بقلم: الباقر علي الحسن – الراكوبة “السودانية”
الشرق اليوم- تتهدد العالم، كل العالم مجاعة في موارد الغذاء في عام 2022 وذلك لعدة أسباب ،ومن أهم تلك الأسباب حالة الركود الاقتصادي العالمي، الإنفجار السكاني، الحروب، عدم الإستقرار السياسي في بعض مناطق الإنتاج، شح المياه وتلوثها، ونضوب في خصوبة التربة، كما أن بعض المناطق التي من المفترض أن تسهم في سد الحاجة من الغذاء تتعرض لعدم استقرار سياسي، فساد وسوء إدارة في مواردها وعقوبات دولية مفروضة من قوى دولية عظمى .
إن جائحة كوفيد _19 ( كورونا) لعبت دورا أساسيا وفاعلا في الزيادة من حدة المجاعة وبالذات في دول آسيا وأفريقيا والتي يتضور فيها الملايين جوعا ومسغبة ،مهما يكن من تبريرات لا يمكن للعالم أن يقف مكتوف الأيدي أمام غول الجوع الذي يفتك بأكثر من 822 مليون نسمة في 43 بلد حول العالم ، عالم تكثر فيه تجارة السلاح أكثر من تجارة الغذاء غير الملوث ،كما يلاحظ أن الدول المانحة دائما تتعامل مع أعراض مشكلة الغذاء ولا تتعامل معها بهدف اقتلاع جذور المشكل في نقص الغذاء، بل يتم إستغلال مشاكل الغذاء وتحويلها لقضايا سياسية يروح على إثرها آلاف من الأمهات الحوامل في كل بلد أفريقي على وجه الخصوص وأضعافهم من الأطفال المواليد. وتبقى المنظمات الدولية المنوط بها العمل على رفع سقف الإنتاج من المواد الغذائية في الدول التي تعاني من نقص المواد الغذائية التي تضمن للناس حياتهم عاجزة أمام قهر الظروف والتقلبات السياسية، صنفت منظمة الفاو ( المنظمة الدولية للأغذية والزراعة ) الشرق الأوسط في أكتوبر 2014 باعتباره المنطقة التي ازداد فيها من يعانون من الجوع، حيث تقدر المساحة المزروعة ب 64000 مليون متر مربع أي بمعدل 39% من المساحة الصالحة للزراعة وترجع المنظمة الأسباب لشح في المياه وسوء الإدارة وعدم الإستقرار السياسي كما صنف التقرير أن البلدان العربية هي أكبر مستورد للقمح في العالم كما تراجعت دول عربية مثل مصر وسوريا والعراق وأصبحت دولا مستوردة لسوء الإدارة . وتبلغ نسبة الأراضي المزروعة في شبه الجزيرة العربية حسب ما ورد في التقرير نسبة 5% فقط بالرغم من قدراتها المالية، في عام 2015 عقدت ورشة عمل في جامعة هارفارد في بوسطن، جمع لها الخبراء من كافة التخصصات التي لها علاقة بالغذاء، وخرجت توصيات هذه الورشة باللجوء إلى أفريقيا التي استغلت فيها 7% فقط من أراضيها الصالحة للزراعة وبالإستثمار فيها يمكن التقليل من تأثير المجاعة والتي تجتاح العالم في عام 2022 والتي تبلغ ذروتها في عام 2030، كما جاء في التوصيات التركيز على دولة السودان والتي تتميز بصلاحية التربة ووفرة المياه الصالحة ورخص الأيدي العاملة، كما أن السودان يعتبر معبرا إلى عمق إفريقيا والعالم العربي. عليه سيكون السودان قبلة للإستثمار في مجال الزراعة للصين والهند وأوروبا وإسرائيل إن تحقق لها ما تريد من تطبيع والولايات المتحدة الأمريكية وبذلك يصبح السودان سلة الخير للعالم أجمع ومنقذا من مجاعة محققة لا محالة. إن الدول العربية يمكن أن يكون لها حق السبق في الإستثمار في مجال الغذاء زراعيا وفي الثروة الحيوانية التي تجاوزت المائة مليون رأس من الماشية حتى تكون صاحبة اليد العليا قبل غيرها من الدول التي أشرنا لها في صدر المقال.
السودان يتمتع بمساحات شاسعة وخصبة مع توفر مياه جوفية وأنهار وأمطار لتعدد المناخات، كما تتوفر أيدي عاملة رخيصة، يأتي دور الحكومة كفاعل أساسي في عملية الاستثمار وجذب رؤوس الأموال العربية، وغيرها، فعلى الحكومة وضع إستراتيجية واضحة وعمل تسهيلات لرؤوس الأموال وضمانات لحركتها، وتطهير هذا القطاع من كل الذين أساءوا إليه . إما نسهم في إنقاذ العالم من جائحة الجوع وأما أن تجتاح حدودنا البوارج وحاملات الطائرات لتحرس الأراضي البكر والاستفادة من الخيرات التي فوق الأرض وتحت الأرض…