الرئيسية / الرئيسية / تقرير: التحديات اللوجستية التي تواجه نقل وتوزيع لقاحات كوفيد – 19

تقرير: التحديات اللوجستية التي تواجه نقل وتوزيع لقاحات كوفيد – 19

الشرق اليوم- سيتحتم على الدول إعادة النظر في الدروس المستفادة وتركيز اهتمامها على مستقبل إنهاء فوبيا مرض كورونا فالعقبة التالية بالنسبة للحكومات أصبحت واضحة بالفعل، وتتمثل في نقل وتخزين وتوزيع لقاحات كوفيد – 19 حول العالم.

قد تكون الولايات المتحدة البلد الأول في إطلاق واحدة من أهم عمليات التلقيح في تاريخ البشرية، مع توزيع 600 مليون جرعة من لقاح كوفيد – 19 خلال بضعة أشهر. وليست حملات التلقيح الضخمة بالأمر الجديد، إذ تم القيام بها لعقود لمكافحة الأنفلونزا أو مرض الحصبة مثلا.

لكن التلقيح ضد مرض فايروس كورونا المستجد يعد تحديا جديدا بحد ذاته بسبب ثلاثة عوامل هي الوقت الضيق لتلقيح عدد ضخم من الأشخاص، وضرورة التلقيح باستخدام جرعتين ودرجات الحرارة المنخفضة جدا التي يجب تخزين كميات اللقاح فيها.

مهمة لوجستية معقدة

تؤكد المواصفات الطبية للقاح كوفيد – 19 أنه شديد الحساسية للحرارة وأنه يحتاج إلى فترة، ولذلك فإن بناء شبكة نقل وتوزيع سريعة سيكون الحل الأمثل من أجل ربح الوقت وحتى لا يحصل أي خلل في عمليات الإمداد.

ويقول المختصون إن بناء شبكة شراكة بين القطاعين العام والخاص وتحديد وضمان الوصول إلى البنية التحتية اللوجيستية المادية المطلوبة وإنشاء شفافية سلسلة التوريد المدعومة بتكنولوجيا المعلومات وإنشاء الهياكل التنظيمية وتخصيص الموارد لإضفاء الطابع المؤسسي وتنسيق إدارة الاستجابة، جميعها حلول للتغلب على أي تحديات محتملة.

واللقاح الذي طورته مجموعتا فايزر الأميركية العملاقة وبايونتيك الألمانية وسيصبح أول لقاح مرخص له في الولايات المتحدة، يجب أن يحفظ في 94 درجة تحت الصفر على مقياس فهرنهايت (70 درجة مئوية تحت الصفر) في حين أن لقاح الأنفلونزا يمكن حفظه في الثلاجة.

ولقاحات فايزر التي ستوزع في الولايات المتحدة ستأتي من أكبر مصانعها للإنتاج في كالامازو بميشيغان، وشحن اللقاحات سيكون عملية منظمة بدقة بين الحاويات والشاحنات والطائرات.

وسيتم ملء حاويات الشحن الحرارية بثلج جاف و975 قارورة لقاح تحتوي كل واحدة منها على خمس جرعات لإجمالي 4875 جرعة.

وكما أعلنت فايزر لوكالة الصحافة الفرنسية، كل يوم ستنقل ست شاحنات الجرعات إلى شركات نقل جوي مثل فيديكس ويو.بي.أس ودي.أتش.أل التي ستتولى توزيعها عبر الولايات المتحدة خلال يوم أو اثنين وفي العالم خلال ثلاثة أيام، حيث تتوقع المجموعة الأميركية القيام بحوالي 20 رحلة شحن يوميا في العالم.

وعلى فيديكس الحصول على ترخيص خاص من هيئة الطيران المدني لنقل هذه الكمية الكبيرة من الثلج الجاف، التي قد تطرح تهديدا على الطاقم في حال تبخرت عن طريق الخطأ، وتحولت من صلب إلى غاز، ولدى وصول الصناديق إلى وجهتها النهائية يمكن فتحها لفترة قصيرة مرتين في اليوم.

