BY: Abhijnan Reg – The Diplomat
الشرق اليوم– استضافت كندا أحدث جولة من اللقاء الافتراضي الذي جمع وزراء دفاع التحالف الاستخباري “العيون الخمس” في 15 و16 أكتوبر، ونشأ هذا التحالف في الأصل لبذل جهود استخبارية مشتركة بين البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية (أستراليا، كندا، نيوزلندا، بريطانيا، الولايات المتحدة) في بداية سنوات الحرب الباردة، لكن على مر أكثر من 70 سنة منذ نشوئه، تطوّر دوره بطريقة ملحوظة.
في الماضي القريب، عالجت مشاورات “العيون الخمس” مجموعة متنوعة من المسائل، إذ يجتمع الوزراء المسؤولون عن شؤون الأمن الداخلي بانتظام منذ عام 2013 عبر ترتيب وزاري خاص بهذا التحالف، وقد ركّزت النقاشات الأخيرة في هذا المنتدى على التهديدات الناشئة في مجال الأمن الإلكتروني، ومنذ ذلك العام تُسمّى اللقاءات الوزارية التي تشمل وزراء الدفاع والشؤون الخارجية والخزانة في تلك البلدان الخمسة “اجتماعات العيون الخمس”.
اجتمع وزراء الدفاع في التحالف في شهر يونيو الماضي عبر مؤتمرات الفيديو مجدداً وطُرحت أجندة واسعة للنقاش خلال ذلك الاجتماع، وكما حصل في عدد كبير من الترتيبات الأمنية المماثلة، أصبحت الصين ومنطقة المحيطَين الهندي والهادئ محور تركيز الاجتماعات الجديدة.
ذكر بيان صحافي أمريكي صادر عن اجتماع وزراء دفاع “العيون الخمس” أنهم “ناقشوا المبادرات الراهنة والمستقبلية وفكروا بما يستطيع التحالف فعله لتكثيف التعاون بين أطرافه ومعالجة التحديات الأمنية العالمية المشتركة”، وأضاف البيان أيضاً: أن الوزراء “طرحوا استراتيجياتهم الخاصة حول طبيعة مشاركتهم في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ واقترحوا خطوات لتحسين طريقة تنسيق الجهود بينهم”.
مارست إدارة ترامب الضغوط لإنشاء هندسة أمنية أولية لمنطقة المحيطَين الهندي والهادئ، حيث يسعى الأعضاء في الكتل المتداخلة إلى تنسيق مواقفهم حول مسائل مهمة إقليمياً ويتعاونون مع جهات أخرى خارج التحالف (الولايات المتحدة وأستراليا منتسبتان مثلاً إلى “المجموعة الرباعية” وتحالف “العيون الخمس” في آن). هذا التحالف ليس استثناءً على القاعدة، وقد أوضح البيان المشترك الصادر عن اجتماع وزراء الدفاع في يونيو الماضي هذه الفكرة مع التشديد على أهمية “الشركاء والمؤسسات في المنطقة”.
لكنها فكرة مثيرة للفضول بالنسبة إلى كتلة لا يزال نطاق جهودها الاستخبارية المشتركة غامضاً، وشكّك بعض المحللين بمنفعة أن تُكلَّف كتلة استخبارية بتنسيق السياسات، وذكر المسؤول الحكومي الأسترالي السابق، بن سكوت، في صحيفة “ذا إنتربرتر” التابعة لـ”معهد لوي”: أن “اعتبار القمم السياسية اجتماعات لتحالف “العيون الخمس” يجازف أيضاً في إخفاء الطابع الاستخباري لهذه الكتلة”، حتى أن هذا التوصيف قد يُضعِف الموضوعية المطلوبة لبذل جهود استخبارية ناجحة.
على صعيد آخر، يظن سكوت أن تسمية “العيون الخمس” تمنع انتساب أعضاء جدد إلى التحالف، فيسهل مثلاً أن تُضاف اليابان إلى المشاورات الاستراتيجية بين أستراليا وكندا ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة، حتى لو كانت الاجتماعات استخبارية في المقام الأول، لكن من الأصعب في المقابل أن يصبح أي بلد جديد جزءاً من التحالف.
في شهر أغسطس من هذه السنة، حاول وزير الدفاع الياباني، تارو كونو، الانضمام إلى التحالف واقترح تسميته “العيون الست”، لكن كتب المحلل أنكيت باندا في صحيفة “دبلومات” حينها أن الحواجز الكبرى التي تحول دون انضمام اليابان إلى ذلك التحالف لا تزال قائمة (أبرزها تدابير مراقبة المعلومات من الجانب الياباني)، مع أن البلد أصبح قريباً جداً من اتخاذ هذه الخطوة.
أخيراً، تبرز مسألة الأجندات المثقلة بالبنود، إذ يمنح تحالف “العيون الخمس” بلداً مثل كندا فرصة تلقائية لتوسيع دورها في منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، لكن من خلال تحويل آلية تقاسم وجمع المعلومات الاستخبارية بطريقة مشتركة إلى جهة تحمل أجندة موسّعة، يزيد احتمال أن تُهمَّش المهام الأساسية الموكلة إلى التحالف.
في النهاية، من المعروف أن التحالفات المبنية على مسائل محددة تنجح أكثر من الكيانات التي تُعنى بمواضيع كثيرة.
ترجمة: صحيفة الجريدة