بقلم: سري القدوة – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – سيلعنه التاريخ ويلفظه الجميع، فكم كان ممارسا للدكتاتورية ومعبرا عن عنصرية المواقف ومستهترا بحقوق الإنسان ومستهزئا بالمشاعر الإنسانية عندا صرح وبشكل غير منطقي أن علاج كورونا هو شرب مواد التنظيف واتخذ قرارات ضد منظمة الصحة العالمية وأوقف الدعم المالي لها، ليرحل تاركا ومخلفا وراءه مرحلة ستمتد للأجيال القادمة وسيذكره الجميع بأنه مارس الحقد والكراهية وسيرتبط اسمه ويكون ملاصقا إلى آرثر جيمس بلفور ووعده المشؤوم حيث وقع قرار نقل السفارة الامريكية للقدس معترفا بأنها عاصمة لدولة الاحتلال فمنح ما لا يملكه لمن لا يستحقه هذا هو الرئيس الترامبي الذي فشل وخسر الانتخابات وبشكل ليس له مثيل كون أن الفارق مع منافسه كبير ولا يمكن تجاوزه أو المرور عليه بشكل عابر، فالمعركة الانتخابية مع ترامب لم تكون بالمعركة السهلة أو البسيطة فواجه جو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب تلك العنصرية والدكتاتورية واليمين المتطرف ليسحق في النهاية ترامب إلى غير رجعة، وقد عبر الناخب الأمريكي عن سخطه لحقبة سوداء في التاريخ الأمريكي تركت آثارها على الفارق الكبير في النتائج وأيضا على تنوع الولايات التي منحت أصواتها للرئيس جو بايدن، كونه ينتصر فيها الديمقراطيون لأول مرة منذ سنوات، ويحققون فورا ساحقا علي العنصرية الترامبية والممارسات المقيتة.
أكد المجمع الانتخابي في الولايات (الذي يضم ممثلين عن كل ولاية بأمريكا) فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية 2020، أمام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الذي كان يسعى لفترة ولاية رئاسية ثانية، وجاءت أصوات المجمع الانتخابي مؤكدة فوز بايدن بـ306 أصوات مقابل 232 صوتا، حيث سترسل هذه النتيجة إلى الكونغرس للموافقة عليها بصورة رسمية في يناير / كانون الثاني المقبل، وبموجب النظام الانتخابي المعمول به في الولايات المتحدة، يمنح المواطنون في الواقع أصواتهم إلى “ناخبين” يصوتون شكليا للمرشحين بعد أسابيع من الانتخابات.
وبهذا الإعلان تكون قد ثبتت الهيئة الناخبة في الولايات المتّحدة فوز الديمقراطي جو بايدن، بالانتخابات الرئاسية بعد تجاوزه النصاب المطلوب في خطوة تغلق الباب بشكل نهائي على جهود ترامب لقلب نتائج الانتخابات، ويقف الرئيس المنتخب جو بايدن على أعتاب البيض الأبيض في خطوة يترقبها العالم أجمع لوضع حد لمرحلة سابقة بكل نتائجها الكارثية على المجتمع الدولي ومن أجل إيجاد استراتيجية جديدة للأساليب عمل الولايات المتحدة مع تغير ونسف مرحلة ترامب وسلسلة قراراته الخاطئة التي اتخذها وخاصة بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وطبيعة الصراعات القائمة في منطقة الشرق الأوسط والعمل مع المجتمع الدولي على تبني خطة واقعية لإحلال السلام بالمنطقة.
والملفت للانتباه بهذا الواقع الجديد رفض ترامب الاعتراف بخسارته حيث يعد هذا الموقف مثير للجدل وهو موقف غير مألوف في السياسة الأمريكية، ودوما يعترف الخاسر بخسارته ويهنئ الفائز، ولا يشكك بصدقية المؤسسات الديمقراطية ولا العملية الانتخابية كما فعل ترامب ولحتى الآن لم يهنئ ترامب أو أي من قادة الحزب الجمهوري الرئيس المنتخب جو بايدن، وعلى العكس من ذلك فقد تقدم فريق ترامب بشكاوى لدى المحاكم لإعادة عد الأصوات في بعض الولايات مثل جورجيا وبعد الولايات الأخرى، بسبب الفارق بين أصوات المرشحين، إلا أن المحاكم رفضت دعاوى حملة ترامب، ولعل الواقع الأمريكي يمر في مشهد جديد كون أن ترامب لم يعترف بعد بهزيمته وسوف يضطر الخروج من البيت الأبيض تحت السيطرة الأمنية.