الرئيسية / الرئيسية / The Guardian: الصين تستخدم اللقاحات لمد تأثيرها بالعالم العربي

The Guardian: الصين تستخدم اللقاحات لمد تأثيرها بالعالم العربي

الشرق اليوم- إن الصين توسع تأثيرها في الشرق الأوسط، عبر دبلوماسية لقاح فيروس كورونا، وإن عددا من الدول العربية تبنت اللقاح الصيني، رغم عدم توفر معلومات واسعة تشير إلى نجاعته مقارنة باللقاحات التي تستخدم الآن في الدول الغربية.

وأشارت إلى أن وزارة الصحة المصرية عندما دعت الأطباء للتطعيم ضد كوفيد-19 لم تشر إلى أن الدعوة هي للتجريب، لكنها أكدت لهم أن اللقاحين ضد الفيروس اللذين طورا في “ناشونال بيوتيك غروب”، وهي جزء من شركة كبرى تملكها الصين “ساينوفارم”، لا يسببان آثارا جانبية، “فقد تلقت وزيرة الصحة اللقاح، وأمرت كل الأطباء بالتطعيم والراغبين من العمال الصحيين”.

وقال طبيب في مستشفى حكومي: إن الكثيرين شعروا بالشك، “عندما تلقيت مع زملائي الرسالة، لم يشارك أي منا؛ لأننا لا نثق به”، وأضاف: أن “هناك عدم ثقة” من نهج الحكومة المصرية في التعامل مع الوباء واللقاحات.

ووصف طبيب، الذي لا يمكن الكشف عن هويته خوفا على حياته، حملة دعائية للدولة، التي ظهر فيها ممثل معروف وهو يذهب إلى عيادة لكي يتلقى اللقاح، في وقت “تحاول فيه الدعاية الحكومية رفع معنويات الناس”. وشارك في النهاية بتحريب اللقاح 3.000 متطوع مصري، وهو نصف العدد الذي كان يريده الباحثون، وكان هذا في شهر أيلول/سبتمبر.

وأعلنت الحكومة هذا الأسبوع عن خطط لتطعيم عمال الصحة، وبهدف توفير 10 مليون حقنة من اللقاح الصيني.

وقال الطبيب: “هناك مفاضلة بين مخاطر الفيروس، الذي ينتشر بسرعة، ومخاطر لقاح لا يوثق به، ولا توجد حوله بيانات تدعمه”.

وتشير الصحيفة إلى أن غياب الشفافية من الصين حول المراحل النهائية من تجريب اللقاح أثارت القلق، لكنها تقوم وبثقة بالتعامل مع اللقاح، ودفع “دبلوماسية اللقاح”، مستخدمة فيها الخيارات الرخيصة التي تقدمها وتوفره لبناء جسور مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتضيف: أن لقاحي “ساينوفارم” يقدمان حلولا جذابة للدول التي تحتاج عناية من كوفيد-19. وحتى بدعم من تحالف اللقاح “غافي” تحتاج هذه الدول إلى مساعدات إضافية لمساعدة مواطنيها، وستواجه الكثير منها مصاعب.

وبالنسبة للصين، فلقاحي “ساينوفارم” يمثلان فرصة إضافية لتقوية العلاقات، واستخدام قدرات الشرق الأوسط التصنيعية والتوزيع.

وتعتبر جزءا من دفعة في المغرب والإمارات العربية والبحرين ومصر، حيث منحت استخداما طارئا، خاصة عمال الخطوط الأمامية، وقبل نهاية الفترة التجريبية السريرية.

وقالت مصر في السابق إنها تريد أن تكون مركز اللقاح الصيني في أفريقيا، مع أن “ساينوفارم” قالت إنها تخطط لبناء مصنع في المغرب العام المقبل.

ومنحت الإمارات مصر 100.000 حقنة، في محاولة منها لأن تكون مركزا لوجيستيا عالميا للتوزيع. وكانت الإمارات أول دولة في العالم تسجل اللقاح الصيني، قائلة إن فعالية واحد من اللقاحات الذي اعتمد على عينة من فيروس كورونا غير النشط وصلت إلى 86%. وأعلنت البحرين عن خطتها الخاصة، وقامت بطريقة منفصلة بالمصادقة على واحد من لقاحي “ساينوفارم”.

