بقلم: علي القحيص – الاتحاد
الشرق اليوم – مع بداية انتشار فيروس كورونا المستجد الذي تحول إلى وباء ثم إلى جائحة، واستسلام العالم كله لهذه الآفة الخطيرة والمثيرة للخوف، والتي هزته وشلت حركته تماماً وقلبت حياته رأساً على عقب.. ثارت الشكوك حول أصل الفيروس وتكوينه، وتم تبادل الاتهامات بين الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى من جانب وبين الصين من جانب آخر، حول مصدر الوباء الخطير. وبينما نفت بكين الاتهامات الأميركية لها بتخليقه الفيروس معملياً، واعتبرتها اتهامات ساذجة ومثيرة للسخرية والاستغراب حسب قولها، ظهرت أيضاً نظرية «الخفاش الليلي» باعتباره مصدر الفيروس ومنشأه!
وقد عقدت بعض الدول صفقات ضخمة مع دول أخرى لإجراء فحوصات فيروس كورونا لملايين الأشخاص، وذلك لمواجهة ومنع انتشار الفيروس الذي عجز الأطباء حتى الآن عن إيجاد مصل أو مضاد يحد من خطورته، حيث بدأ يفتك بآلاف البشر ولا أحد يعرف علاجه أو طريقةً للوقاية من شره أو أي وسيلة لإخماده في مهده.
ووسط هذه الاتهامات المتطايرة في كل اتجاه، يثور السؤال المهم: مَن نصدق؟ ومَن المستفيد من أزمة فيروس كورونا؟
مهما يكن فإن الدول الصناعية الكبرى، ووسط حالة الركود الاقتصادي العالمي الحالي، تتسابق لصنع الدواء وتحاول كسب صفقات إنتاجه وتسويقه، مما يثير السؤال الآخر: هل أصبحت قيمة الإنسان وحرمة حياته سلعة للاتجار والتربح، حتى يتم بيعها وشراؤها بهذه الطريقة الانتهازية، ومن خلال صفقات تجارية لصالح دول كبرى؟
هناك الآن دول كبرى تطالب بتعويض إبادة الأرمن بعد مرور أكثر من 100 عام على تلك الجريمة البشعة بحقهم، والتي كانت إبادة جماعية وتهجيراً جماعياً ضد شعب بكامله. فهل ننتظر أيضاً مئة عام أخرى كي يأتي مَن يقول إن بعض الدول الكبرى أنتجت وصنّعت وصدّرت وباء كورنا لأغراض ومصالح تخصها، كأن تقضي مثلا على آلاف الأشخاص من كبار السن والمتقدمين في العمر، حتى تتخلص من أعباء هذه الفئة العمرية التي توقف إنتاجهم وأصبحوا عبئاً على اقتصادات الدول؟!
نحن لا نعلم الغيب، والخالق وحده يعلم ذلك، لكننا نثير أسئلة مشروعة، في خضم هذا الصراع الدولي الذي دائماً ما يخلق للعالم حروباً ودماراً وخراباً، لكي يتقلص عدد الناس ويزيد حجم الاقتصاد.
علّق أحد كبار السن ممن لم يصبهم كورونا حتى الآن، مختزلاً كل ما حدث ويحدث في العالم المصاب بكورونا: «إن الدجاجة التي تنام على بيضها في موسم التفريخ، يبترون مقدمة منقارها حتى لا تكسر البيض تحتها أثنا التفقيس، وهي تتموضع فوقه، لحين تخرج الصواصي من تحتها سالمة بعد مرور 21 يوماً من النوم على البيض»!
والله من وراء القصد.