وتقول جولي سوان خبيرة في مواجهة الأوبئة في جامعة ولاية كارولاينا الشمالية “الأمر جيد لإدارة عيادة لحملة تلقيح واسعة”، ولكنها حذرت من أن اللقاح لن يكون مناسبا ليوزع على عيادات الأطباء والصيدليات الصغيرة.

وكما تقول سوان، أقله سيتعين على الأميركيين في البداية التوجه إلى المستشفيات أو حتى إلى مراكز توزيع أكبر تقام في مواقف السيارات تماما كما يتم إجراء فحوص كشف الإصابة بكوفيد – 19.

ويمكن للقاحات أن تبقى في عبواتها لأسبوعين ما يعني أن المستشفيات لن تحتاج إلى برادات خاصة. وقالت جانيل روث من مراكز مراقبة الأوبئة والوقاية منها “لا نوصي في هذه المرحلة بأن تشتري المستشفيات أو العيادات معدات تبريد عال”.

التوزيع على مراحل

يتوقع أن تتبع الشركات التي صنعت اللقاح استراتيجية تتمحور على توزيع اللقاح على مراحل بحيث يتم في البداية داخل أراضي الولايات المتحدة وفي مرحلة ثانية يتم تصديره إلى الخارج بشكل تدريجي.

وكما قامت فايزر الأميركية العملاقة وبايونتيك الألمانية، تطور شركة موديرنا الأميركية لقاحا يمكن حفظه في حرارة 4 درجات تحت الصفر على مقياس فهرنهايت، وهي درجة عادية لجهاز تجميد.

وتنظم الحكومة الأميركية توزيعا مجانيا لهذا اللقاح على الولايات والأراضي الأميركية وتقرر كل واحدة طبقا لقوانينها كيفية توزيع الجرعات على المستشفيات والصيدليات والأطباء وحتى الجامعات وفقا لنظام لا مركزي كالذي استخدم خلال تفشي فايروس أتش 1 أن 1 المعروف بأنفلونزا الخنازير في العام 2009.

وقال بول مانغو المسؤول عن عملية توزيع اللقاحات خلال لقاء إعلامي “لا تنوي الحكومة الفدرالية مع استثناءات بسيطة جدا توزيع جرعة واحدة من اللقاح قبل استخدامها على الأميركيين”.

والهدف هو تلقيح الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع الأميركي قبل نهاية ديسمبر المقبل والطواقم الطبية قبل نهاية يناير المقبل والأميركيين مطلع أبريل المقبل.

وتتوقع فايزر إنتاج 50 مليون جرعة هذه السنة و1.3 مليار في العام المقبل، وطلبت الولايات المتحدة مئة مليون جرعة بما فيها 20 إلى 30 مليونا تسلم نهاية ديسمبر المقبل. وأوصى الاتحاد الأوروبي على مئتي مليون جرعة واليابان 120 مليونا وبريطانيا ثلاثين مليونا وكندا عشرين مليونا.

وتأمل شركات موديرنا وأسترازينيكا وجونسون وجونسون وسانوفي وغيرها في أن تكون لقاحاتها فعالة وآمنة لتوزيعها عالميا.

وأعلنت شركة النقل دي.أتش.أل أنها تقدر بأنها ستوزع 15 مليون صندوق تبريد خلال العامين المقبلين مع 15 ألف رحلة تقريبا في العالم.

وكما قال براشانت ياداف الخبير في سلاسل التوريد الصحية في مركز التنمية العالمية، فإن البلدان الفقيرة التي لا تملك قدرات كبيرة لتخزين كميات من اللقاح التي تحتاج إلى تبريد، ففرصها ضئيلة للاستفادة من الجرعات الأولى.

وأوضح ياديف أن كلفة ثلاجات عالية التبريد يمكن أن تصل درجة حرارتها إلى 112 درجة تحت الصفر على مقياس فهرنهايت أعلى بخمس مرات من الثلاجات العادية وتصنع فقط حسب الطلب.

المصدر: العرب اللندنية

شاهد أيضاً

قادة مجموعة العشرين يدرسون ضريبة عالمية على المليارديرات

الشرق اليوم– حث قادة مجموعة العشرين على فرض ضريبة عالمية على المليارديرات لتمويل مشاريع حيوية …