الشرق اليوم – قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها إن قرارات العفو والتخفيف التي أصدرها الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، هذا الأسبوع تثير الغثيان، ومقلقة، وتحط من شأن مكتبه والمكانة الأخلاقية لأميركا.
وأوضحت أن قائمة من صدر العفو عنهم تشمل أولا سياسيين جمهوريين فاسدين برروا طلبهم للعفو فقط بدعمهم السياسي للرئيس، وذلك رغم ارتكابهم أكثر الأعمال الصارخة للإثراء الذاتي غير القانوني.
فعلى سبيل المثال أنفق عضو الكونغرس السابق في كاليفورنيا دانكن دي هانتر، مئات الآلاف من دولارات الحملة في تمويل أسلوب حياة فخم شمل عطلة في بحيرة مع إحدى عشيقاته، ودروسا لأطفاله، وركوب أرنب أليف الطائرة، وعندما تم القبض عليه ألقى باللوم على “الأخبار الكاذبة” و”الدولة العميقة”.
كذلك عضو الكونغرس السابق عن نيويورك كريس كولينز، الذي أمضى شهرين فقط خلف القضبان بتهمة التآمر لارتكاب الاحتيال في الأوراق المالية، وهي جريمة تتعلق بعلاقة سطحية مع شركة التكنولوجيا الحيوية التي رعاها أثناء الإشراف على سياسة الرعاية الصحية الفدرالية.
وتضم القائمة أيضا العديد من الشخصيات في التحقيق الروسي مثل جورج بابادوبولوس وأليكس فان دير زوان اللذين صدرت ضدهما أحكام بالسجن بسبب الكذب على المحققين، فيما وصفها البيت الأبيض بأنها “جرائم متعلقة بالإجراءات”، بحجة أن العفو من شأنه أن يساعد على “تصحيح الخطأ “في تحقيق روسيا.
وكان العفو عن بول مانافورت، الرئيس السابق لحملة ترامب أسوأ، فقد كان هذا الرجل تاجرا مشبوها منذ فترة طويلة، وارتكب سلسلة من عمليات الاحتيال المالية لتمويل أسلوب حياة فخم للغاية.
ومضت “واشنطن بوست” لتقول إنه لأمر سيئ بما فيه الكفاية أن يكون هناك رئيس يتصرف مثل رجل المافيا، ويكافئ الجريمة طالما أنها مصحوبة بالولاء الشخصي.
وتضيف الصحيفة أن المجموعة الثالثة من قرارات العفو تشكل تهديدا فريدا للأمن القومي وسلامة القوات الأميركية العاملة في الخارج، ففي العفو عن 4 من حراس شركة “بلاك ووتر” (BLACK WATER) أدينوا بالقتل أو القتل الخطأ في مذبحة غير مبررة عام 2007 راح ضحيتها 14 مدنيا عراقيا جدد ترامب بشاعة ذلك اليوم المشؤوم.
وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن العفو عن حراس “بلاك ووتر” يمثل رسالة إلى أولئك الذين يقاتلون باسم أميركا بأنهم يستطيعون إطلاق النار على المدنيين الفارين -بمن فيهم الأطفال- والإفلات من العقاب، مضيفة أنه وكما هو الحال مع تدخل ترامب السابق في القضاء العسكري فإن هذا يلحق ضررا بالغا بالأغلبية العظمى من الأميركيين الذين يتصرفون بشرف في أصعب الظروف، وهي رسالة تقول أيضا للدول الأجنبية إنه عليها لا تتوقع أن الولايات المتحدة ستحاسبها على الأعمال الوحشية.
وختمت بأن هذا العفو سيأتي بنتائج عكسية من الحكومات الأجنبية التي ستتساءل: لماذا تسمح للأميركيين المتهمين بجرائم في الخارج في المستقبل بالعودة إلى الولايات المتحدة لمحاكمتهم؟
ترجمة: الجزيرة