بقلم: محجوب فضل بدري – الانتباهة السودانية
الشرق اليوم- للمؤمِنِ عقلٌ يمنعه من أن يُخْدَع، وورعٌ يمنعه من أن يَخْدَع أو كما قال الفاروق رضى الله عنه، هكذا بدا لكل من تابع الدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس حركة العدل والمساواة، وهو يتحدث في أكثر مناسبة منذ أن انطلقت مفاوضات السلام في جوبا وحتى بعد عودته للخرطوم مع قادة الحركات الموقعة على الإتفاقية، فالرجل العاقل الوَرِع، الذي لا يخدع ولا يُخدع، يبدو واثق الخطى في مجابهة التحديات الماثلة والمقبلة، متفائل النظرة في إمكانية النهوض بالبلاد من وهدتها التي تردَّت فيها سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً، واضح البيان في إن أقامة العدل وإعادة اللحمة لنسيج المجتمع السوداني وتجاوز مرارات الماضي، هو السبيل الأوحد للحفاظ على عقد البلاد من الإنفراط، مثل (سِبحة في بُلاط) مثلما يقول أقلَّ الناس تشاؤماً!! يزيدهم في ذلك تلك الأصوات اللئيمة الناعقة بكل شؤم المجعجعة بكل لؤم، والصادرة عن عقول فارغة جدباء إلا من روح التشفي والانتقام و(فش الغبينة) والتعميم الظالم بتجريم كل (الجلابة) سكان الشمال النيلي ودمغهم بكل جريرة وجريمة (واقعة أو متوهمة) وتوعُّدهم بالويل والثبور وعظائم الأمور! الشئ الذي عبَّر عن رفضه د. جبريل بكل وضوح وصراحة وصرامة. وبطريقةِ لاتقبل اللبس والغموض، وبعيداً عن الإفراط في التفاؤل والتشاؤم، يقول الوجدان السليم بضرورة إعطاء الفرصة للسلام حتى يبدأ تنزيله على ارض الواقع، بل إنَّ ذلك يعد من أوجب واجبات هذه المرحلة الحرجة في تاريخ بلادنا، ولا يكون دعم السلام بالكلام، او بمجادلة اللئام، ولكن بالإيمان بالله، والثقة في النفس والعمل بإخلاص، والصبر على المكاره، وتجاوز المرارات، ونبذ الفرقة والشتات، وزيادة الانتاج، والخروج عن القوالب النمطية بثنائياتها السخيفة (ظالم ومظلوم، اسلامي وشيوعي، كوز وقحاطي) والبِيجَرِّب المُجَرَّب حصلت عليه الندامة، دعونا نبتهل إلى الله بأن يرعى بلادنا بعينه التي لاتنام، ويحيطنا بكنفه الذى لا يُرام، وان نشد الحزام، ونقلل سقط القول والكلام. عن النور والظلام.
قال برنارد شو (المتشائم هو من يرى الظلام وكل ماحوله نور، والمتفائل هو من يرى النور وكل ما حوله ظلام، وكلاهما في نظري غبي!!).