الرئيسية / دراسات وتقارير / لماذا يسعى ترامب لحل الأزمة الخليجية قبل رحيله بأيام؟

لماذا يسعى ترامب لحل الأزمة الخليجية قبل رحيله بأيام؟

الشرق اليوم- ليست المرة الأولى التي يدور الحديث فيها عن إمكانية حل أزمة الرباعي العربي مع قطر، لكنها المحاولة الأخيرة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في هذا الملف. 

ترامب الذي يغادر البيت الأبيض بعد أيام لخسارته الانتخابات الرئاسية، يسعى بشتى الطرق لإنجاز المصالحة، وذلك لقطع الطريق على الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وحتى يحسب الملف ضمن ما يعدها من نجاحات للتمهيد للانتخابات الرئاسية المقبلة 2024، التي يسعى لخوضها.

قضايا إقليمية ودولية

في إطار مساعي الرئيس ترامب لحل الأزمة، استقبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، جاريد كوشنر، أمس الأربعاء، حسبما نقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية

وبحث الطرفان القضايا الإقليمية والدولية لاسيما تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب مصادر مطلعة لـ” سبوتنيك”، فإنه من المفترض أن يزور كوشنر السعودية، ويسعى هذه المرة لحسم الخلاف وحله، خاصة في ظل التوترات الحاصلة مع إيران.

آراء الخبراء من البلدين متباينة حتى اللحظة، بين أن قطر وافقت على شروط الرباعي، وأن الدوحة لن تتصالح دون الاعتذار والحوار دون شروط، وهو ما يشير إلى احتمالية عدم نجاح مهمة كوشنر، في ظل تمسك الرباعي العربي بالشروط المعلنة في السابق.

ليست الأولى

زيارة كوشنر ليست الأولى بهذا الشأن، إلا أن العامل الجديد الذي طرأ على الساحة وهو خسارة ترامب للانتخابات، يطرح بعض التساؤلات بشأن دوافع ترامب لحل الأزمة ومدى نجاحه في ذلك هذه المرة.

من ناحيته، قال الكاتب السياسي السعودي، أحمد عوض:

إن عدد الأصوات التي حصل عليها الرئيس ترامب في انتخابات الرئاسة تجاوزت 73 مليون، وأن هذه القاعدة تدفع ترامب نحو عدم التخلي عنها.

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: أن ترامب يتكئ على الملف الاقتصادي بشكل قوي بعد نجاحه فيه، ويسابق الزمن ليجعل المُصالحة الخليجية آخر عمل يقوم به، ليُغلق الملفات في انتظار انتخابات 2024، التي يسعى ترامب جاهداً للتجهيز لها من الآن.

حليف استراتيجي

ويرى عوض أن دول الخليج حليف استراتيجي لأمريكا، والنجاح في ملف المصالحة يعني توحيد الجهود من أجل مواجهة مُحتملة قادمة مع القوى القادمة من الشرق. وحسب عوض، فإن الأزمة بدأت تتبلور من الناحية السياسية، وأن بعض بوادر حل الأزمة تبدو قريبة.

وشدد على أنه للسعودية ودول المقاطعة مطالب مُحقة، وأن الجانب القطري سيستجيب لها، إلا أن البعض في قطر ومنهم تيار إعلامي خفي ما زال يحاول إبقاء المقاطعة، حيث أنه يرى في الأزمة فرصة للبقاء في المشهد، مشيرا إلى اقتراب المصالحة بعد أن تُنفذ قطر ما هو مطلوبٌ منها.

من الجانب القطري، قال الدكتور علي الهيل، أستاذ العلوم السياسية، إن كل الرؤساء الأمريكيين دون استثناء تستيقظ ضمائرهم فقط عندما يخرجون من البيت الأبيض.

استيقاظ الضمير

وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: أن كارتر (الرئيس الأمريكي الأسبق) بعد خروجه من البيت الأبيض استيقظ ضميره وألف كتاباً أنصف فيه الفلسطينيين، وأن ترامب يكره أن يأخذ بايدن الخطوة لحل الأزمة الخليجية ويُنسب إليه الفضل.

ويشدد الهيل على أن المصالحة مع السعودية ممكنة بشرط الاعتذار ورفع الحصار، ثم الحوار غير المشروط. وفي تفصيل آخر يقول الهيل:

إن التصالح مع الإمارات مستحيل بالنسبة لقطر، والسعودية الآن معزولة عن الإمارات، وذلك يعود لتركيا وقطر وإدراك السعودية، بشأن ملف أنصار الله. 

وفيما قال الكاتب السعودي، مساعد الزياني: إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لحل الخلافات بين حلفائها من أجل توحيد صفهم في مواجهة إيران.

وفسر الزياني مساعي ترامب بإنهاء الأزمة حتى يحسب له النجاح في الملف قبل مغادرته البيت الأبيض، لدعم توجهه الجديد والترشح للانتخابات التالية. 

بوادر لحل الأزمة

وأوضح الزياني في حديثه لـ”سبوتنيك”، أن أي بوادر للحل تعني أن الدوحة وافقت على تفعيل الشروط، وأنه لا معلومات قاطعة بذلك، إلا أن الرباعي العربي لن يتراجع عن شروطه، وهو ما يفسر طبيعة التطورات الأخيرة.

وأشار إلى أن قطر سعت لحل الخلاف قبل تنظيمها لكأس العالم، خاصة أنها ستحتاج للتنسيق مع الدول الخليجية.

يذكر أن السعودية والإمارات ومصر والبحرين فرضت حظرا جويا وبحريا وبريا على قطر، منذ يونيو/ حزيران 2017، لاتهامها بالتقرّب من إيران ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، وهو أمر تنفيه الدوحة.

المصدر: سبوتنيك

شاهد أيضاً

هل انتهى محور الممانعة؟

الشرق اليوم– هل انتهى محور المقاومة والممانعة الإيراني؟ سؤال يصح طرحه بعد مرور أكثر من عام على …