الرئيسية / مقالات رأي / ألهذا استيقظت الـ “بوليساريو “؟

ألهذا استيقظت الـ “بوليساريو “؟

بقلم: صالح القلاب – صحيفة إيلاف

الشرق اليوم– ليس “مصادفة” أنْ تتخلّى جبهة الـ “بوليساريو” عن وقف إطلاق النار مع المملكة المغربية الذي إستمر لثلاثين عاماً، وجاءت شرارة إستئناف هذا الإقتتال في منطقة “الكركرات” التي من المفترض أنها منطقة حدودية عازلة، وهنا فإنّ ما يثير التساؤلات هو إلتهاب هذه الجبهة بعد كل هذه السنوات الطويلة وذلك في الوقت الذي إلتهبت فيه جبهة “أثيوبيا” وحيث أدت النزاعات العرقية والقبلية في “تيغراي” الأثيوبية إلى إقتتال عنصري تأثرت به بعض الدول المجاورة نظراً لأنّ نحو ثلاثة ملايين مواطن قد نزحوا من بلادهم إلى الدول المجاورة العربية والبعيدة.

وهنا فإنّ هناك من يعتقد لا بل يؤكد على أنه ليس “عفويا” أن تلتهب هذه الدول الإفريقية وفي المناطق المطلة على البحر الأحمر والمطلة على “الأطلسي” في الوقت الذي أدى فيه التدخل التركي، تدخل رجب طيب أردوغان في ليبيا وهذا في الوقت الذي أقحم فيه الإخوان المسلمون بقيادة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة “الإخوانية” تونس في صراع إنْ لم يجر “تبريده” قبل تفاقمه فإنّ هذا البلد الجميل حقاًّ سيتحول إلى ساحة إقتتال مدمر قد يمتد إلى سنوات طويلة.

والسؤال هنا هو: هل يا ترى إنّ كل هذا الذي يجري في الوطن العربي (المنطقة العربية) عفوياًّ وأن تقحم سوريا “القطر العربي السوري” في هذا الإقتتال الذي من الواضح والمؤكد أن نهايته ليست قريبة، وحقيقة أن هذا ينطبق على العراق وعلى لبنان وأيضاً على اليمن الذي لم يعد سعيداً بعدما إرتفعت فيه هذه “النبتة” الشيطانية التي إسمها “الحوثيّون” التي زرعها في هذا البلد العربي الجميل “الولي الفقيه” الإيراني ومعه الذين يحكمون “قطر” والذين أداروا ظهورهم للعرب والعروبة وأيضاً لدول الخليج العربي!!.

وهكذا فإنّ الكل يعرف، القريب والبعيد إنّ هذه الـ “إيران” التي كنا قد زغردنا لها في فبراير (شباط) عام 1979 عندما أسقط “آية الله الخميني” العائد من غربة طويلة أخذته إلى فرنسا بعد إقامة في العراق إمتدت لأكثر من ثلاثة عشر عاماً وحيث أنه ما أنْ عاد بعد كل هذه السنوات الطويلة إلى بلده حتى إستدار نحو بلاد الرافدين فكانت حرب الثمانية أعوام الدامية التي إنتصر فيها العراقيون وكانت مكافأتهم أن أسقط نظام صدام حسين الأميركيون ، وهذه مسألة كانت واجبة وضرورية، لو أنهم لم يسلموا هذا البلد العربي إلى الدولة الإيرانية (الخمينية) تسليم اليد فأصبحت الأمور على ما هي عليه الآن.. ومع التأكيد على أنّ ما يقوم به رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من إنفتاح متبادل على المملكة العربية السعودية سيخرج “الغرباء” الإيرانيين من هذا البلد العربي الذي لا يمكن أن يكون إلا عربياًّ وكما بقيت عليه منذ سنوات متلاحقة باتت بعيدة. إنّ هذا هو واقع الحال بالنسبة للوطن العربي الذي من المؤكد والمعروف أنّ تراب ورمل هضابه وجباله ومروجه أيضاً مجبولة بدماء الشهداء وأنه عارٌ وعيب أن يفعل أردوغان كل هذا الذي يفعله في سوريا وفي كردستان العراقية وأيضاً في ليبيا وأن يكون هناك كل هذا التمدد “الفارسي” العسكري و”الميليشياوي” والإستخباري والمذهبي في أربع من الدول العربية هي بلاد الرافدين وسوريا ولبنان واليمن الذي لم يعد سعيداً ثم وفوق كل هذا كله فإن جماعة البوليساريو قد إستيقظت بعد ثلاثين عاماً لتشغل المملكة المغربية التي لديها إنشغالات كثيرة بتوفير متطلبات شعبها الذي يستحق أنْ يوفر له نظامه الملكي كل ما يتطلبه وما يحتاجه.

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …