الشرق اليوم– أعلن رئيس الكنيست الإسرائيلي، ياريف ليفين، أن الانتخابات المبكرة في إسرائيل ستجري في 23 مارس/ آذار 2021، رغم المحاولات الشاقة التي خاضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنع سيناريو الانتخابات.
وقال ليفين خلال جلسة الكنيست: “الكنيست يُحل حاليا… انتخابات الكنيست دورة 24 ستجري في 23 مارس 2021”.
وأكد مراقبون أن “هناك سيناريوهات عدة للانتخابات القادمة، التي لن تكون سهلة كما الجولات السابقة، خاصة بعد انشقاق جدعون ساعار عن حزب الليكود”، مشيرين إلى “إمكانية تشكيل حكومة جديدة من دون نتنياهو”.
انتخابات جديدة
يأتي ذلك بعد فشل البرلمان، اليوم، في الوفاء بالموعد النهائي لإقرار الميزانية، لتفرض الانتخابات تحديات جديدة على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتبدأ حملة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية الرابعة في عامين، في حين يواجه نتنياهو غضبا شعبيا بسبب النهج، الذي اتبعه في التصدي لأزمة كورونا واتهامات جنائية بالفساد موجهة له بساحات القضاء.
وسيواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة منافسا جديدا من تيار اليمين هو جدعون ساعر المنشق عن حزب الليكود، الذي يتزعمه نتنياهو.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته هيئة البث الإسرائيلية، أن “ساعر لديه شعبية مماثلة لشعبية نتنياهو”، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية “كان”.
وكان نتنياهو، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، ووزير الدفاع الحالي بيني غانتس رئيس حزب “أزرق أبيض” قد شكلا حكومة وحدة في مايو بعد ثلاثة انتخابات غير حاسمة منذ أبريل 2019، لكنهما وصلا إلى طريق مسدود بسبب خلاف بشأن إقرار الميزانية، وهي خطوة ضرورية لتنفيذ اتفاق يتسلم بموجبه غانتتس السلطة من نتنياهو في نوفمبر 2021.
وأعلن رئيس البرلمان حله في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، في جلسة نقلها التلفزيون على الهواء قائلا إن “إجراء انتخابات مبكرة بات تلقائيا نظرا لإخفاق البرلمان في إقرار الميزانية”.
سيناريوهات واردة
محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة العربية المشتركة، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، قال: إن “جميع السيناريوهات مفتوحة وواردة في هذه الانتخابات، خاصة بعد تصريحات من أعضاء في أحزاب الحربين أن بالإمكان المشاركة في حكومة مع جدعون ساعار، الذي انشق عن الليكود وشكل حزبًا جديدًا”.
وأضاف: أن “من ضمن السيناريوهات المطروحة إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بدون بنيامين نتنياهو، وهو أمر أصبح واردًا بشكل كبير”.
وتابع: “نتنياهو فشل في تعطيل الانتخابات المبكرة في ظل هذه الظروف الصعبة من انتشار فيروس كورونا، والأزمة الاقتصادية الحادة التي يمر بها الداخل الإسرائيلي، وهذا لا يصب في صالحه”.
وأكد أن “الظروف تشير إلى أن نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة إسرائيلية على النحو الذي يريده، خاصة في ظل تجاهله لحزب يمينا بقيادة بينت”.
خارطة سياسية جديدة
من جانبه قال عضو المجلس الثوري لحركة “فتح”، الدكتور أيمن الرقب: إن “النزاع الإسرائيلي تم حسمه بالذهاب لانتخابات مبكرة للمرة الرابعة، حيث ستجري في الثالث والعشرين من شهر مارس المقبل انتخابات الكنيست الإسرائيلي”.
وأضاف: أن “الفارق في هذه الجولة عن الجولات السابقة ظهور حزب أمل جديد، الذي يقوده جدهون ساعار، ومن المتوقع أن يغير الخارطة السياسية بشكل كبير”.
وتابع: “تظهر استطلاعات الرأي تراجع حزب الليكود الذي انشق عنه جدعون وحصوله على 27 مقعدا بدلا من 36 مقعدا وحصول الحزب الجديد الذي يقوده ساعار على ما لا يقل عن 20 مقعدا وكذلك ظهور قوة جديدة لحزب يمينا”.
وأكد أن “من المتوقع أن يتراجع حزب أزرق أبيض إلى 5 مقاعد وقد يتلاشى في أي دورة انتخابية قادمة”.
واستطرد: “من المتابعة للحراك داخل دولة الاحتلال فمن المتوقع فوز حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو ويحصل اليمين على أكثر من 70 مقعدا وبذلك يكسر حالة الجمود والتعادل بين اليمين واليسار، ولكن إذا تم تشكيل تحالف بقيادة جدعون مع عدد من الأحزاب مثل يمينا وإسرائيل بيتينو وتيليم ويش عتيد فقد يفوز هذا التكتل بما يزيد عن 50 مقعدا وبذلك ينهون قوة نتنياهو”.
وأنهى حديثه قائلًا: “لكن إذا لم يتم تشكيل هذا التحالف فسينجح نتنياهو مرة أخرى”.
ولنحو عامين تشهد إسرائيل حالة من عدم الاستقرار السياسي، إذ شهدت انتخابات في أبريل وسبتمبر من العام 2019، ثم شهدت انتخابات ثالثة في مارس الماضي.
المصدر: سبوتنيك