الرئيسية / مقالات رأي / ماذا تعني رئاسة بايدن للولايات المتحدة بالنسبة لبريطانيا؟

ماذا تعني رئاسة بايدن للولايات المتحدة بالنسبة لبريطانيا؟

BY: James Landell 

الشرق اليوم- يترك انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في مواجهة مهمة إصلاح دبلوماسية كبيرة.

لم يلتق الرجلان قط. وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصف الرئيس المنتخب رئيس الوزراء بأنه “مستنسخ جسدي وعاطفي” من دونالد ترامب.

ويحيط ببايدن أشخاص يتذكرون بمرارة كيف أشار جونسون ذات مرة إلى أن الرئيس أوباما يحمل مشاعر معادية لبريطانيا بسبب أصوله الكينية.

ويعتقد بايدن وفريقه أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خطأ تاريخي. ولن يرغبوا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق تجاري، خاصة إذا كان ينطوي على عدم الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها في بروتوكول أيرلندا الشمالية.

وفي الشهر الماضي، حذر بايدن علنا، في تغريدة على تويتر، من أن إبرام اتفاق تجاري بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة في المستقبل مرهون بعدم انفكاك المملكة المتحدة من اتفاقية الجمعة العظيمة التي جلبت السلام إلى أيرلندا الشمالية.

ويسود توقع بين العديد من المراقبين بأنه عندما يسعى الرئيس بايدن إلى إصلاح العلاقات عبر الأطلسي، فقد يركز اهتمامه على باريس وبرلين أكثر من لندن.

وعندما يوجه بايدن انتباهه إلى بريطانيا، فقد يضغط على جونسون لإصلاح علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي سيكون جونسون راغبا في تركيز اهتمام سياسته الخارجية “لبريطانيا العالمية” في مكان آخر، لا سيما في المحيطين الهندي والهادئ.

لذا فإن على الحكومة أن تقوم بالكثير من العمل لتحسين علاقاتها مع الإدارة القادمة. وسيزيد من صعوبة ذلك إحجام المحافظين في السنوات الأخيرة عن لقاء الديمقراطيين عند زيارتهم لواشنطن.

وقال لي أحد المصادر الدبلوماسية: “لم نتمكن من إقناع الوزراء على الإطلاق بالذهاب لمقابلة الديمقراطيين”.

والتقى وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، بالسيناتور الديمقراطي البارز، كريس كونز، في سبتمبر/أيلول. كما عمل جون بيو، مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء البريطاني، على التهيئة لتأسيس روابط مع المقربين من بايدن.

ومع أخذ كل ذلك في الاعتبار، علينا ألا نعول كثيرا على الضغائن والتعليقات السابقة وعدم التقارب الشخصي.

بايدن سياسي براغماتي. وقد تثبت الولايات المتحدة في ظل حكمه أنها حليف أكثر استقرارا ويمكن التنبؤ به لبريطانيا مما كان عليه الحال في السنوات الأربع الماضية.

سيتم استبدال سياسة “أمريكا أولا”، التي روج لها ترامب، بسياسة تعترف بمكانة أمريكا في نظام دولي متعدد الأطراف تستفيد منه بريطانيا.

ستجدد رئاسة بايدن دعم الولايات المتحدة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ومنظمتي الصحة والتجارة العالميتين، وكلها أولويات لبريطانيا.

وهناك قضايا تتوافق فيها آراء بايدن بشكل كبير مع آراء بريطانيا: التشدد مع روسيا، إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان في الصين وغيرها، والموافقة على أهداف جديدة لخفض انبعاثات الكربون.

ربما تكون هذه المسألة الأخيرة هي الأهم. فبريطانيا سترغب في استغلال رئاستها العام المقبل لقمة الأمم المتحدة لتغير المناخ لتأسيس علاقة مع إدارة بايدن، على أمل أن تعمل كوسيط بين الولايات المتحدة ودول أخرى، وخاصة الصين، في التوصل إلى اتفاق.

وستظل بريطانيا، بطبيعة الحال، تحت الضغط لدعم المواجهة الأمريكية مع الصين، والتي يؤيدها الديمقراطيون بقوة مثل الجمهوريين.

لكن الساسة البريطانيين يأملون أن تشترك بريطانيا والولايات المتحدة في عهد بايدن في موقف متقارب إزاء الصين، وهو موقف يتحدى السلوك العدائي للصين، كما هو الحال في هونغ كونغ وشينجيانغ، ولكنه يشارك أيضا في القضايا العالمية مثل تغير المناخ.

كما يأملون في تشكيل تحالف جديد من الدول الديمقراطية الليبرالية لمواجهة تأثير الحكومات الاستبدادية في جميع أنحاء العالم.

ولكن مع أخذ كل ذلك في الاعتبار، فإنه يمكننا القول إن أولويات بايدن ستكون داخلية إلى حد كبير، أي إصلاح الاقتصاد الأمريكي ومواجهة أزمة وباء كوفيد 19. ولن تكون العلاقات مع بريطانيا، بما في ذلك صفقة التجارة الحرة المحتملة، أولوية قصوى.

وعلى الرغم من اهتمامات بايدن الدولية، لن تكون هناك عودة إلى التدخل الأمريكي العالمي السابق. هذا يعني أنه على الرغم من وصول بايدن إلى البيت الأبيض، فإن بريطانيا ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي قد لا يزال يتعين عليها رسم دور جديد لها في العالم، دور لا يتبع خط السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

المصدر: BBC

شاهد أيضاً

مع ترمب… هل العالم أكثر استقراراً؟

العربية- محمد الرميحي الشرق اليوم– الكثير من التحليل السياسي يرى أن السيد دونالد ترمب قد …