الشرق اليوم- قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن جهود دونالد ترامب المستمرة لإلغاء نتيجة الانتخابات لا تقل عن محاولة انقلاب غير دموي، والملاحظ أنها محاولة مدعومة بدعم العديد من الجمهوريين في الكونغرس.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يحقق بها ترامب هدفه المتمثل في حرمان جو بايدن من فوزه الذي حصل عليه بحق، هي عبر موافقة بعض الأشخاص أو الكيانات أو الهيئات التشريعية للولايات أو القضاة أو المحكمة العليا على استبعاد الملايين من الأصوات الصحيحة، التي تم الادلاء بها بشكل قانوني. والجدير بالذكر أيضا أن العديد من الدوائر المتنازع عليها هي ذات غالبية سوداء.
ولكن يبدو أن الهزيمة اللاذعة في المحكمة العليا، التي يجلس فيها ثلاثة قضاة من اختيار ترامب، قد أغلقت الباب على أي مسار قانوني قد يكون ترامب اتخذه في مساعيه الشنيعة. ويجتمع أعضاء الهيئة الانتخابية يوم الاثنين ويختارون الرئيس المقبل. وباستثناء أي تطورات غير عادية وغير مسبوقة، فإنهم سيختارون جو بايدن، كما فعل الناس بالفعل.
ومع ذلك، فقد واصل ترامب يوم السبت الإصرار على “تويتر” فغرد قائلا: “فزت في الانتخابات في فوزا ساحقا”، وإن حكم المحكمة العليا كان غير صحيح: “هذا خطأ كبير ومخز للعدالة. لقد تم خداع الشعب الأمريكي، وتم خزي بلادنا. ولم نحصل حتى على فرصة في المحكمة”.
وفي نفس اليوم، حلقت طائرة ترامب الهيلوكوبتر فوق مسيرة “أوقفوا السرقة” في ساحة الحرية بواشنطن، حيث كان لحركة Proud Boys اليمينية المتطرفة حضور بارز.
وأضافت الصحيفة: “يستمر في الكذب على مؤيديه، ويقول لهم جزئيا بدافع الفخر، وجزئيا بدافع التعطش للبقاء في السلطة إنه تعرض للغش وأنه فاز بالفعل في الانتخابات. وكثير منهم يصدقونه. وقد ساعدته وسائل الإعلام اليمينية في خداعه، كما فعل المسؤولون الجمهوريون، إما من خلال تصريحاتهم العلنية أو من خلال صمتهم”.
وظهر مسؤول انضباط الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، ستيف سكاليس من لويزيانا، يوم الأحد في برنامج “فوكس نيوز صندي”، وقال: “إذا كنت ترغب في استعادة ثقة الملايين من الأشخاص الذين لا يزالون محبطين للغاية وغاضبين مما حدث، فهذا هو السبب في أنك يجب أن تسمح لهذا النظام بأن يأخذ مجراه”.
ولكن بالطبع هذا لا يتعلق بإعادة الثقة في انتخاباتنا. وبدلا من ذلك، يتعلق الأمر بالسماح لترامب بالمزيد من تدهور هذه الثقة. وسكاليس والعديد من الجمهوريين الآخرين شركاء في هذه الجريمة ضد ديمقراطيتنا. ولا يزال ترامب يحاول سرقة هذه الانتخابات، وهم في الخارج يقومون بتشغيل محرك سيارة الهروب.
وقالت الصحيفة: “كون غالبية الجمهوريين في مجلس النواب عبروا عن دعمهم لدعوى تكساس التافهة يشير إلى أن الاختلاف بين الليبراليين والمحافظين لم يعد متعلقا بالقيم، فإن الأمر يتعلق الآن بالإيمان الأساسي بالديمقراطية. ويبدو أن الجمهوريين يقولون إنه ليست كل الأصوات مهمة أو يجب عدها. هذا قمع للناخبين على أوسع نطاق، لأنه محاولة لمحو الناخب، وإلغاء الأصوات التي سبق الإدلاء بها وفرزها”.
وأشارت إلى أن ترامب “واصل استخدام الانقسام والخداع الذي خلقه طيلة الوقت لجمع الأموال. وقد جمع الآن أكثر من 200 مليون دولار من التبرعات لدعم عمليات إعادة فرز الأصوات.
وذكرت الصحيفة أن حملة ترامب استمرت في التماس التبرعات بقوة، تحت ستار دعم تحدياته القانونية المختلفة لانتخاب جوزيف آر بايدن جونيور، ولكن حتى الآن يذهب 75% من التبرعات إلى لجنة العمل السياسي الجديدة التي شكلها ترامب منتصف تشرين ثاني/ نوفمبر.
وقالت: “لقد أدرك ترامب أن محاولة سرقة الرئاسة، أكثر ربحا من كونه رئيسا فعليا، لذلك فهو لن يتوقف. وإننا نشهد واحدة من أعظم عمليات الاحتيال في تاريخ الرئاسة. ولقد أعطته شيئا كان يتوق إليه دائما ولكنه لم يكن يمتلكه أبدا وهو الاهتمام المستمر والسلطة الحقيقية والشرعية. وبمجرد تذوقها، تتوق إلى السلطة إلى الأبد”.
ولفتت إلى أن “ترامب لم يؤمن بالديمقراطية الأمريكية أبدا، ولم يكن طالب تاريخ، أو وطنيا قط حقا، وعندما تنبأ بسلوكه الحالي في عام 2016 برفضه القول بأنه سيقبل بنتائج تلك الانتخابات على أنها شرعية إذا لم يفز، علمنا. وعندما تقرب من ديكتاتوريي العالم ورفض حلفاءنا، عرفنا ذلك. وعندما غازل مجموعات الكراهية برفض إدانتهم على الفور وبشدة، عرفنا ذلك”.
يريد ترامب إدارة دكتاتورية خلف حجاب الديمقراطية. يريد أن يمارس السلطة دون أن يفوز بها بشكل شرعي. إنه يريد التلاعب بجمهوره وإعطاء الأولوية لهم فوق الجماهير التي تعارضه.
ترجمة: عربي 21