وقالت الشركة الصينية مع شريكتها الإماراتية “جي42” إن 45.000 شخصا شاركوا في المرحلة الثالثة لفحص فعالية وسلامة اللقاح الصيني، مع أن “ساينوفارم” لم تنشر معلومات أو بيانات بعد.

ولعل واحدا من ملامح الإقبال على اللقاح الصيني يكمن في تخزينه بدرجة حرارة ما بين 2-8 درجة مئوية، مقارنة بلقاحات “أم أر أن إي” التي تحتاج لدرجات تخزين باردة.

وقالت تشارلي ويلرز، مديرة مؤسسة ويلكوم للقاحات: إن الأنظمة الصحية في هذه البلدان لديها أنظمة تخزين لقاحات بدرجات تتراوح ما بين 2-8 درجة مئوية، مشيرة إلى أن التخزين بدرجات حرارة تحت 70 درجة مئوية تمثل تحديا لوجيستيا، وليس للدول ذات الدخل المتوسط أو المتدني، ولكن لأي دولة.

وأعلن مدير شركة “ساينوفارم” ليو جينغجين، قبل فترة، أن مليون شخص تلقوا اللقاحين، و”لم نتلق أي تقرير عن ردود فعل خطيرة، وبعضهم كان لديه أعراض خفيفة”.

وفي دراسة منفصلة، أشارت إلى بيانات من تجارب المرحلة الثانية لساينوفارم، واقترحت 19% نسبة مخاطر خطيرة بعد تلقي المشاركين حقنتين. وأكدت ويلر أن أي لقاح يتم استخدامه في ظل الطوارئ لا يعتبر جزءا من التجارب السريرية؛ و”لهذا السبب هناك حاجة للتجارب السريرية، وعلينا تحليل وفهم فعالية وسلامة أي لقاح، وسمعنا أن الكثير من الناس تلقوا اللقاح ضمن الاستخدام الطارئ وخارج التجارب السريرية.

ولكن حتى نحصل على البيانات السريرية، فلن نحصل على معلومات جديدة من الأفراد في الخارج”.

وخلال الصيف، التقطت صور لقادة المنطقة وهم يتلقون اللقاح، بمن فيهم حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم وولي عهد البحرين، وقال طبيب بمستشفى في المنامة: “نقوم بعمل جيد، وكل واحد لديه أمل”، مضيفا: “هناك الكثير في البحرين، حتى ولي العهد، شاركوا بالتجارب، وهي تجربة جيدة في النهاية، ويمكنني القول على الأقل إنني ساعدت”. وتابع: “لن أقول إن هناك سياسة في الموضوع، وأقول إن كل واحد يريد نهاية كوفيد-19، وكلنا في نفس القطار كبارا أم صغارا”.

وبدأ المغرب بتطعيم سكانه بعد تجربة للقاح “ساينوفارما” شارك فيها 600 متطوع، ويأمل بتوفير اللقاح لـ 70% من سكانه، وقد حصل على عقد آخر مع شركة “أسترازينكا”.

وقالت مديرة الأدوية في وزارة الصحة المغربية، بوشارة ميداح: إن “غالبية اللقاحات التي ستوزع هي من لقاحات ساينوفارما”، مضيفة: “لكن المغرب لا يزال يتفاوض للحصول على أنواع أخرى من اللقاحات، ولا نعرف كيف تدعم الأنواع الأخرى بعضها البعض”. وأضافت: أن المغرب فضل اللقاحات الصينية؛ نظرا لاستخدامها عينات من فيروس كورونا غير الناشط وليس تكنولوجيا “أم أي أني إي”. مشيرة إلى أن هذه الطريقة في تطوير اللقاحات استخدمتها الإنسانية لسنوات طويلة، وهي طريقة معروفة وسليمة. وقالت: “هذا اللقاح سيعزز من الشراكة التاريخية بين المغرب والصين، ونحن نفكر في إنقاذ الحياة، ما يعني البحث عن اللقاح في أي مكان”.

المصدر: The Guardian

شاهد أيضاً

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

العربية- هدى الحسيني الشرق اليوم– يقول أحد السياسيين المخضرمين في بريطانيا، المعروف بدفاعه عن حقوق …