الرئيسية / مقالات رأي / هل يصبح ترامب الأمريكي غورباتشوف الروسي

هل يصبح ترامب الأمريكي غورباتشوف الروسي

بقلم: عبد الله عباس – الزمان العراقية

الشرق اليوم- منذ أن أصبحت الإدارة الأمريكية بكافة ولاياتها  قوة كبيرة ومؤثرة في العالم،  والكثيرمن تصرفاتها وأعمالها محل عدم رضا بل الرفض في الكثير من الأوقات، إلا أن بعض أعمال تلك الإدارة كانت عدوانية  ومضرة بمصلحة السلم العالمي  وكانت نتائجها ليس فقط مرفوضة من قبل شعوب العالم حيث كان يضر بمصالحهم ومصيرهم بل حتى كانت مرفوضة من بعض الجهات المتحالفة معها .

كان ولايزال دور هذه الادارة، دور مشاغب مدمر يهدف فرض الهيمنة بالقوة الغاشمة على اكثر من منطقة في العالم عموما و منطقتنا في المقدمة، ليس هناك منطقة في العالم وصلتها القوات الامريكيه  الا كان هناك قتل جماعي حيث بدأت اول ضربة باباده جماعية لمدينتين في اليابان بل مارس بذبح الاطفال في الملجأ في بغداد سنة 1991 لذا سمى الراي العام العالمي نتيجة لهذه التصرفات كل امريكي بـ(القبيح)!

ظاهرة إيجابية

 ورغم ذلك ومنذ وجود الولايات المتحدة الامريكية هناك ظاهرة ايجابية في  ادرة الحكم هي ظاهرة تبادل الحكم كل اربع سنوات بعد اجراء الانتخابات العامة و تجري هذا العملية كل اربع سنوات بسلاسة ودون مشاكل تؤثر على الاستقرار داخل تلك الولايات ومصالحها العامة وان من كان رئيسا يترك (البيت الابيض ) للفائز في الانتخابات برحابة صدر والمنافسة   مستمره منذ تاسيس الولايات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري ولم يحدث حدث يذكر خلال كل تلك الفترة  او اشكليات فنية وقانونية الا اثناء انتخاب (دبل يو بوش ) الشرير الذي كلف حزبه بمهمة احتلال افغانستان والعراق ‘ ولانه معروف تاريخيا ان جميع العمليات العدوانية بقرار من المصدر التنفيذي في الولايات المتحدة حصل اثناء اربع سنوات حكم الحزب الجمهوري ‘كأن هذه السياسية متفق عليها : اي شن العدوان واستعمال القوة وتنفيذ الجرائم بقيادة الجمهوريين ‘ ومعالجة افرازات  عدوانيتهم خلال اربع سنوات اواكثر من قبل الديمقراطيين . على اية حال كما قلنا يمكن ان تبادل الحكم بين الديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة الامريكيه‘ الشيء الوحيد الايجابي الذي  يتم دون مشاكسات تعكس اساسا قباحة والعدوانية المستأصله في كل تفاصيل تاسيس الادارة الامريكية القبيحه ويظهر ان هذه الظاهرة ايضا اقتربت من الافول بعد حكم (اقبح امريكي جلس في البيت الابيض : دونالد ترامب ) اذ بعد انتهاء السنوات الاربع لحكمه ‘ كشف عن شغفه بالتعنت و التمسك برئاسة الادارة وعدم ترك البيت الابيض حتى لو استدعى ذلك تجاوز الثوابت الدستورية والقانونية بالاضافة الى التحرك باتجاهات تهدد استقرار وعراقة ثوابت حكم الادارة الامريكية .

 من خلال النظر للتاريخ العدواني الامريكي خلال عشرات السنيين وسوء تصرفاتها العدوانية القبيحة تجاه طموح شعوب العالم ‘ وحق طموح ضحايا تلك المسيرة العدوانية للانتقام من تلك الادارة  ‘ان الشيء الايجابي في ظهور ( ترامب ) واصراره على التمسك بالحكم باي طريقة حتى طريقة نشر الفوضى يهدد مصير ولايات الشر الامريكيه ‘ اشارة  تبعث بالتفاؤل اون يكون هذا الموقف ضربة يخترق جدار ثوابت الادارة ومصدر القرار الامريكي فاتحا باب الصراع بتوجهات عنيفة طريقا للوصول الى البيت الابيض ‘ وبالتالي طريقا باذن الله لسقوط جدار عنجهية تلك الاداراة العدوانية وتخلص الشعوب المقهوره من هجمات الهيمنة الامريكيه القبيحه التي لايهمها العالم الا تقوية ادارتها العدوانية .

غفلة زمن

ان اصرار هذا الشرير ترامب يذكرنا ب رجل كان اسمه (غورباتشوف ) ظهر ايضا في غفلة من الزمن ليقود اقوى دولة في العالم وهي الاتحاد السوفيتي ‘ ولان ظهوره  كان في غفلة من التأريخ ( مع فارق الاسباب والافرازات العملية للحكم ) اغرته  هالة الحكم  واوقعته في فخ اعداء دولته بحجة التشجيع على الاصلاح ‘ ولكن نفذ هذا الاصلاح باسلوب الغباء والتسرع تحت اضواء وتشجيع من الغرب الذي ادى الى اغرائه  حيث اتفق مع بعض القيادين لتنفيذ ( لعبة الانقلاب ..!) الذي نفذه بسطحية ادت الى ظهور ( يلتسن ) الذي استغل كل الثقوب التي اوجدها  غورباتشوف فسقطت دولة (الستار الحديدي)…

ان الادامة والبقاء لزمن طويل لركائز وجدران قوية ومتينة  ليس فقط مرتبط بمتانة الاساس الاول من قبل من بناه ‘ بل مرتبط بمن يحافظ جيلا بعد جيل بمستلزمات بقائه متينا وعدم تعرضة للاهتزاز ‘ أما ان يقع مصير البناء بيد من يخدعه الغرور ويقتنع بتبديل شيء من اساس من هنا وتكبير وتبديل من هناك من الجدار ‘  ستكون النتيجة تؤدي الى  ترهل البناء ويؤثر على الاساس ويسهل الانهيار لاي سبب يكون ما يفعلة ترامب بشرى لظهور عاصفة او عواصف على مراحل لسقوط امبراطورية اكثر عدوانية واكثر شرا في تاريخ البشرية منذ نهاية الحرب العالمية الاولى والتي قدمت نفسها للعالم بعد ذبح شعب كامل على ارض امريكا لتبني هذه الامبراطورية و اضافة اليه عندما توجهت الى الخارج بابادة مدينتين في اليابان ‘ واكثر من مصدر قريب من الادارة الامريكية تؤكد تمسك ترامب بالبيت الابيض سيدفعة الى تصرفات لاتحمد عقباها ….شخصيا اتمنى ان يعمله لتخلص البشرية من الشر الامريكي القبيح 

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …