الشرق اليوم- تعرضت العاصمة الإرترية أسمرة، مساء السبت، إلى هجمات صاروخية إنطلاقا من منطقة تيغراي الأثيوبية، التي تخوض صراعا مع الحكومة الفدرالية، لما نقلته فرانس برس عن دبلوماسيين مقيمين في أديس أبابا.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي قوله “التقارير التي نتلقاها تشير إلى سقوط صواريخ عدة قرب المطار” في أسمرة، في أحدث مؤشر على انتشار النزاع الإثيوبي إلى خارج حدود البلد.
وأدت الهجمات إلى تعزيز المخاوف من اتساع نطاق الصراع وزعزعة منطقة القرن الأفريقي.
ولم يتضح على الفور عدد الصواريخ التي تم إطلاقها، ومن أين تم إطلاقها في تيغراي، وما إذا كانت قد أصابت أهدافها أو الأضرار التي ألحقتها.
ولكن غيتاشيو ريدا العضو البارز في جبهة تحرير شعب تيغراي، كان قد هدد في وقت سابق، السبت، بشن “هجمات صاروخية” انتقامية على أسمرة ومدينة مصوع الإريترية.
وقال ريدا “ألحقنا مساء الأمس (الجمعة) أضرارا كبيرة بالمكونات العسكرية لمطاري قوندر وبحر دار”، في إشارة إلى مطارين في منطقة قريبة ضمن إثيوبيا.
وأضاف “سنشن هجمات صاروخية لإحباط أي تحرّكات عسكرية في مصوع وأسمرة” في إشارة إلى مدينتين في إريتريا.
ومن مقره في باريس، نقل راديو إيرينا المتعاطف مع المعارضة الإريترية عن سكان في أسمرة إبلاغهم عن “أربعة انفجارات” بالمدينة.
ولم يصدر رد فوري من إريتريا أو الجبهة الشعبية لتحرير تيغري، وهما عدوان لدودان.
جاءت الضربات في إريتريا في نفس اليوم الذي أعلن فيه الحزب الحاكم في تيغراي، جبهة تحرير تيغراي الشعبية، عن هجمات صاروخية على مطارين في منطقة منفصلة بإثيوبيا.
وكانت أنباء سابقة قد أفادت وقوع هجوم صاروخي على مدينتين في منطقة أمهرة الإثيوبية المجاورة لتيغراي، وسقطت الصواريخ في محيط مطاري مدينتي بحر دار، عاصمة أمهرة الواقعة على مسافة 200 كيلومتر من حدود تيغراي، وقوندر التي تبعد 100 كيلومتر إلى الشمال، وفق خلية الأزمة في الحكومة.
ويسود استياء كبير خاصة في صفوف عرقيتي أورومو وأمهرة، الأكبر في البلاد، تجاه “جبهة تحرير شعب تيغراي” التي كانت تتمتع بسلطة واسعة طوال نحو ثلاثة عقود سيطرت خلالها على المؤسسات السياسية والأمنية في إثيوبيا.
وبعدما همشها تدريجيا أبيي أحمد المنتمي إلى عرقية أورومو منذ أصبح رئيسا للوزراء عام 2018، إثر احتجاجات شعبية، بدأت “جبهة تحرير شعب تيغراي” منذ أشهر بتحدي الحكومة المركزية. ومن بين أبرز مظاهر التحدي كان تنظيم انتخابات في منطقة تيغراي اعتبرتها أديس أبابا “غير شرعية”.
وتسبب صراع تيغراي في مآس إنسانية كبيرة إذ تم تشريد آلاف من بيوتهم، فيما فر آخرون إلى السودان المجاور.
والسبت، عبر إثيوبيون فارون من تيغراي نهرا حدوديا إلى السودان بعضهم في قوارب وبعضهم عن طريق السباحة أو الخوض في المياه.
المصدر: رويترز