BY: Simon Tisdale
الشرق اليوم- قالت صحيفة غارديان (The Guardian) البريطانية: إنه كلما طال أمد الجدل الذي يخيّم على العاصمة الأمريكية واشنطن بشأن مآل الانتخابات الرئاسية، زادت الأضرار الجانبية التي تلحق بسمعة أمريكا عالميا، وبدول وشعوب بائسة الحظ تعتمد على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين لرفع راية الديمقراطية والحرية.
وذكرت الصحيفة: أن الرئيس ترامب من خلال تشكيكه في شرعية الانتخابات يرعى ويرسل تعليماته للمارقين المناهضين للديمقراطية في العالم، حيث بات القادة المستبدون والقوميون المتطرفون والشعبويون اليمينيون يشعرون بالراحة إزاء ما يتصورون أنه “انهيار عصبي” ديمقراطي تتعرض له أمريكا.
وتضيف: أنه لا يتم إيلاء اهتمام كاف لكيفية تأثير “الفوضى الدستورية” في واشنطن على نفوذ أمريكا ومكانتها القيادية، وللأخطار التي قد تنجم عن خطوات قد يقدم عليها ترامب في اللحظات الأخيرة، مثل إجراءات عقابية أحادية الجانب ضد دول مثل إيران أو فنزويلا.
خطوات متسارعة
ففي منطقة الشرق الأوسط، سرّعت حكومة رئيس الوزراء اليميني، بنيامين نتنياهو، في الأيام الأخيرة من وتيرة الاستيطان وهدم مساكن الفلسطينيين بالضفة الغربية، تمهيدا ربما لضم غور الأردن إلى السيادة الإسرائيلية، وهي خطة يدعمها ترامب من حيث المبدأ.
فقد منح الرئيس الأمريكي، من خلال خطته “غير المتوازنة” للسلام، نتنياهو تفويضا مطلقا لتوسيع المستوطنات والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.
في المقابل، وعد الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، بإحياء حل الدولتين، لكن فيما يحتدم الصراع بين الطرفين على السلطة بواشنطن، يحذر محللون من أن القيادة الإسرائيلية ستستمر بشكل تعسفي في خلق “حقائق جديدة على الأرض” بمباركة ترامب.
وفي أفريقيا -بينما كان الأمريكيون منهمكين في فرز وتدقيق عدد الأصوات- كان القرويون بمقاطعة كابو ديلغادو في موزمبيق يحصون قتلاهم بعد أن قطع متطرفون تابعون لداعش رؤوس أكثر من 50 شخصا.
وقد تسبب تصعيد هؤلاء المتطرفين لتمردهم في هذه المقاطعة ذات الأغلبية المسلمة والغنية بالموارد في نزوح ما يقرب من 450 ألف شخص وقتل ما يصل إلى ألفين، وقد ناشدت الحكومة الموزمبيقية الدول الغربية للتدخل والمساعدة مؤكدة أنها غير قادرة على مواجهة الوضع.
وتؤكد الصحيفة أن ترامب “الأبله” الذي ادعى زورا العام الماضي أنه “هزم خلافة داعش مائة بالمائة” يعتقد أن الأمر قد انتهى، كما لم يظهر أي اهتمام يذكر بالدول الأفريقية التي وصفها يوما بـ “دول القذارة”.
في المقابل، تعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بمواصلة القتال ضد تنظيم الدولة، لكن من غير الواضح -بحسب الصحيفة- ما إذا كان على استعداد للتطلع إلى ما وراء سوريا والعراق وتوسيع مشاركة بلاده في دحر التنظيمات المتطرفة بمعاقلها الجديدة، في الحدود الموزمبيقية التنزانية وفي الساحل وغرب أفريقيا.
معترك آخر للشلل الأمريكي الراهن الذي تسبب في إزهاق أرواح المدنيين العزل، هو أفغانستان حيث زعم ترامب أن الحرب في طريقها للانتهاء بينما هي حاليا في تصاعد مستمر.
هونغ كونغ
أما في هونغ كونغ فقد استغلت الصين ظروف الغموض في واشنطن للقيام بخطوة “انتهازية” الأسبوع الماضي لإضعاف المجلس التشريعي من خلال طرد قادة المعارضة، وهو ما شكل “تحذيرا قويا” للديمقراطيين والجمهوريين الأمريكيين على حد سواء أن بكين لن تتسامح مع الأفكار الديمقراطية والانفتاح وحرية التعبير هناك أو في أي مكان آخر.
ويبدو أن قادة الصين -تضيف الصحيفة- قد قدروا بشكل صحيح أن الولايات المتحدة كانت مشتتة للغاية بسبب “الدراما الرئاسية” لدرجة أنها لن تكون قادرة على الرد بأي طريقة ذات معنى.
وتؤكد أن لدى شعب تايوان أيضا أسبابا حقيقية للقلق، كون هذه الجزيرة “المتمردة” هي التالية على قائمة رغبات إعادة التوحيد التي وضعها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ولا أحد يضمن تدخلا أميركيا كفيلا بحماية الجزيرة إن قرر الصينيون التحرك في هذا الإطار.
أما روسيا فلاديمير بوتين فقد باتت -مثل الصين- “تستمتع” بلا شك بحالة الارتباك التي تعيشها الولايات المتحدة، حيث إنها تحاول الاستفادة قدر الإمكان من الوضع الراهن، كما فعلت وشركاؤها الأتراك الأسبوع الماضي من خلال فرض “اتفاق سلام” وضع حدا للحرب المستمرة منذ أسابيع بين أرمينيا وأذربيجان في ناغورني قره باغ.
ترجمة: الجزيرة