الشرق اليوم- قيم الخبير السياسي ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حسن أبو طالب، نهج الرئيس ترامب في معالجة 3 قضايا بارزة في الشرق الأوسط، هي فلسطين وسوريا وليبيا، إذ يرى أن سياسات ترامب “أضرت ضررا بالغا” بالقضية الفلسطينية وبالأوضاع في سوريا، أما ليبيا فكان الموقف منها “إيجابيا”، كذلك يستبعد أبو طالب أن تشهد مواقف واشنطن من هذه القضايا “تغيرات جذرية” في حال فوز بايدن بالرئاسة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يوضح أبو طالب أنها
“تضررت ضررا بالغا” جراء سياسيات الرئيس الأمريكي الذي “ضرب فكرة حل الدولتين، وأنهي شرعية الحقوق الوطنية والقومية للشعب الفلسطيني، وأحدث تغيرات كبرى في الواقع الإسرائيلي والفلسطيني”.
كما لفت الخبير إلى أن هذه السياسات أضرت أيضا بحقوق العرب عن طريق “اعتراف واشنطن بالجولان كجزء من إسرائيل”، وأضرت بوحدة العالم العربي “من خلال الضغوط التي مارستها الإدارة الأمريكية على العديد من البلدان العربية وآخرها السودان للاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها بطريقة لا تتوافق إطلاقا مع المبادئ العربية”، مؤكدا أن عمليات التطبيع هذه “أضرت ضررا بالغا بوحدة العالم العربي، وأثارت انقسامات بعضها ظاهر وبعضها غير ظاهر”.
وخلال فترة رئاسة ترامب شهدت السياسية الأمريكية تحولات جذرية تجاه القضية الفلسطينية، أبرزها إعلان واشنطن نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لإسرائيل، والاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، ووقف المساعدات لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.
كما أعلنت ثلاث دول عربية (الإمارات والبحرين والسودان) خلال شهرين اتفاقات للسلام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، برعاية أميركية.
أما القضية الثانية التي كان لسياسات ترامب تأثيرا بالغا عليها، فهي سوريا، والتي يرى أبو طالب أن السياسات الأمريكية تجاهها “زادت من تعقيداتها”، بسبب ما وصفه بـ”إطلاق يد الجانب التركي لكي يحتل أجزاء كبيرة جدا من الأراضي السورية في الشمال وإدلب”.
يذكر أنه خلال العامين الماضيين، شنت تركيا عمليتين عسكريتين لفرض سيطرتها على مناطق في شمال سوريا، هما “غصن الزيتون”، و”نبع السلام”، وفي تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2019 عقدت أنقرة وواشنطن اتفاقا لتعليق العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا.
أما فيما يتعلق بالقضية الليبية، فيري أبو طالب أن
موقف الجانب الأمريكي منها كان “حذرا للغاية”، مشيرا إلى أن هناك “حالة من اللامبالاة” لدى واشنطن تجاه ليبيا، أي أنها “تركت الأمور تتطور إلى ما تتطور إليه”، ولم يتغير موقفها إلا بعد استقالة المبعوث الأممي غسان سلامة وتولي ستيفاني وليامز رئاسة البعثة الأممية بالإنابة.
ويقول إنه منذ ذلك الوقت “بدأ الأمريكيون في إطلاق بعض التصريحات التي تتحدث عن أهمية وقف إطلاق النار، وأهمية البحث عن حل سلمي وخروج الجماعات الأجنبية والميلشيات خارج الأراضي الليبية، وأنهم يؤيدون إحداث عملية سياسية”.
ووصف أبو طالب هذا الموقف بـ”الإيجابي نسبيا”، متسائلا عن الوقت الذي سيسعى فيه الأمريكيون إلى “استغلال كل ثقلهم الدولي والسياسي في دفع كل الأطراف إلى تسوية سياسية تعيد السلم والأمن والاستقرار إلى ليبيا”.
أما عن التغيرات المتوقعة في السياسية الأمريكية في حال فاز بايدن، فيستبعد أبو طالب حدوث “تغيرات جذرية، إذ يقول “فوز بايدن لن يغير كثيرا من الأمر، وسيستمر هذا الوضع الجزئي الضاغط على الفلسطينيين، والضاغط أيضا على بعض القضايا العربية الهامة جدا”.
ويوضح أبو طالب “بايدن لن يستطيع أن يغير كثير من الواقع الحاصل حاليا، سواء في إعادة النظر في كافة القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس ترامب، فمثلا لن يستطيع إعادة النظر في القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب في القضية الفلسطينية، أو إلغاء العقوبات المفروضة على النظام الإيراني”.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يوم 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، ويتنافس في السباق الانتخابي كل من الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، عن الحزب الجمهوري، ومنافسه – النائب السابق للرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن الحزب الديمقراطي.
المصدر: سبوتنيك