الرئيسية / مقالات رأي / ترامب أصبح عبئًا على السياسة الدولية

ترامب أصبح عبئًا على السياسة الدولية

بقلم: محمد إبراهيم بسيوني – المصري اليوم

الشرق اليوم- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصبح عبئًا على السياسة الدولية وعبئا على أكثر من نصف الشعب الأمريكي. فقد كان غريباً على السياسة الأمريكية التقليدية، بل على العالم كله. فقد تصرف كبلطجي أو رئيس عصابة ذى مزاجية متطيرة، تبوأ منصب رئاسة دولة عظمى مثل أمريكا وعلى حين غفلة. قام ترامب بشق الشعب الأمريكي بإثارة النعرة العنصرية بين البيض والملونين، إضافة إلى تعامله الخاطئ مع جائحة الكورونا، ضارباً بتعاليم الخبراء من العلماء والأطباء عرض الحائط، حيث بلغت نسبة الوفيات والإصابات في أمريكا الأعلى في العالم، إلى أن أصيب هو نفسه بهذا الداء وأدخل المستشفى. كذلك حربه على الإعلام الأمريكي والعالمي واتهامه بتزييف الأخبار عنه.

فى خلال رئاسته لأمريكا كان قد عمل على تصعيد التوتر ليس فى أمريكا وحدها، بل فى العالم. فقد خرج ترامب على الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، والمعاهدات الدولية بشكل فظ وفج بدون سابقة، وكان فى حالة توتر وتشنج حتى مع العديد من أفراد طاقمه الإدارى فى البيت الأبيض فكسب عداءهم. كان فوز ترامب عام 2016 نتيجة رد فعل اليمين الأمريكى الأبيض المتطرف على فوز أوباما عام 2008، وهو من أصول إفريقية، والذى قام بإجراءات تقدمية داخلية وخارجية، مثل الخدمات الصحية، والتقارب مع كوبا… إلخ، وهذه الإجراءات استفزت اليمين المتطرف. فكان ترامب مصاباً بعقدة نفسية وحقدا أعمى ضد سلفه الرئيس باراك أوباما بدافع عنصرية، لذا فأول عمل قام به عند تسلمه الرئاسة هو إلغاء نظام الخدمات الصحية الذى أسسه أوباما والذى سُمِّى باسمه (Obama healthcare)، والذى كان يفيد كل الشعب الأمريكى خاصة الفقراء منهم، الذين يشكلون نحو 40 مليون مواطن أمريكى دون خط الفقر، وفق مقاييس أمريكا. أما فى علاقاته الدولية، فرغم أنه وعد بأن يجعل أمريكا عظيمة وذات هيبة، بينما جعلها دولة فى مواجهة أغلب دول العالم، وحتى ضد حلفاء أمريكا مثل دول الناتو، والوحدة الأوروبية. وأخرج أمريكا من اتفاق باريس بشأن البيئة والتغير المناخى لعام 2015، علماً بأن أمريكا التى يمثل شعبها نحو 4.3% من سكان العالم، تساهم بنحو 30% فى تلويث البيئة. كما أعلن حرباً على منظمة الصحة العالمية (WHO)، وقاطعها وحرمها من المساعدات المالية التى كانت تقدر بنحو 400 مليون دولار سنوياً، لأن رئيس المنظمة تبنى موقف الحياد، ورفض الإذعان له فى إلقاء اللوم على الصين الشعبية وتحميلها مسؤولية جائحة كورونا. ومن المتوقع أن الرئيس المنتخب بايدن سيلغى هذه الإجراءات الخاطئة. أما عن انحيازه لإسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فحدث ولا حرج، إذ كان ترامب أداة طيعة بيد نتنياهو، حيث قطع الدعم المالى عن الحكومة الفلسطينية، واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة أمريكا إليها، وبادر بما سمى صفقة القرن لتنفيذ سياسة التطبيع مع إسرائيل فى دول المنطقة. وألغى الاتفاقية النووية مع إيران من جانب واحد، الأمر الذى أدى إلى تصعيد العداء بين أمريكا وإيران، وساهم فى تصعيد التوتر بين دول منطقة الشرق الأوسط. قائمة تصرفات ترامب طويلة إلى حد أن راح بعض الخبراء يتنبأون بأن أمريكا على وشك الانهيار بسبب تصرفاته الرعناء، وكأن أمريكا من الدول الديكتاتورية المبنية على كاهل شخص واحد، وليست دولة مؤسسات ذات نظام ديمقراطى عريق.

وأخيراً، قال الشعب الأمريكى كلمته، فقد أزاحه بالانتخابات الأخيرة، ولم يسمح له بتجديد رئاسته لأربع سنوات أخرى. ولكن رغم ذلك يبقى تأثيره السلبى على الشعب الأمريكى إلى أمد غير معلوم، لأنه مع كل سلبياته فهو مازال يتمتع بشعبية واسعة، حيث صوَّت له نحو 70 مليون ناخب من مجموع 160 مليونًا ساهموا فى التصويت، وهذا رقم لا يستهان به.

شاهد أيضاً

أوكرانيا

العربية- عبدالمنعم سعيد الشرق اليوم– فى العادة فإن الاستدلال عن سياسات إدارة جديدة يأتى من …