بقلم: حازم قشوع – الدستور الأردنية
الشرق اليوم– يقوم الأمين العام للدولة الأمريكية مارك بامبيو بجولة مهمة للمنطقة يجوب خلالها عدة عواصم في الشرق المتوسط حيث يتوقع أن تسفر هذه الجولة عن توجيه ضربات عسكرية محتملة لإيران من أجل زيادة حجم الضغوط على بيت القرار الأمريكي للوصول به للمحكمة الدستورية والتي يتمتع بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بصوت الأغلبية في حالة رفع دعوة قضائية وتم قبولها شكلا حول دستورية عملية التصويت في البريد التي تم اعتمادها في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
الرئيس الامريكي الذي قام بتغييرات غير معهودة في التوقيت قبل تسليم السلطة في يناير القادم، عندما قام بتغيير وزيز الدفاع مايك اسبر الذي رفض استخدام الجيش اثناء المظاهرات وحل مكانه مدير المركز الوطني لمكافحة الارهاب كرستوفر ميلر المؤيد لتوجيه ضربة ضد ايران، يريد من وراء ذلك احراج الكونجرس الذي من المفترض اقراره لهذه الضربات خلال اربعين يوما، وعندها لن يكون بمقدور الكونجرس الا التاييد طالما كان هنالك قتال في ساحات المعركة للجيش الامريكي، وهذا ما سيحرج الكونجرس الذي لن يكون امامه سوى خيار الموافقة حفاظا على الامن القومي الامريكي.
اذن الرئيس الامريكي يسعى لايجاد حالة من الفوضى الداخلية ومعركة عسكرية في المنطقة لاشاعة مناخات الفوضى، بعد ما بات معروفا ان دونالت ترامب مطالب قضائيا نتيجة التهرب الضريبي ومعاملات التزييف البنكي اضافة لغيرها من القضايا وهو لا يمتلك صلاحية العفو عن شخصه وان كان يمتلك صلاحية العفو الرئاسي عن اي مواطن امريكي سواه، وهذا ما يزيد من الامور المعقدة تعقيدا كما اقتربنا من موعد تسليم السلطة للرئيس المنتخب في العشرين من يناير القادم.
من على هذه الارضية فان المنطقة ينتظر ان تدخل في اجواء عاصفة نتيجة اشتداد الضغوط على بيت القرار في واشنطن وحالة التباين السياسي السائدة بين المعسكرين الديموقراطي والجمهوري والتي وصلت لحد التضاد الايدولوجي كما في النهج السياسي والنظرة العامة، فهل يدخل ترامب المنطقة بدوامة عنف اخرى، ام يتدخل اهل الحكمة والراي لثنيه عن ادخال المنطقة في مغامرة غير محسوبة النتائج وقد تحمل نتائج كارثية اذا لم تحقق اهدافها، ومغادرة الجيش الامريكي المنطقة ومغادرة ترامب البيت الابيض فستبقى المنطقة في حينها تدور في ازمة تتصاعد عبرها مناخات العنف وتستشري عبرها اجواء التطرف وتصبح المنطقة تقع في علامة المنطقة غير امنة وغير مستقرة.
وهذا ما بحاجة الى حكمة في التصرف في التعاطي مع الامور وخياراتها والتي تبدو انها باتت صعبة ومعقدة إن لم تكن خطيرة، لان هنالك مصلحة للبعض باشعال فتيل الحرب، وهذا ما ينذر بان ناقوس الخطر قادم ان لم يسارع بيت القرار الاممي على حسن استدراكه.