BY: Financial Times
الشرق اليوم- نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” مقالاً افتتاحياً، تقول فيه: إن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أغضب المسلمين في العالم، لأنه أهان الإسلام في اعتقادهم عندما ألقى كلمة تأبينية الأسبوع الماضي، قال فيها: “لن نتخلى عن الرسوم وإن أغضبت الآخرين”.
ماكرون تعرّض قبلها لانتقاد على أساس إنه استهدف المسلمين عندما وضع مخططه لمواجهة التطرف الإسلامي في فرنسا. ككما أنه لم يكن موفقاً في ترديد مصطلح “الانعزالية”، لأنه كان تحت ضغط اليمين المتطرف الذي يتهمه بمداهنة تطرف “الإسلام السياسي” وعدم الدفاع بجسارة عن قيم العلمانية الفرنسية.
ولكن الاعتقاد بأن ماكرون يستهدف فعلاً جميع المسلمين أمر فيه مبالغة شديدة، حتى إن كان بعض الوزراء استعملوا للأسف مصطلحات محبوبة عند اليمين المتطرف. الكثيرين في النخبة السياسية الفرنسية لا يرتاحون لبروز الأقليات الكبيرة في المجتمع، وبالتالي فإنهم لا يستطيعون باسم العلمانية تقبل شعور المسلمين بالإهانة عندما يتعرض نبيهم للسخرية، باعتبار ذلك هجوماً على دينهم.
إضافة إلى أن الاعتداء على المدرس صامويل باتي، كان اعتداءً على الجمهورية نفسها، وهو ما جعل ماكرون وغيره يرفعون أصواتهم دفاعاً عن العلمانية، بما في ذلك الحق في السخرية من المقدسات. ولكن العلمانية الفرنسية التي كرسها قانون 1905 لا تعني محاربة العقيدة وإنما فصل الدين عن مؤسسات الدولة، وحماية العقائد الفردية.
فحق السخرية من الدين ينبغي، أن يُمارس بضبط النفس، ومراعاة المشاعر. فالمدرس باتي طلب من تلاميذه الذين يعتبرون الرسوم إساءة ألا ينظروا إليها. والمسلمون تعايشوا مع الأمر وإن كانوا لا يحبونه.
وربما كان يجدر بماكرون أن يتناول النقطتين في كلمته التأبينية.
ترجمة: بي بي سي