الشرق اليوم- أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن بدء مرحلة جديدة ستفضي إلى الإقرار بواقع وجود جمهورية شمال قبرص التركية في المنطقة والعالم.
وقال أردوغان، في كلمة ألقاها الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع للحكومة التركية: “أؤمن بأننا شرعنا في مرحلة ستفضي إلى الإقرار بواقع جمهورية شمال قبرص التركية بالمنطقة والعالم أجمع”.
وأضاف: “زيارتنا إلى منطقة مرعش (فاروشا) بشمال قبرص التركية تعكس إصرارنا على اتخاذ الخطوات اللازمة لإحياء المنطقة… من يرون زيارتنا إلى منطقة مرعش مجرد نزهة لم يستوعبوا رسائلنا”.
وتابع أردوغان: “بسبب تعنت قبرص الرومية واليونان، نحينا جانبا بعض القضايا لعدم جدوى الحديث فيها، وشمرنا عن سواعدنا لبناء مستقبل جديد في المنطقة”.
وأشار أردوغان إلى أهمية زيارته لقبرص التركية عقب إجرائها انتخابات رئاسية قبل نحو شهر، وشدد على أن الزيارة تحمل رسائل مهمة لكلا الطرفين، معربا عن بالغ شكره للقبارصة الأتراك على الاهتمام الكبير الذي حظي به.
ولفت إلى أن “بقاء منطقة مرعش مغلقة كل هذه السنوات، يعد مؤشرا على صدق وحسن نية الجانب القبرصي التركي، إلا أن الإدارة الرومية لم تظهر نفس النوايا طوال الفترة الماضية”.
وأوضح أنه تم خلال 15 يوما من افتتاح منتجع مرعش إنشاء الكثير من المرافق الأساسية في المنطقة، من طرقات ومسارات خاصة للدراجات الهوائية، وإصلاح الأرصفة وافتتاح حدائق للأطفال والمحلات.
وبين: “من يجهل القضية القبرصية، ولا يدرك مدى الأهمية الاستراتيجية لإعادة فتح منطقة مرعش، ولم يفهم الرسائل من زيارتنا، فمن الطبيعي أن ينظر إلى زيارتنا إلى مرعش على أنها مجرد نزهة فقط”.
وقد زار الرئيس التركي يوم 15 نوفمبر منتجع فاروشا السياحي (مرعش باللغة التركية) المعروف بلقب “مدينة الأشباح”، الواقع في الشطر الشمالي لشبه جزيرة قبرص، وسط معارضة قاطعة من قبل نيقوسيا.
ويمثل فاروشا أحد رموز انقسام قبرص، وبعد عقود من الإهمال، أعيد في أوائل أكتوبر 2020 فتح شاطئ في المنتجع الساحلي القبرصي اليوناني الواقع على مشارف مدينة فاماغوستا، علما أنه كان قبل 46 عاما وجهة للسياح الذين كانوا يقصدونها للاستمتاع بمياهها الصافية وأمسياتها الصاخبة.
ومنذ العام 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسامها لشطرين، وهما جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة من طرف واحد والتي تقطنها أغلبية تركية، وجمهورية قبرص المعترف بها دوليا والتي تقطنها أغلبية يونانية.
وتعثرت العملية السياسية بين شطري قبرص منذ انهيار المحادثات التي دعمتها الأمم المتحدة في منتجع كرانس مونتانا السويسري، في يوليو 2017.
المصدر: الأناضول