بقلم: لي شيوي هانغ – البيان
الشرق اليوم- عقد الحزب الشيوعي الصيني، في الفترة ما بين 26 و29 أكتوبر المنصرم، اجتماعاً مهماً للغاية، وهي الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، وراجعت الجلسة وصادقت على المقترحات المتعلقة بصيانة الخطة الخمسية الرابعة عشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية، والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035.
وأي سياسة كبرى تتعلق بتنمية الوطن والمجتمع، ويصدرها الحزب الشيوعي الصيني بشكل رسمي، يجب أن تمر أولاً ببحث وإقرار جماعيين من طرف الجلسة الكاملة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، التي يشارك فيها ما يقرب من 400 عضو، وذلك لضمان علمية القرارات السياسية.
ما مدلول «الخطة الخمسية»؟
«الخطة الخمسية»، هي خطة مرحلية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تصوغها الحكومة الصينية، على أساس دورة من خمس سنوات، وابتداء من صياغة «الخطة الخمسية» الأولى في عام 1953، أكملت الصين حتى اليوم 13 خطة خمسية، عملت على دفع تنمية الدولة بشكل مستقر ومنتظم. وتعد «الخطة الخمسية»، طريقة مهمة يمارس الحزب الشيوعي الصيني من خلالها الحكم والإدارة، وهي تجربة مهمة، لتحقيق التنمية المستدامة في الصين.
لننظر إلى ما تحقق من إنجازات في السنوات الخمس الأخيرة، انطلاقاً من معطيات وبيانات «الخطة الخمسية الثالثة عشرة»، التي باتت على وشك الاكتمال، وهذه المعطيات تظهر لنا ما يلي:
اخترق الناتج المحلي الإجمالي في الصين في عام 2020، حاجز 100 تريليون يوان.
تخلص 55.75 مليون من سكان القرى والأرياف من الفقر.
واصل إنتاج الصين من الغذاء نموه بشكل مستقر، على مدى 5 سنوات، بما يزيد على 650 مليار كلغ.
توفير التشغيل في المدينة والريف لأكثر من 60 مليون إنسان.
تم بناء أكبر منظومة ضمان اجتماعي في العالم، وغطى التأمين الطبي الأساسي، أكثر من 1.3 مليار نسمة، وتمت تغطية ما يقرب من 1 مليار نسمة بتأمين التقاعد الأساسي.
ما الأهداف التي ترمي «الخطة الخمسية الرابعة عشرة» إلى تحقيقها؟
تحولت الصين عشية اكتمال «الخطة الخمسية الثالثة عشرة»، إلى مرحلة التنمية عالية الجودة، فوضعية التحسن طويل الأمد للاقتصاد الصيني، تتوطد أكثر فأكثر.
وترى الصين أن السلام والتنمية، هما عنوان العصر اليوم، فالموجة الجديدة للثورة العلمية والتكنولوجية والصناعية، تتطور بشكل أعمق، والتنمية تبقى المهمة الأولى الملقاة على عاتق الحكومة الصينية. وعليه، لم يكن مفاجئاً بحث الجلسة الشاملة التي عقدت مؤخراً لمواضيع الخطة الخمسية الرابعة عشرة، والأهداف بعيدة المدى حتى عام 2035.
فما الجوانب التي انطلقت منها الجلسة الشاملة لاقتراح أهداف الخطة الخمسية الرابعة عشرة؟
يمكن تلخيص هذه الجواب في «ستة إنجازات جديدة»، وهي:
أولاً، تحقيق نتائج جديدة في مجال التنمية الاقتصادية. ثانياً، قطع خطوات جديدة في مجال الإصلاح والانفتاح. ثالثاً، تحقيق رقي جديد على مستوى الحضارة الاجتماعية. رابعاً، تحقيق تقدم جديد في البناء الإيكولوجي والحضاري. خامساً، الوصول إلى مستوى جديد في معيشة ورفاه الشعب. وسادساً، تحقيق رقي جديد في إدارة البلاد.
وبوجود هذه التوجيهات الكلية لوثيقة «الخطة الخمسية الرابعة عشرة» الصلبة، أطلقت الصين بسرعة، وبتضافر الجهود والآراء، برنامجاً محدداً لصياغة الخطة الخمسية.
فقد أطلقت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، ابتداء من 9 نوفمبر، على موقعها الرسمي، منصة ستعمل لأسبوعين، وعلى نطاق واسع، على جمع الآراء والمقترحات، لوضع برنامج «الخطة الخمسية الرابعة عشرة»، وستُرفع المسودة التي ستتبلور عن ذلك إلى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لمراجعتها والمصادقة عليها.
وقد ظل «جمع وأخذ آراء المواطنين»، سلاحاً سحرياً، اعتمده الحزب الشيوعي الصيني، في ممارسة الحكم والنهوض بالدولة.
كيف ستكون الصين بعد 15 عاماً من الآن؟
يمثل العام القادم، عاماً مهماً، ستحقق فيه الصين أهداف المئوية الأولى من المئويتين، وتلج المئوية الثانية لأهداف الكفاح، وعلى هذه الخلفية، جاء بحث الجلسة الشاملة للجنة المركزية للأهداف التنموية بعيدة المدى، حتى عام 2035 في الصين، والتي تتمحور أساساً حول النواحي الثمانية التالية:
– تحقيق اختراق كبير في التكنولوجيا الجوهرية الأساسية، وولوج قائمة الدول الأوائل في مجال الإبداع.
– تحقيق التصنيع الجديد والمعلوماتية والتحضر وتحديث الزراعة بشكل أساسي.
– تحقيق التحديث الأساسي في منظومة إدارة الدولة والقدرة الإدارية.
– بلوغ علو جديد في مستوى المواطنين والحضارة الاجتماعية، وارتفاع القوة الناعمة الثقافية للبلاد بشكل ملحوظ.
– بلورة طرق إنتاجية ومعيشية صديقة للبيئة، وتحقيق أهداف بناء الصين الجميلة بشكل أساسي.
– تشكيل نمط جديد للانفتاح للخارج.
– بلوغ مستوى إجمالي الناتج المحلي إلى مستوى الدول المتقدمة المتوسطة، وتقليص الهوة في التنمية، ومستوى معيشة السكان بين المناطق الحضرية والريفية.
– جعل معيشة المواطنين أحسن وأفضل، وتحقيق تقدم جوهري بارز في التطوير الشامل للأفراد، والرفاه المشترك لكافة أطياف الشعب.
وبجملة واحدة، ستصبح الصين دولة اشتراكية حديثة بشكل أساسي في عام 2035.
تنمية الصين فرصة للعالم
توفر تنمية الصين فرصاً وقوة دفع لا تنقطع لتنمية وازدهار العالم، خلال مسار النهضة العظيمة للأمة الصينية، فتجاوزت مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي 30 % حالياً، وستقدم الصين للعالم مساهمة أكبر في المستقبل.
أما الإمارات، فهي الدولة الشرق أوسطية التي يربطها بالصين تعاون هو الأعمق والأوسع مجالاً، والذي يحقق أكثر الثمار فاعلية، وتعيش العلاقات بين البلدين، أفضل فتراتها في التاريخ.
وقد وضع البلدان استراتيجيات تنموية بعيدة الأمد، وهو ما يوفر فضاء رحباً ولا حدود له، لتعاون الجانبين، تعاوناً طويل الأمد، ينعكس بنفع متبادل، ويحقق تنمية تضمن فوزاً مشتركاً. فلنعزز الثقة بالنفس، ونوسع التعاون، ونعمل يداً بيد، لخلق مستقبل أجمل.