بقلم: محمد خروب – الرأي “الأردنية”
الشرق اليوم- ثمة في منطقتنا مَن هُم على قلق كأن الريح تحتهم، كما قال جدنا المُتنبّي، يترقبون بهلع ما ستقوله صناديق الاقتراع وخصوصاً “الكيفية” التي سيتصرف بها رئيس الصدفة رقم 45، إذا خذله “الحظ” الذي جاء به الى البيت الأبيض عام 2016، وهناك مَن يُتابع “المعركة” التي وُصِفَتْ تضخيماً ومبالغة، أنها “أهم” انتخابات رئاسية أمريكية، فيما هي في الواقع لا تزيد عن كونها انتخابات دورية روتينية، الفارق فيها هذه المرة أن ساكن البيت الأبيض منذ أربع سنوات، كان رجلا عادياً، بمعنى بعده عن السياسة وعدم تمتعه بحد أدنى من الثقافة، وافتقاده الكاريزما، وكونه أكثر نزقا وضحالة فكرية من رئيس من قماشته وهو بوش الإبن، الذي لم يتوفر على أي صِفة، تؤهّله قيادة أكبر وأقوى دولة في العالم، وخصوصا أكثر امبراطورية في التاريخ عدوانية وصلفا وازدراء، للقانون الدولي وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها، فضلاً عن انخراطها في أسوأ وأبشع المؤامرات، ضد شعوب وحكومات ورؤساء دُول ومُجتمعات، عبر تدبير الانقلابات واغتيال القادة والغزو وشنّ الحروب الرامية الى نهب الثروات واستعباد الشعوب.
والآن.. كيف اختلفت الحال؟ ألم يواصِل أوباما استخدام معسكر غوانتنامو، رغم “وعود” الرئيس الديمقراطي وأول أسود يقود الامبراطورية بإغلاقه؟، لكنه لم يُغلق. فضلا عن زيادة عديد قواته في أفغانستان بما الحرب فيها “حرب الضرورة”، وكانت حرب بوش/ بلير على العراق حرب خيار؟ لكنه لم ينسحب من العراق وأبقى على جنوده هناك، بل انخرط في الحرب على سوريا وفيها، بذريعة محاربة الإرهاب وكان ترامب “وريثاً” لإرث أوباما، حيث الأخير “اخترع” عقيدة “القيادة من الخلف” وأسهم مع ساركوزي والبريطاني كاميرون في غزو ليبيا، ناهيك عن استخدام أوباما المُفرط للطائرات المُسيّرة، التي قتلت من اليمنيين أعداداً لا تحصى، بذريعة مُحاربة القاعدة وداعش، وهما تنظيمان إرهابيان لا يُجادِل كثيرون في صحة المعلومات التي تقول: إنهما صناعة صهيوأميركية/ غربية بامتياز.
ترامب وفق الاستطلاعات يقف اليوم على حافة الهزيمة، ومُعجزة لن تحدث وفق القراءات الأكثر موضوعية وحياداً، رغم حذرٍ تُبديه نخب أمريكية إعلامية وعلماء سياسة واجتماع وخبراء استطلاعات، متكئين على وصول ترامب، بعدما قيل عن فوز مضمون لهيلاري كلينتون.
بايدن نسخة مكررة عن أوباما، وربما أكثر انحيازا لاسرائيل منه، حيث يُذكِّرنا كبير مستشاري السياسة الخارجية لبايدن.. طوني بلينكن، عبر صحيفة “تايمز أُوف اسرائيل”: بـ”الضغط الذي قام به نائب الرئيس السابق في الكونغرس، من أجل تمويل “القُبّة الحديدية” خلال حرب غزة عام 2014 ومشاركته في التوقيع على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 38 مليار دولار لاسرائيل في عام 2016، هي أكبر صفقة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية”.
لإيران كما فنزويلا وكوبا وخصوصاً السلطة الفلسطينية، مصلحة كبرى في هزيمة ترامب. في المقلب الآخر.. ثمة بعض في المنطقة يتمنون بقاءه، والأكثر طرافة ان أحداً في الخنادق المُتقابلة سوى إسرائيل، لا يُؤثرون كثيراً أو قليلاً في موازين القوى الداخلية الأمريكية.