BY: Business Insider
الشرق اليوم- إن الساسة بالحزب الديمقراطي ليسوا مستعدين لما قد يحدث في حال فوز المرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها الولايات المتحدة اليوم.
كما أن قادة الحزب الديمقراطي يعترفون بأن نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2016، التي فاز فيها ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، شكلت صدمة لهم، وأن مشاعر الغضب والإنهاك والبحث عن الذات التي عاشوها خلال تلك التجربة قد تتكرر الآن في حال هزيمة المرشح الديمقراطي جو بايدن، أمام منافسه ترامب في الانتخابات الراهنة.
ولا يملك الديمقراطيون خطة بديلة في حال هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية اليوم، لكنهم قلقون بشأن بعض الخيارات التي سيكون عليهم التعاطي معها في المستقبل، كاللجوء لإجراءات محاكمة الرئيس بنية عزله مرة أخرى، في حال حصول حزبهم على أغلبية في مجلس النواب ورأوا أن ترامب يستحق ذلك.
ويقول جيمس كارفيل، الإستراتيجي الديمقراطي المخضرم الذي أدار أول حملة رئاسية للرئيس الأسبق بيل كلينتون، إنه لا توجد خطة بديلة لدى الديمقراطيين في حال خسارتهم الانتخابات، وأضاف: “لا أعتقد أن فرانكلين روزفلت كانت لديه خطة في حال خسارته الحرب”.
تفاؤل حذر
بيد أن الديمقراطيين يملكون أسبابا للتفاؤل بشأن نتائج الانتخابات الحالية، فقد حققوا فوزا كاسحا في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018، وهو مؤشر قوي على ما قد تكون عليه نتائج الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم 3 نوفمبر/تشرين الثاني.
إضافة إلى أن الديمقراطيين ظلوا متفائلين بحذر رغم هزيمتهم في الانتخابات الرئاسية قبل 4 سنوات، وفي الانتخابات الراهنة، تشير استطلاعات الرأي حتى الآن إلى تقدم بايدن بفارق 6.5 نقاط على منافسه ترامب وفقا للموقع.
ويعد التفاف الحزب حول مرشحه بايدن والانتقادات التي يتعرض لها ترامب بسبب تعاطيه الفوضوي مع تفشي جائحة كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 230 ألف أميركي حتى الآن، مؤشرات أخرى تدعو الديمقراطيين للتفاؤل.
وقد أعرب بعض الديمقراطيين في الكونغرس عن شعورهم بالرضا بشأن فرصهم في الفوز في هذه الانتخابات، وفي تصريح أدلت به الأسبوع الماضي للصحفيين، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي: “أشعر بثقة كبيرة في أن جو بايدن سينتخب رئيسا يوم الثلاثاء، وسينصب رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل”.
وأضافت: “إننا لا نريد الإفراط في الثقة أو افتراض أي شيء، ولكن علينا أن نكون مستعدين للسير في طريق مختلف”.
حرب داخل الحزب
ورغم الثقة التي عبر عنها بعض الديمقراطيين، فإن ترامب قد أثبت مرارا قدرته على تحدي استطلاعات الرأي، ويبقى هناك احتمال فوزه بعد انتخابات متنازع عليها تبت المحكمة في نتائجها، وهي النتيجة التي كان ترامب قد توقعها من قبل وتعد أحد الأسباب التي دفعته للحصول على تأكيد تعيين القاضية بالمحكمة العليا إيمي كوني باريت قبل الانتخابات.
ولا يحب الديمقراطيون الحديث علنا عن احتمال فوز ترامب بولاية ثانية، وإن كان الأمر موضوعا للدعابة الداخلية فيما بينهم، تدور غالبا حول مزاح البعض بنيته الانتقال إلى كندا في حال فوز ترامب أو استثمار الأموال في صناعة الماريغوانا.
والحقيقة أن هناك واقعا سياسيا صعبا ينتظر الديمقراطيين في حال فوز ترامب في الانتخابات الراهنة.
وخلف الكواليس، يقول الديمقراطيون إنهم لا يملكون خطة للتعاطي مع نتائج الانتخابات في حال فوز ترامب وحصوله على 4 سنوات أخرى، لمواصلة تشكيل البلاد وفق رؤيته المحافظة.
إن المراقبين يتوقعون تصفية حسابات غير مسبوقة داخل الحزب الديمقراطي في حال مني مرشحه بالهزيمة في الانتخابات، فقد بنى الديمقراطيون للتو تحالفا هشا خلف بايدن، قائم إلى حد كبير على الرغبة في إخراج ترامب من البيت الأبيض.
وبحسب شون سبايسر، الناشط في الحزب الجمهوري والسكرتير الإعلامي السابق للبيت الأبيض: “أعتقد بصدق أن الحزب الديمقراطي سوف ينفجر من الداخل إذا ما فاز ترامب”.
ترجمة: الجزيرة