الرئيسية / مقالات رأي / بريطانيا.. معركة أخرى

بريطانيا.. معركة أخرى

الشرق اليوم- ما إن دقت ساعة بيج بن الدقيقة الأولى من العام الجديد، حتى كانت بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي بعد اتفاق “اللحظة الأخيرة” الذي انتهت إليه مفاوضات ماراثونية استمرت أربع سنوات ونصف السنة.

 رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، اعتبر الخروج “لحظة رائعة” ووعد البريطانيين ب “عصر ذهبي”، ورغم مصادقة مجلس العموم على الاتفاق، فإن بريطانيا سوف تواجه قريباً أزمة كيانية قد تعصف بالآمال الوردية لدى “البريكستيين”، عندم تبدأ اسكتلندا البحث الجدي عن خيارات أخرى خارج “البريكست”، ما يعني أن هناك معركة جديدة أمام حكومة المحافظين داخل بريطانيا وليس في محيطها الأوروبي.

 رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستيرجن، وعند اللحظة التي تم فيها إعلان الاتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، سارعت إلى قرع جرس الإنذار، معلنة أنها ستعود إلى الاتحاد، وكتبت يوم أمس الأول في تغريدة على “تويتر” موجهة كلامها إلى الأوروبيين: “اسكتلندا ستعود قريباً يا أوروبا..اجعلوا الأبواب مفتوحة”. وأضافت: “كعضو مستقل في الاتحاد الأوروبي، ستكون اسكتلندا شريكاً وبانياً للجسور”.

 وكان البرلمان الاسكتلندي صوت ضد الاتفاق، كما أن رئيسة الوزراء كررت أكثر من مرة أن بلادها صوتت ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016 بنسبة 62 في المئة، وأن الانسحاب حدث ضد إرادة الشعب الاسكتلندي، كما دعت إلى إجراء استفتاء ثان على الاستقلال عن المملكة المتحدة.

 وكان استفتاء جرى في العام 2014 صوتت اسكتلندا خلاله للبقاء جزءاً من المملكة المتحدة، لكن يومها كانت بريطانيا لا تزال عضواً في الاتحاد الأوروبي، ومع خروج بريطانيا من الاتحاد، فإن موقف الاسكتلنديين ومزاجهم تغير لا شك.

 إلا أن معركة ستورجن لن تكون سهلة مع جونسون، رغم أن استطلاعات الرأي التي جرت مؤخراً أظهرت تأييد غالبية الاسكتلنديين للاستقلال، خصوصاً بعد جائحة كورونا، كذلك فإن عودة اسكتلندا إلى الاتحاد الأوروبي لن تتخذ إجراء شكلياً، إذ تعاني اسكتلندا عجزاً مالياً سنوياً ضخماً، كذلك يتوجب على ستورجن الحصول على موافقة رئيس الوزراء البريطاني وحكومته ومجلس العموم على الاستفتاء.

 ومع ذلك، يبدو أن جونسون لن يهنأ كثيراً ب”اللحظة الرائعة” و”العصر الذهبي” للخروج، فأمامه معركة داخلية صعبة مع اسكتلندا التي قررت الإبحار خارج “بريكست” وتعتزم الاستقلال، وهو ما سيضعه أمام معركة سياسية وقانونية تتعلق بوجود المملكة المتحدة ككيان موحد، إذ تشكل اسكتلندا واحدة من الدول الأربع المكونة لبريطانيا، وتحتل الجزء الشمالي منها.

 اسكتلندا كانت مملكة مستقلة حتى الأول من مايو /أيار 1707 حين تم إقرار قانون الوحدة في ذلك العام، والذي اتحدت بموجبه مملكتا إنجلترا واسكتلندا في ما يعرف اليوم بالمملكة البريطانية.

المصدر: الخليج

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …