بقلم: صالح القلاب – صحيفة إيلاف
الشرق اليوم- إنها مجرد وجهة نظر مراقب من بعد، لا يقدم ولا يؤخر كما يقال، فالمفترض أنّ “مصالحة” و”مصالحات” دول الخليج العربي تقتضي أن يكون هناك موقفاً موحداًّ، لا يستثني أحداً من إيران التي من الواضح لا بل من المؤكد أنها لن تتلاءم مع هذه المصالحة إن هي تمت لا بل أنها ستقاومها وأن “الأشقاء” الذين إنفردوا بالإنحياز إليها والتحالف معها لن يكون سهلاً عليهم حتى وإنْ هم رغبوا بالتخلي عن هذا الإنحياز الذي يضم أيضا، وهذا هو الأهم بالإضافة إلى تركيا، رجب طيب أردوغان، التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وملحقاته إنْ في هذه المنطقة وإنْ في العالم بأسره ولعل ما لا يعرفه البعض أن بريطانيا في تلك الفترة التي كانت بعيدة جداًّ هي التي دفعت حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتي وآخرين معه في عام 1928 إلى تأسيس هذه “الجماعة” لمواجهة “المد القومي العربي” الذي كان لا يزال في بداياته بعد إنهيار الدولة العثمانية والتخلص منها!!.
إنه لا شك في أنّ أي عربي، من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر، مع أي تقارب وأي تكامل سياسي وإقتصادي.. وكل شيء لدول الخليج العربي لكن المشكلة التي تعترض هذه الخطوة المطلوبة والضرورية وبخاصة في هذه “الظروف العصيبة من تاريخ أمتنا العربية” هي أنّ هناك إرتباطاً محكماً لبعض الأشقاء الذين لهم كل التقدير والإحترام وأيضاً و”المحبة” مع هذه الإيران التي كانت ولا تزال تنظر للعرب وتتعامل معهم على أنهم أعداء تاريخيين وأنهم أسقطوا إمبراطوريتهم التاريخية التي كانت قد سيطرت على هذه المنطقة من اليونان عبر البحر الأبيض المتوسط وإلى ما وراء أفغانستان وصولاً إلى بعض المناطق الهندية.
ما علينا.. “وما لنا ومال التاريخ” فإن روح الله الخميني الذي أمضى سنوات طويلة في بلاد الرافدين العربية (العراق) كان فور عودته إلى إيران قد أعلن العداء للعرب والعروبة وبدأ الإستعداد لغزو المنطقة العربية المحاددة وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط وإنه لم يتردد في الإستعانة بإسرائيل “العدو الصهيوني” والحصول على أسلحة إسرائيلية وهذا ما أعلنه وقاله الرئيس الأيراني أول رئيس بعد إطاحة نظام الشاه محمد رضا بهلوي، أي أبو الحسن بني صدر الذي كان قد قال قبل أيام قليلة أنّ دونالد ترمب يتآمر مع ورثة الخميني على الشعب الإيراني.
إنّ المقصود في هذا هو أن وحدة دول الخليج العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، مطلوبة وضرورية وبخاصة في هذه المرحلة الخطيرة بالفعل وأنّ هذه الوحدة يجب أن تضم الجميع بمن فيهم لا بل في مقدمتهم الأشقاء القطريين الذين لهم كل التقدير والإحترام شعباً ودولة وقيادة لكن المشكلة “العويصة” بالفعل هي أنّ هناك إرتباطاً لهؤلاء الأشقاء بإيران وفي إطار يضم تركيا الـ “أردوغانية” ويضم أيضاً التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بكل تشكيلاته وفروعه وحركة “حماس” الفلسطينية وحقيقة أنّ هذه مسألة “عويصة” بالفعل وأن الإنفكاك عن هذا التحالف ليس سهلاً وأنه لا يمكن “وضع قدمٍ هنا.. وقدم هناك” وأنه ليس من السهولة إدارة الظهر لهذه الدولة الإيرانية التي من المعروف أنّ لها إمتدادت أمنية في العديد من الدول العربية.
إنّها مسألة في غاية الصعوبة إذ أنه ليس سهلاً، من جهة، على أي دولة خليجية أن لا تكون في أي إطارعربي خليجي ثم وأنه أكثر صعوبة أن تنسحب أي دولة خليجية من تحالفها وعلاقاتها مع دولة يدها طويلة بالفعل ولها إمتدادات ليست طائفية ومذهبية فقط في المشرق العربي بغالبية دوله القريبة والبعيدة والمعروف أنّ هذا التحالف الإيراني لا يقتصر على تركيا الأردوغانية والإخوان المسلمين وحركة “حماس” الفلسطينية فقط فهناك “الحشد الشعبي” في العراق وإلى جانبها تشكيلات متعددة موالية لإيران وهناك نظام بشار الأسد وتوابعه وهناك “حزب الله اللبناني” وهناك أيضاً “الحوثيون” في اليمن وهناك حركة “أمل” اللبنانية.. وهذا يعني أنّ أي تخل عن العلاقات مع دولة الولي الفقيه ستكون تداعياتها وخيمة إذْ أنه قد يكون من السهل الدخول في مثل هذا التحالف لكن من الصعب الخروج منه.. وهنا وعلى أي حال فإن ما يسعد أيّ عربي يطفح قلبه بالقيم العربية والإلتزام العروبي.. أن تتم خطوات دمج “تقارب” دول الخليج العربي ومن بينها بالطبع دولة قطر الشقيقة.. والعزيزة بالفعل.