BY: Owen Jones
الشرق اليوم – إن الأمر يتطلب جهدا لتخيل كيف كان يمكن للحكومة أن تتعامل مع وباء “كورونا” بشكل كارثي أكثر مما حدث بالفعل، ومع ذلك فإن الناس يلقون باللوم في الأزمة على أنفسهم.
فوفقا لاستطلاع أجراه موقع “YouGov” مؤخرا، بدت الآراء قاتمة، إذ يعتقد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع أن المواطنين “هم المسؤولون بشكل كبير عن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الشهر الماضي”، بينما ألقى 31 في المائة فقط باللوم على الحكومة.
ومن الجدير بالذكر، أنه بينما يميل الشباب إلى إلقاء اللوم على الحكومة، فإن كبار السن يلومون “المواطنين” بشكل واضح، ولا يدركون أنهم بذلك يقصدون أحفادهم الأصغر سنا، الذين يضحون ببعض من أفضل لحظات حياتهم للحفاظ على سلامة كبار السن.
من الناحية الفلسفية، تشير النتائج إلى أن العديد من أنصار حزب المحافظين الحاكم من المرجح أن ينتقدوا المواطنين بسبب الارتفاع الحاد في إصابات “كوفيد – 19”. لكن لماذا توصل الكثيرون إلى هذا الاستنتاج، في حين أن سوء الإدارة الحكومية هو تفسير أكثر وضوحا لمعدل الوفيات الكبير في بريطانيا.
سمحت هذه الفكرة، لحكومة المحافظين والصحافة اليمينية بنقل المسؤولية إلى المواطنين. ولم تكن هناك استراتيجية فعالة للرد على “عملية إلقاء اللوم على الجمهور”، وبالتالي فقد استقرت كإجماع بين شرائح واسعة من الناخبين.
كما ضاعفت الصحافة هذه الجهود لإحباط المواطنين، من خلال نشر صور حديقة مزدحمة أثناء الإغلاق الأول، على سبيل المثال، غالبا ما تم تصويرها بشكل مخادع لإخفاء التباعد الاجتماعي.
إن المعارضة الرسمية أيضا تتحمل بعض المسؤولية، ففشل حزب العمال في تحدي أخطاء الحكومة العديدة بقوة كان بمثابة فرصة ضائعة سمحت لشعور إعفاء الحكومة من واجبها بالسيطرة على الموقف.
لكن الحقيقة، هي أن الجمهور قد التزم بالقيود بشكل أفضل بكثير مما توقعه علماء السلوك، كما حالت تضحيات الناس دون وقوع كارثة وطنية أسوأ بكثير، وأظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن المواطنين كانوا في مقدمة المنحنى في المطالبة بضوابط جديدة صارمة قبل أن تنفذها الحكومة.
ترجمة: BBC