الشرق اليوم- يقول الكاتب تشارلز إم. بلو: إن الولايات المتحدة تدخل، الآن، المنعطف الأخير من سباق الرئاسة، وسيكون للناخبين أخيرا رأي فيما إذا كان عهد “إرهاب وحماقة” دونالد ترامب سيستمر أم ينتهي.
وأشار بلو في مقاله بصحيفة (New York Times) إلى أن عشرات الملايين من الأميركيين أعلنوا بالفعل خياراتهم بالتصويت مبكرا، وتابع “بالنسبة للكثيرين منا كان لا بد أن يأتي هذا اليوم قريبا، وبالنسبة للكثيرين منا لم نكن متأكدين تماما مما إذا كان بإمكاننا، أو البلد أو حتى العالم، الصمود لمدة 4 سنوات من رئاسة ترامب”.
واستحضر في ذاكرته نتائج فوز ترامب 2016 ضد منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون، وكيف خيمت سحابة من الكآبة على وجوه من كان يصادفهم في طريقه، ولم يصدق هو نفسه أن هذا ما حدث بالفعل.
وفي صباح اليوم التالي بعد خروجه من منزله متجولا في الحي لاحظ الوجوم على وجوه الناس، والصمت يلفهم كما لو كانوا في كابوس مزعج، وكانت هناك صدمة كبيرة استمرت لأسابيع في الحي وفي البلد عموما. حتى أن الناس تبرعوا بالملايين لمجهود رئيسة حزب الخضر، جيل ستاين، لإعادة فرز الأصوات في ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان؛ لكن هذا الجهد فشل.
وقال الكاتب: إنه خلال فترة رئاسة ترامب أصبح الأمريكيون على دراية كبيرة بالتعديل 25، الذي يسمح بإقالة الرئيس من منصبه من قبل مجلس وزرائه ونائبه إذا اعتبر “عاجزا عن أداء سلطات وواجبات منصبه”.
وعولوا على المحقق الخاص روبرت مولر؛ لكنه لم يفعل سوى القليل في النهاية، ولم يذهب بعيدا بما فيه الكفاية. وانتظروا مساءلة الرئيس التي جاءت في النهاية؛ لكن بحلول ذلك الوقت كان ترامب قد ابتلع الحزب الجمهوري بأكمله، و”أصبح أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوري كلابه المدللة”، ولم يكن هناك من طريقة لإقالته من منصبه، بغض النظر عن ذنبه، وبغض النظر عن الضرر الذي سببه.
ولذلك، كما يقول بلو: “تعلمنا جميعا -عند مستوى ما- التأقلم، واستعد البعض منا للمعركة بأن يصبح جزءا مما نسميه المقاومة”، أما الآخرون الذين يغمرهم الشعور بالعجز ويستهلكهم، فقد استسلموا، وركزوا على أشياء يمكنهم التحكم فيها كحب الأسرة والعمل المجتمعي والبستنة والطبخ، وكل ما يمكنهم التفكير فيه لإبعاد عقولهم عن هذا الجنون.
ويتابع: إن هذه المقاومة الجديدة بدأت تكثف احتجاجاتها، وكان لديها المسيرة النسائية، كما كان لها وجود في المطارات للاحتجاج على المهاجرين واللاجئين المحتجزين، وحتى احتجاجات “حياة السود مهمة” خلال الصيف كانت مصحوبة باستياء من المناخ السياسي الحالي.
واستدرك بقوله “ولكن أيا من هذه الإجراءات لم يحمل على الإطلاق إمكانية عزل ترامب من منصبه أو تحويل السلطة بشكل أساسي، ومع ذلك كانت تبني مجتمعا بين الساخطين وتشحنهم وتظهر قوة الروح الجماعية للعمل المباشر”.
والآن، أخيرا، بعد طول انتظار لسنوات يمكن لأعضاء المقاومة وجميع الساخطين الآخرين على حالة الأمور اتخاذ إجراء يؤثر بشكل مباشر على الرئيس والسلطة في واشنطن ألا وهو “إمكانية التصويت”.
وهذا بالضبط ما يفعله ملايين الأمريكيين في أقرب وقت ممكن بالرغم من مخاوف وباء فيروس كورونا المحيط بهم، وهناك طاقة وإلحاح في الهواء، وحديث الجميع هو “هل صوتت؟” “متى ستصوت؟” “هل تريد أن تأتي معي للتصويت؟”.
وعلق الكاتب بأن هذه الطاقة تختلف عن طاقة عهد أوباما، التي كانت مليئة بالأمل والإثارة، خاصة خلال رئاسته الأولى. هذه الطاقة هي طاقة المحارب، طاقة المتحدي والمصمم، طاقة داود لقتل جالوت، وختم بأنه من الجيد أن يكون المرء جزءا من هذه الطاقة، وأن نشعر أننا على وشك أن نكون قادرين على التنهد وإعلانها بقوة “نجحنا ونجونا”.