الرئيسية / مقالات رأي / حل الكنيست الإسرائيلي والانتخابات الرابعة

حل الكنيست الإسرائيلي والانتخابات الرابعة

بقلم: سري القدوة – الدستور

الشرق اليوم- بعد حل الكنيست الإسرائيلي باتت الانتخابات الرابعة على الأبواب لتدق فرضية التغيير، ولم يكن الخلاف بين الحكومة والمعارضة بل بين الشركاء في حكومة “الوحدة والطوارئ” التي تم تشكيلها الربيع الماضي من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه الانتخابي السابق غانتس ولم ينجح هذا الائتلاف مما ادى في المحصلة النهائية إلى الانهيار ويواجه الليكود مأزق حقيقي حيث بات فوزه بالانتخابات القادمة شبه مستحيل وخاصة بعد الانشقاق الذي شهده الحزب مؤخرا، وبناء على الإحصائيات الانتخابية واستطلاعات الرأي تشير الى أن حزب ساعر المستجد سوف يحصد 17 مقعدا بالكنيست وفقا لنتائج الاستطلاع وإن الحزب سيقلل من فرص نتنياهو لتشكيل الحكومة الجديدة وزيادة احتمالات ساعر تشكيل الحكومة في حال ما تقرر تشيكل ائتلاف موحد .

وتم حل الكنيست الإسرائيلي مما استدعى الدعوة لإجراء انتخابات جديدة بعد فشل أعضاء البرلمان في تمرير الموازنة العامة، وبذلك يكون الموعد المقترح لانتخابات الكنيست الرابعة والعشرين هو 16 مارس، وان مشروع قانون حل الكنيست والتوجه لانتخابات برلمانية جديدة، يتطلب حسب الدستور الإسرائيلي أن يمر في ثلاث قراءات في الهيئة العامة للكنيست في القراءة الأولى التي تمت ويطرح مشروع القانون على نواب البرلمان ليصوتوا على ضرورته من ناحية مبدئية، ويرى المتابعين لشأن الانتخابات الإسرائيلية إن هذه الخطوات تعد تكتيك سياسي مكشوف من قبل الليكود بزعامة نتنياهو لإبقاء التحالف بحالة غير مستقرة، مما يسهل عليه إسقاط الحكومة قبل أن يضطر إلى تسليم السلطة إلى غانتس، بينما يتهم قادة من حزب الليكود زعيم حزب أزرق – أبيض بيني غانتس بخرق الاتفاقيات، وأنه يجر دولة الاحتلال لانتخابات جديدة بسبب خلافات داخلية داخل حزبه، متهمين أحزاب اليسار والوسط بالعمل ضد مصالح دولة الاحتلال من خلال جرها للانتخابات.

ويرى كل المتابعين للشأن الداخلي الاسرائيلي بأن حزب الليكود لن يتمكن من تحقيق الفوز بالانتخابات المقبلة، وأن كل المعطيات ستشير الى تشكيل حكومة يسار ووسط، وأن الناخب الاسرائيلي وبعد سلسلة المظاهرات التي انطلقت سابقا ضد نتناهو لتطالب برحيله ستفرز خيارات جديدة  للجمهور الإسرائيلي بعد فشل الحكومة اليمينية وأنه بيدها تحقيق الخيار وإجراء التغيير المطلوب في الفترة القادمة.

إن خيارات التطرف لن تحقق أي تقدم على صعيد السلام وإعادة إنتاج حزب الليكود سيعزز الكوارث بالمنطقة، ويفرز مزيد من أعمال الاستيطان واستمرار سياسة التطرف وإرهاب الدولة المنظم، وان الطريق الوحيد لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة هو استبعاد حزب الليكود والعمل بعيدا عن سياسة التطرف والتكتل اليميني الاسرائيلي الذي اثبت فشله خلال السنوات الماضية، ولا يمكن المضى قدما في ظل استمرار التطرف وإنتاج العنصرية وفرض سياسة الأمر الواقع الاسرائيلية، وتطبيق صفقة القرن الامريكية وعدم احترام قرارات الشرعية الدولية وخيار حل الدولتين وتحقيق السلام بالمنطقة.

لا يمكن استمرار نتنياهو في الحكم وخاصة بعد سقوط حليفه ترامب فهو متهم اصلا بثلاثة لوائح اتهام وهو من يجر المنطقة بأكملها إلي الدمار الشامل ويمارس العدوان والحصار على الشعب الفلسطيني، ويقف عقبة حقيقية أمام تقدم عملية السلام، وبات رحيله أمر مهم ولا يمكن بأي شكل كان استمراره في خلط الأوراق والاستفادة من عدوانه واستيطانه كجزء من حملاته الانتخابية على حساب المشروع الوطني الفلسطيني فلا بد من رحيله وإجراء التغير لاستمرار حماية حل الدولتين ووقف الدمار الشامل في المنطقة .

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …