الرئيسية / مقالات رأي / المعركة الأخيرة

المعركة الأخيرة

الشرق اليوم- بعد أن خسر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب كل أوراقه لإبطال فوز الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، حيث رفضت كل محاكم الولايات الطعون التي تقدم بها فريقه لإعادة فرز الأصوات، متهماً خصمه في الانتخابات والحزب الديمقراطي بأنهم نجحوا فقط من خلال “أكبر عملية تزوير في التاريخ تشهدها الولايات المتحدة”، لم تبق لديه إلا ورقة واحدة يمكن أن يستخدمها، هي إلغاء نتائج الانتخابات خلال الجلسة التي يعقدها الكونجرس يوم الأربعاء المقبل، السادس من الشهر الجاري، لإقرار فوز بايدن.

 جلسة الكونجرس يفترض أن تكون شكلية، لكن ترامب يسعى لتحويلها إلى جلسة “صدامية”، فهو لم يقر بفوز منافسه، ويحاول تجييش أنصاره من خلال دعوتهم في كل الولايات الأمريكية للنزول إلى الشارع في واشنطن، في نفس موعد اجتماع الكونجرس. ويأمل ترامب – على ما يبدو، أن يتمكن المتظاهرون من الضغط على الكونجرس لرفض “الفرز الأخير” لأصوات المجمع الانتخابي، وقلب خسارته إلى فوز.

يُذكر أن بايدن حصل على 306 أصوات في المجمع الانتخابي، فيما حصل ترامب على 232 صوتاً. وفي جلسة الأربعاء يفترض أن يترأس نائب الرئيس مايك بنس الجلسة، حيث يقرأ الوثائق الرسمية التي تعلن عدد أصوات المجمع الانتخابي في كل ولاية، ومن ثمَّ يعلن الفائز، حيث يفترض أن تكون العملية شكلية كما جرت العادة في الانتخابات السابقة، لكن ترامب يحاول مع بعض مساعديه قلب نتيجة الانتخابات لصالحه في معركة أخيرة ليس من السهل أن يقلبها لمصلحته، حتى وإن قام عضو مجلس النواب الجمهوري لوي غومرت برفع دعوى قضائية ضد نائب الرئيس بنس، في محاولة لتغيير القواعد التي تحكم عملية فرز أصوات المجمع الانتخابي. وتسعى المحاولة إلى السماح لبنس بتجاهل ناخبي بايدن في ست ولايات، واستبدالهم بقوائم ناخبي ترامب، حيث تستند الدعوى القضائية إلى قانون صدر العام 1887، وهو قانون يحكم عملية فرز أصوات المجمع، ويلزم بنس بممارسة سلطة جمع واختيار الأصوات التي سيتم فرزها فقط، إذ يتمتع بنس بموجب الدعوى بالحق المطلق في تحديد القائمة التي ستحتسب في عملية جمع الأصوات، أو عدم احتساب أي صوت على الإطلاق من الولايات المتنازع عليها.

 بنس لم يحسم موقفه بعد من هذه المسألة، وكذلك القاضي الفيدرالي الذي عليه أن يصدر الحكم قبل السادس من الشهر الجاري، لكن العديد من الخبراء القانونيين يرجحون فشل هذه المحاولة، مثلما فشلت المحاولات السابقة.

 الخوف أن تتحول التظاهرة التي دعا إليها ترامب إلى أعمال عنف قد يتسع مداها في حال ثبّت الكونجرس فوز بايدن، خصوصاً أن الجماعة التي تطلق على نفسها اسم “أوقفوا السرقة” أعلنت في بيان لها: “نحن الشعب علينا النزول إلى ساحة الكابيتول، والقول لأعضاء الكونجرس لا تصادقوا”.

المصدر: صحيفة الخليج

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو..تأزم داخلي وتجاذب خارجي

العربية- طارق فهمي الشرق اليوم– تواجه الحكومة الإسرائيلية أزمة جديدة متعلقة بتسريب معلومات أمنية تورط …