بقلم: عبد المنعم إبراهيم – أخبار الخليج البحرينية
الشرق اليوم- المنطقة برمتها تغلي على مرجل نار.. ليست هادئة هذه المرة, فقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين الماضي بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استطلع الأسبوع الماضي آراء عدد من مستشاريه وكبار المسؤولين بشأن إمكانية التحرك في غضون أسابيع ضد موقع نووي إيراني, لكن هؤلاء المسؤولين الكبار أقنعوا الرئيس بعدم المضي قدمًا في شن ضربة عسكرية ضد طهران خوفًا من أن تؤدي إلى نزاع واسع النطاق, وترامب طرح هذا السؤال على معاونيه أثناء تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد بأن طهران تواصل تكديس اليورانيوم المخصب, وأن كمية اليورانيوم المنخفض التخصيب المتوافرة لديها الآن تجاوزت 12 ضعفًا الحد الذي يسمح به الاتفاق النووي, وأشارت الصحيفة إلى أن الموقع الذي كان ترامب يريد ضربه هو على الأرجح منشأة (نطنز) النووية الواقعة في وسط إيران.
من جهة أخرى قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «إن بلاده تحتفظ بالحق في تسليح نفسها بأسلحة نووية إذا لم يكن بالإمكان منع إيران من صنع تلك الأسلحة», وأضاف الجبير «أنه خيار بالتأكيد.. إذا أصبحت إيران قوة نووية فإن مزيدًا من الدول ستحذو حذوها».
إذن نحن أمام مواقف معقدة في المنطقة.. ذلك أن إيران مستمرة في تخصيب اليورانيوم لاستخدامه في صنع سلاح نووي.. بينما الرئيس الأمريكي ترامب يريد منع حدوث ذلك, حتى ولو استخدم الضربة العسكرية للمواقع الإيرانية النووية.. بينما مستشاروه يرفضون ذلك خوفًا من توسع دائرة الخطر في المنطقة.
إلام سيقود ذلك؟ إلى ضربة عسكرية أم مفاوضات (أمريكية – إيرانية) جديدة وإبرام صفقة مع طهران لإبطاء مساعيها في تخصيب اليورانيوم وامتلاك الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات؟.. وهل ستقبل طهران بعقد صفقة تقيد يدها في صناعة الأسلحة النووية؟
أعتقد أن طهران سترفض إبرام الصفقة مع الرئيس ترامب حاليًا, وتفضل إبرام الصفقة مع الرئيس الجديد (جو بايدن) الذي يُظهر مرونة أكثر في التعامل مع إيران, بل التحالف مع طهران ضد الدول العربية والخليجية مثلما فعل رئيسه السابق (باراك أوباما), وأبرم اتفاقا عام 2015 مع طهران وقدم إليها مليارات الدولارات ثمنًا لذلك الاتفاق المشؤوم.
السعودية قالت كلمتها بوضوح: «إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا فسوف نسعى نحن لامتلاك نفس السلاح النووي.. وهذا حق مشروع للدفاع عن الأمن الوطني السعودي».
التحركات السياسية والاجتماعات المتسارعة بين وزير الخارجية الأمريكي (بومبيو) وبين عدد من المسؤولين في دول المنطقة يؤكد أن هناك أمرًا ما سيحدث مع إيران.. ومرجل النار يغلي.