد الأغنياء والفقراء، وأوضح أنه في الوقت الذي سبب فيه الوباء كارثة على أصحاب الأجور المتوسطة والشركات الصغيرة، ارتفعت أصول وثروات الأغنياء، مؤكدا أن هذه الفجوات تزرع بذور الثورة.

أما الباحثة في مجال العلوم، لوري غاريت، فقالت إنه نظرا للتأخيرات الحتمية في طرح اللقاحات، فلن يختفي فيروس “كورونا” قريبا، مضيفة أن هذا هو السبب في أن الوباء سيستمر بسرعة في تغيير العولمة والتصنيع.

ويتوقع أكثر من ربع الرؤساء التنفيذيين في منظمة “Fortune 500” أن القوى العاملة لديهم لن تستعيد أحجامها التي كانت عليها قبل انتشار الوباء.

ويقول ثمانية من كل 10 إن “القومية” ستصبح قوة مهيمنة في البلدان التي يعملون فيها، ما يؤثر على سلاسل التوريد وقرارات تحديد المواقع والمناخ التنظيمي.

كما أن معظمهم مقتنعون بأن التحول الأسرع إلى الروبوتات والذكاء الاصطناعي سيساعد في عزلهم ضد أمراض القوى العاملة في المستقبل والصدمات الوبائية.

وأضافت غاريت: أن الشركات والحكومات ستبتعد عن العلاقات طويلة الأمد والصفقات التجارية التي دعمت العولمة نحو التزامات أقل استقرارا يمكن تقديمها -وكسرها- في استجابة سريعة لتفشي المرض في المستقبل.

وقال كيشور محبوباني، وهو زميل في معهد أبحاث آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية، إن أرقام الإصابات والوفيات في آسيا أقل بكثير مقارنة بأوروبا وأمريكا، وأرجع ذلك لانتقال الكفاءة من الغرب إلى الشرق.

وأضاف: أن المجتمعات الغربية عرفت ذات يوم باحترامها للعلم والعقلانية، وهو ما لم يعد موجودا.

وأكد أن الموجة الثانية القوية من الوباء حدثت بسبب خطأ واحد، هو الرضا عن النفس، فقد افترض الغرب أنه سينجح في هذه المعركة.

ومن خلال تجربتهم السابقة مع أوبئة الفيروس مثل السارس، أدركت مجتمعات شرق وجنوب شرق آسيا أنه يتعين عليهم أن يكونوا صارمين ويقظين ومنضبطين، مشيرا إلى أن أحد المتغيرات الحاسمة هو احترام الحوكمة.

وأوضح أن كلا من المجتمع الفيتنامي المنضبط بشدة والمجتمع المضطرب سياسيا في تايلاند قد وضع “كورونا” تحت السيطرة، ما سيساعدهم على التعافي اقتصاديا بشكل أسرع.

وقال: “عندما يبحث مؤرخو المستقبل عن بداية القرن الآسيوي، فقد يشيرون إلى أن وباء كوفيد-19 كان اللحظة التي عادت فيها الكفاءة الآسيوية إلى الظهور بقوة”.

وقال شانون ك.أونيل، وهو زميل أول في مجلس العلاقات الخارجية، إن المرحلة التالية من العولمة لن تتشكل من خلال التجارة أو الاستثمار أو انتشار الفيروسات، ولكن من خلال الجغرافيا السياسية والنشاط الحكومي. 

هذا وتعافت سلاسل التوريد العالمية إلى حد كبير من الصدمات الاقتصادية الحادة -التي قلصت كلا من العرض والطلب- نتيجة الإغلاق الوبائي لفيروس كورونا في الربيع الماضي، لكنهم يواجهون الآن تحديا أكثر ديمومة من عمل الدولة. 

وأضاف: أن تصاعد التوترات السياسية سيستمر بين الولايات المتحدة والصين، وفصل القطاعين الصناعيين في البلدين.

وذكر ستيفن إم والت، أستاذ العلاقات الدولية في كلية هارفارد كينيدي، أن تفشي وباء “كورونا” أدى إلى تسريع تحول القوة من الغرب إلى الشرق، ووضع قيودا إضافية على العولمة، ما أدى إلى عالم أقل انفتاحا وازدهارا، وأشار إلى أن الوباء لم يضع حدا للجغرافيا السياسية التقليدية أو الخصومات الوطنية، ولم يشرع في حقبة جديدة من التعاون العالمي.

وأكد أن الأنظمة المستبدة تتعرض لضغوط أكبر بعد سوء التعامل مع الوباء، مشيرا إلى أن تعافي الصين واستمرار معاناة أوروبا لا يبرر الحكم الاستبدادي، فقد تعافت أستراليا وكندا ونيوزيلندا، بينما تعاني روسيا وإيران وغيرهما من “الديكتاتوريات الأخرى”.

لكنه حذر من أن المستبدين والشعبويين سيستخدمون حالة الطوارئ لتوطيد السلطة.

بدوره، قال كوري شاك، مدير دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أميركان إنتربرايز، إن التغييرات الأكثر أهمية ستكون اقتصادية، وأضاف أنه ستكون هناك حالة من عدم المساواة؛ لأن أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية واحتياطيات رأس المال والوظائف التي يمكن القيام بها عن بعد هم أكثر حظا. 

وأضاف أنه ستتم إعادة تأميم سلاسل التوريد أو على الأقل، ستؤدي تجربة الانقطاع الشديد للشركات إلى إنشاء قدرة احتياطية، وإعادة التفكير في قرارات تحديد الموقع، وسينخفض الطلب على المواد الخام مع توقف الاقتصادات.

ترجمة: عربي 21

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …