الشرق اليوم- منذ اندلاع القتال في منطقة ناغورنو قره باغ، في 28 سبتمبر الماضي، كانت الجالية الأرمينية في الولايات المتحدة تبحث بنشاط عن طرق لبناء الدعم ضد أذربيجان وكذلك تركيا لدعمها القوي لباكو.
وسرعان ما آتت هذه الحملة ثمارها بعدما تخلت شركات ضغط، تمثل تركيا وأذربيجان، عن علاقاتها مع كلا العميلين، بحسب ما نشرت صحيفة “أحوال تركية“.
فقد أعلنت شركة “ميركوري” للشؤون العامة، الجمعة الماضية، أنها ستنهي علاقتها مع الحكومة التركية. تم الكشف عن نبأ هذا القرار في بيان صحافي صادر عن المنطقة الغربية للجنة القومية الأرمنية الأميركية في ولاية كاليفورنيا.
وقالت رئيسة مجلس إدارة المنطقة الغربية للجنة القومية الأرمنية الأميركية، نورا هوفسيبيان، في البيان: “نتيجة للنشاط المستمر لمجتمعنا والدعم الثابت لأصدقائنا في المكتب المنتخب، أبلغت للتو من قبل فابيان نونيز، وهي شريكة في مكتب ميركوري في لوس أنجلوس، أن شركة ميركوري للشؤون العامة ستنهي تسجيلها كوكيل أجنبي لتركيا”.
وأشادت هوفسيبيان بالقرار، ووصفته بأنه “يقف على الجانب الصحيح من التاريخ” في إنهاء علاقتها مع تركيا، مضيفة أنه سيكون بمثابة نموذج للشركات الأخرى التي تعمل لصالح تركيا أو أذربيجان.
ما هي شركة “ميركوري”؟
مثلت ميركوري المصالح التركية في الولايات المتحدة منذ عام 2013، وتم تسجيلها كوكيل لكل من سفارة تركيا في واشنطن العاصمة، ومجلس الأعمال الأميركي التركي (تايك).
وكانت الشركة أمرت بصرف مبلغ مليون دولار جديد في فبراير لتمثيل السفارة. والأسبوع الماضي كانت ميركوري تسلط الضوء على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وتركيا نيابة عن تايك.
وباختيار إنهاء هذه العلاقة، فإن ميركوري تعد أحدث شركة ضغط تنسحب من العقود مع تركيا أو أذربيجان.
وقد صرحت مؤسسة “دي إل آيه بايبر”، وهي شركة محاماة في لندن، في مذكرة مع وزارة العدل الأميركية أنها لم تعد تعمل نيابة عن شركة أذربيجان للسكك الحديدية بعد عام واحد من العمل من أجلها.
وبالمثل، انسحبت مجموعة ليفينغستون، التي أسسها عضو الكونغرس الجمهوري السابق بوب ليفينغستون، من العمل في أذربيجان في 13 أكتوبر. وكان هذا بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من إعلان وزارة العدل أنها تتفاوض على عقد جديد مع باكو.
وشاركت مجموعة “بي جي آر” أيضا في إعلانها أنها تنهي عقدها مع شركة النفط الأذربيجانية الحكومية “سوكار”.
“تهدد السلام العالمي“
وتقول “أحوال تركية” إن قرار شركات الضغط الكبرى بقطع العلاقات مع كلا الدولتين علامة على نجاح حملة الضغط الخاصة بالجالية الأرمينية في الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن السياسيين والنشطاء في كاليفورنيا، حيث يقيم العديد من الأرمن الأميركيين، استهدفوا مؤسسة ميركوري على وجه التحديد.
وفي لوس أنجلوس، دعا مجلس المدينة شركة ميركوري إلى الانسحاب من تمثيلها لمصالح تركيا، وإلا ستنسحب المدينة من أي عمل مع الشركة.
واتهمت الرسالة، التي كتبها عضو المجلس الأرميني الأميركي بول كريكوريان، تركيا وأذربيجان بالسعي لمواصلة الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915 من خلال الانخراط في الصراع الحالي.
ووصفت تركيا على وجه الخصوص بأنها “أسوأ منتهكي لحقوق الإنسان” و “إمبريالية عدوانية تهدد السلام العالمي”.
وقالت رسالة عضو المجلس الأرميني الأميركي، مستخدمة الاسم الأرمني لناغورنو قره باغ: “لن نتعامل مع أي شركة بأي صفة بينما تقدم الدعم لعميل يرتكب إبادة جماعية بشكل صريح ودون اعتذار، وينكر حقيقة الإبادة الجماعية، ويساعد ويشجع الحرب ضد جمهورية أرتساخ”.
وفي غضون ذلك، أعلنت منطقة كلية المجتمع في لوس أنجلوس أنها ستنهي عقدها مع ميركوري بسبب عملها مع تركيا.
وفي المقابل، دعمت المجموعات التركية الأميركية والأذربيجانية الأميركية باكو، ونظمت احتجاجاتها الخاصة ضد أرمينيا في الولايات المتحدة.
وفي 14 أكتوبر، تجمع 200 متظاهر في واشنطن العاصمة، في مسيرة من مبنى الكونغرس إلى السفارة التركية لدعم أذربيجان.
وبعد أربعة أيام، نظمت اللجنة التوجيهية الوطنية التركية الأميركية وجمعية نيويورك الأذربيجانية مظاهرة احتجاجية أمام الأمم المتحدة ضد ما وصفوه بالعدوان الأرمني.
المصدر: الحرة