الشرق اليوم- رفضت تل أبيب اتهامات إيرانية لها بالتخطيط لهجمات على الأمريكيين في العراق لإشعال الحرب. وكانت طهران توعدت كل من يتعاون مع إسرائيل ضدها بالرد. كما استبعد مسؤول أمريكي سابق استهداف إيران قوات بلاده.
وقد أشار وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتز، في تصريحات للإذاعة الرسمية اليوم الأحد، إلى اتهامات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، لإسرائيل بأنها تحاول خداع الولايات المتحدة لشن حرب على بلاده، ووصف هذه الاتهامات بأنها “هراء”.
وأضاف شتاينتز: أن إسرائيل هي التي تحتاج لأن تكون في حالة تأهب تحسبا لضربة إيرانية محتملة في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني.
كما قال إن الجيش الإسرائيلي متأهب لمواجهة أي هجوم قد تنفذه مليشيات موالية لإيران، وأضاف “يد إسرائيل على الزناد، لأن إيران تستهدفها باتهاماتها وتبحث عن ذرائع لضربها”.
كما دعا وزير الطاقة إلى تفكيك المشروع النووي الإيراني برمته، وليس تجميده في أي اتفاق مستقبلي.
وجاء ذلك بعدما كتب وزير الخارجية الإيراني على تويتر “معلومات مخابراتية جديدة من العراق تشير إلى أن عناصر إسرائيلية محرضة تخطط لشن هجمات على الأميركيين، لتضع (الرئيس دونالد) ترامب المنتهية ولايته في مأزق أمام سبب زائف للحرب”.
وأضاف ظريف: “احذر الفخ يا دونالد ترامب، أي ألعاب نارية ستأتي بنتائج عكسية خطيرة”.
وتتواصل في إيران منذ أيام فعاليات إحياء الذكرى الأولى لاغتيال سليماني الذي قتل بضربة أمريكية قرب مطار بغداد في مثل هذا اليوم.
تحذير للمنطقة
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في تصريحات له أمس السبت: إن أي تعاون بين دول بالمنطقة وإسرائيل -ضد أمن بلاده القومي أو تجاوز لخطوطها الحمراء- سيواجه برد واضح وقاطع، مؤكدا أنه ما دامت القوات الأمريكية في العراق فإن الأمن والاستقرار سيبقيان غائبين.
وأضاف خطيب زاده: أن هناك فرصة أخيرة للحفاظ على الاتفاق النووي، وطالب الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، باتخاذ خطوات عملية وسريعة، لافتًا إلى أن الأسابيع المقبلة “مهمة وحاسمة” بين أن يختار الطرف الآخر تنفيذ تعهداته أو التخلي عن الدبلوماسية.
كما وجّه رسالة إلى السعودية قائلا: “إن سياستنا تقوم على التعاون مع الجميع وليس شراء الأمن من دول خارج المنطقة” مستدركا أن طهران لم تتلقّ جوابا مكتوبا من الرياض بشأن “مبادرة هرمز للسلام” التي أطلقتها، في حين تلقّت أجوبة إيجابية من دول خليجية أخرى.
وتابع قائلا: “لدينا علاقات وثيقة ومنظمة مع قطر، ولا يوجد أي ملف إقليمي إلا نتباحث فيه بمسؤولية”.
الجزر الثلاث
وشهد أمس أيضا قيام قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، بزيارة جزيرة أبو موسى بالخليج لتفقد الوحدات العسكرية هناك، محذرا من أن أي تحركات عدوانية ضد بلاده ستقابل برد عسكري “حاسم وقوي وواسع”.
وقال سلامي: إن الجزر الثلاث جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، وإن لها دورا دفاعيا وصفه بالمهم في ردع التهديدات، وذلك في إشارة إلى جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى المتنازع عليها مع الإمارات.
بدوره، قال زعيم التيار الصدري بالعراق، مقتدى الصدر، في تغريدة على موقع تويتر السبت: إن (هناك) بعض الدول التي تريد إدخال البلاد في بوتقة التصعيد العسكري والأمني، مؤكدا أنه “يُمنع منعا باتا استعمال السلاح خارج نطاق الدولة”.
وأضاف الصدر: “يمنع استهداف أي من البعثات الدبلوماسية أيا كانت، بل مطلقا” معتبرا أن هذه الأفعال تنفع من وصفها بقوى الشر التي تريد جر العراق وجعله ساحة للصراعات الإقليمية والدولية.
استبعاد أمريكي
كما استبعد الرئيس السابق لفريق موظفي مجلس الأمن القومي الأمريكي، فريد فلايتز، مهاجمة إيران قوات بلاده بالمنطقة، وقال في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” (Fox News) “لا أعتقد أن إيران ستفعل ذلك فهي لا تريد إعطاء الرئيس ترامب ذريعة لشن هجوم”.
وأعرب عن اعتقاده بأن الرئيس ترامب يعمل دائما على تجنب الحرب مع إيران عبر ممارسة الضغوط القصوى اقتصاديا ودبلوماسيا، من دون استعمال القوة العسكرية، إلا إذا كان مضطرا لها، حسب تعبيره.
المصدر: الجزيرة