الشرق اليوم- خلال استقباله الأسبوع الماضي لبعض كُتّاب الافتتاحيات، شدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على ضرورة “محاربة التلاعب”، في إشارة إلى ردة فعل كثير من المسلمين على خطابه عن الرسوم المسيئة.
ونقلت مجلة لوبس (L’Obs) الفرنسية عن ماكرون قوله في الاجتماع المذكور، “بعد كل خطاب من خطاباتي حول الإسلام السياسي تقوم الشبكات الإسلامية الراديكالية في الدول العربية وتركيا بشن دعاية تندد بفرنسا كدولة معادية للعرب، ومناهضة للمسلمين”.
وعلقت المجلة قائلة: إن هذا هو بالضبط ما فعله الزعيم التركي، رجب طيب أردوغان، بعد أيام قليلة من خطاب ماكرون، والمشكلة، حسب المجلة، هي أن هذا الخطاب المعادي للفرنسيين انتشر بعد ذلك بشكل منهجي على الشبكات الاجتماعية في فرنسا نفسها.
ومن هنا جاءت مبادرة “تكوين أجسام مضادة ومحارِبة للتلاعب”، من خلال تكثيف نشر خطاب جمهوري مضاد على الإنترنت، كما كشفت مؤخرا لمجلة (L’Obs) وزيرة المواطنة بالحكومة الفرنسية الحالية، مارلين شيابا، وهي المسؤولة عن تكريس قِيَم الجمهورية والعلمانية.
ويقول ماكرون: إن هذه “الدعاية، للأسف الشديد، تؤتي أكلها، لأنها تلعب على وتر استياء المسلمين في فرنسا”، وهو الاستياء الذي يرى الرئيس الفرنسي أنه “يتغذى من 3 مصادر”:
أولا- القضية الفلسطينية التي يعتقد ماكرون أن الاتفاقات الأخيرة بين إسرائيل والدول العربية قد تخفف من حدتها.
ثانيا- الطريقة التي يفسر بها الجيل الثالث من المهاجرين حقيقة الحقبة الاستعمارية، وهو ما يرى ماكرون أنه يتطلب “أن نحل مشكلتنا مع الحرب الجزائرية، ونكشف الحقيقة الكاملة للوقائع وذلك عبر مقاربة تاريخية واضحة”.
أما النقطة الثالثة التي ذكرها ماكرون فهي الاستياء الاقتصادي والاجتماعي، الذي “يجب علينا الإسراع، بشكل كبير، (في التعامل معه)، من خلال التعويل على تعطش شباب الضواحي للنجاح”.
وأوضح ماكرون أن ذلك يتم عبر مكافحة التمييز في التوظيف، ومتابعة سياسة التعلم والإسكان الاجتماعي، وإنشاء “نماذج يحتذى بها”، مثل النموذج الذي تعمل عليه إليزابيث مورينو -وزيرة الدولة لشؤون المساواة بين الرجل والمرأة- والتنوع وتكافؤ الفرص، على حد تعبير المجلة.
ترجمة: الجزيرة