بقلم: علي أبو حبلة – صحيفة “الدستور” الأردنية
الشرق اليوم – ترامب أمام تحقق خسارته يوم الاثنين الواقع في 14/12/2020 الانتخابات الرئاسية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن. بعد فشل محاولاته المتكرّرة قلب النتيجة لصالحه بأيّ ثمن، يبدو من تصريحاته أنه يعوّل على معجزة – لن تحدث – من أجل قلب نتيجة انتخابات المجمّع الانتخابي.
اليوم سيتحقق فوز جو بايدن ، وسيلتزم دونالد ترامب، فعلياً، بوعده بـ إخلاء البيت الأبيض، على ما كان قد أعلنه، قبل فترة. إنه أول إثنين بعد ثاني أربعاء في شهر كانون الأول / ديسمبر من عام انتخابات رئاسية، وبالتالي هو اليوم الذي يجتمع فيه أعضاء المجمع الانتخابي الـ538 ليصوّتوا نهائياً على انتخاب الرئيس ونائب الرئيس، أي ليخطوا الخطوة التي ستجعل انتصار جو بايدن رسمياً.
تقليدياً، عادة ما يُنظر إلى هذا التصويت على أنه شكلي، من دون أن يوليه أحد اهتماماً يُذكر. ولكنه هذه السنة، يكتسب أهمّية خاصة، لوجود رئيسٍ ستنتهي ولايته قريباً مثل دونالد ترامب، يرفض الاعتراف بالهزيمة، ويسعى إلى المعارك القانونية مشككا بنزاهة الانتخابات، مروّجاً في الوقت ذاته لمزاعم بالاحتيال على نطاق واسع. وإن كان ذلك يعني شيئاً، فهو أن اجتماع أعضاء المجمع الانتخابي يأتي في لحظة متوتّرة وهشّة، بالنسبة إلى المؤسّسات الأميركية ككل، وإلى النظم الانتخابية بشكل خاص.
الضربات المتتالية أرهقت ترامب، من دون أن تسقطه أرضاً، في انتظار الضربة القاضية التي سيسدّدها له المجمع الانتخابي، اليوم، بتصويته لجو بايدن رئيساً، بهامش 306 أصوات مقابل 232، وفق ما هو متوقَّع، إلّا إذا كانت هناك مفاجآت. ضربةٌ سيرضخ لها الرئيس ترامب، وفقاً لما كان قد أدلى به، في آخر تشرين الثاني / نوفمبر، عندما أكد أنه سيُخلي البيت الأبيض إذا خسر المجمع الانتخابي، من دون أن يغفل إضافة أنه في حال صوّت أعضاء المجمع الانتخابي لبايدن، فإنهم بذلك “يقترفون خطأً”.
رغم كل محاولات ترامب إلا أنه، لن يغيّر الواقع، كما لم تغيّر دعواته القضائية النتيجة. وبالتالي، فإن ما سيحصل هو أن كبار الناخبين سيجتمعون لتأكيد أصواتهم. ولكن السؤال الذي يُطرح، للمرة الأولى بشكل جدّي، هو: هل سيكون هناك ناخبون خائنون، أو ناخبون غير مؤمنين؟ وهل يمكن أن يغيّروا النتيجة؟ سؤال طُرح منذ اليوم الأول لانتخاب بايدن، بالتوازي مع الضغوط التي مارسها ترامب على المسئولين الجمهوريين في الولايات، من أجل عدم التصديق على نتيجة التصويت الشعبي. ولكن بحسب ما يقول الأستاذ في القانون الدستوري في جامعة نيويورك، ريتشارد بلايدس، لشبكة “ان بي سي نيوز”: “لا يُتوقّع أيّ اختراق يُذكر عبر ناخبين غير مؤمنين هذه السنة، على اعتبار أن جو بايدن فاز بعدد كبير من الناخبين الكبار، ما يعني أن أيّ إغراء لناخبٍ أو اثنين بالانشقاق لن يكون موجوداً، لأنهم لن يؤثّروا في النتيجة”. من جهة أخرى، “إذا قامت الأحزاب السياسية بواجبها عبر وضع قائمة من الناخبين الذين سيحترمون التصويت الشعبي لصالح مرشّحهم، عندها سيقوم الناخبون الكبار بالتصويت بما يتوافق مع هذا التصويت في ولايتهم”. من المتوقّع أن يصوّت 306 ناخبين لمصلحة بايدن و232 لمصلحة ترامب.
فبحسب الدستور الأميركي، هناك 33 ولاية، إضافة إلى العاصمة واشنطن، تجبر الناخبين الكبار على الامتثال لتعهّداتهم. وعلى الأقلّ في خمس ولايات، يواجه الناخبون الكبار عقوبات في حال قاموا بتحدّي قرار الحزب أو بالتصويت عكس التصويت الشعبي، بينما تقوم أكثر من اثنتي عشرة ولاية بإلغاء واستبدال الناخب المخالف. ومن المتوقع أن يتمّ إصدار المزيد من القوانين في السنوات المقبلة، من أجل إجبار الناخبين الكبار على اتّباع التصويت الشعبي، في وقت حكمت فيه المحكمة العليا، هذا العام، بالسماح بإلزام الناخبين بالتصويت لصالح الفائز في التصويت الشعبي.
قد يبدو من غير المحتمل أن يحدث ما يلفت النظر خلال تصويت المجمع الانتخابي اليوم، ولكن ذلك لا يعني أن هذا الحدث لن يكتسب أهمية من مجرّد التصديق على انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، ووضع ترامب أمام الأمر الواقع، عبر تقريبه، أكثر من أيّ وقت مضى، من باب الخروج من البيت الأبيض.